حذر طياري شركة فلاي دبي الإماراتية عبرتقارير سرية من انهم يُجبرون على العمل بما يفوق طاقتهم، بما يؤثر على سلامة الرحلات الجوية.
اشتكت طواقم الشركة من الإجهاد والخطورة ، وخاصة عقب تحطم إحدى طائراتها في 19 مارس الماضي، ما أدى إلى مقتل 62 راكبا بالإضافة لطاقم الطائرة.
وتضمنت تقارير الطيارين خلال شهري مارس وأبريل من العام الجاري حالات مخاوف من وجود قنبلة على ارتفاع 30 ألف قدم، وحالات متعددة للاصطدام بالطيور، وحالات تشويش بالليزر، وتواجد ركاب في حالة سكر، وحالات طبية حرجة، وحالة لطيار نسي فك فرملة الطائرة أثناء الإقلاع، من بين 400 تقرير متعلق بالسلامة الجوية يكتبها طيارو الشركة بحسب تقرير “هافينجتون بوست” نقلا عن “الجارديان” البريطانية.
يقول أحد الطيارين بالشركة، والذي يقود رحلات للشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وأفريقيا : “الشركة تفقد ثقة الطيارين بها، أستطيع الشعور بذلك ورؤيته عندما أطير مع زملائي”، ويرى اخر أن عدد الساعات التي يعملها يحتمل أن تكون غير قانونية.
بعض الحوادث
•انتقد أحد الطيارين الغاضبين استخدام زميله لأسلوب طيران “خطر”، إذ أعرب عن مخاوف جدية عقب عملية هبوط قاسية.
•اعترف أحد الطيارين أنه فقد السيطرة على طائرته وأن سرعتها ازدات بشدة خلال فترة اضطراب شديد.
•جرى توبيخ عضو بارز بطاقم طائرة بعد نومه في درجة رجال الأعمال أثناء الرحلة، في حين أومأ برأسه حين تم إيقاظه.
•اشتكى أحد الطيارين من أن طائرته لم تكن مستقرة بسبب تخزين 2800 كيلوجراماً في مكان خاطئ لتخزين الأمتعة.
وتشير الوثائق التي اطلعت عليها “الجارديان” إلى أن بعض الطيارين يشعرون بالضغط عليهم، وأنهم يكافحون للتعافي من جدول الطيران المزدحم ليلاً ونهارا.
وكتب أحد الطيارين قائلاً “إنه من غير الآمن وغير المفيد أن يُطلب من الطاقم العمل لوقت إضافي، خاصة عندما يقول الطاقم أنه لا يشعر بالأمان في حال مواصلة العمل.
تضاعف الغضب الظاهر في الوثائق عندما تساءل طيارٌ آخر عن السبب في قيام فلاي دبي بسؤاله عن أسماء أفراد الطاقم الذين رفضوا تمديد ساعات عملهم المعتادة لما يُسمى بالرحلات السرية.
وكشفت تقارير السلامة الجوية الأخرى تنوع المواقف التي يتعامل معها الطيارون، أثناء رحلة إلى كييف في شهر مارس ، حيث أخبر أحد الركاب الطاقم أنه زرع قنبلة على متن الطائرة.
كتب الطيار: “لقد كان روسياً، وكنا قد دخلنا أوكرانيا للتو، وكان واضحا أنه من مؤيدي بوتين، بإمكانك التخيل” هبطت الطائرة وأحاطها 200 جندي من القوات الخاصة والجيش وطلبوا من الطيار أن يأمر بإخلاء طارئ للركاب.. في هذه المرحلة كان يجب أن أرفض، إذ بدأ الموقف يصبح سخيفا، وكما أخبرتهم فقد جلسنا في مدرج الطائرات لأكثر من ثلاثين دقيقة، فلو كانت هناك قنبلة لكانت انفجرت”.
أمر الطيار بالنزول بشكل طبيعي ولم يتم العثور على أية قنابل في الطائرة.
الارهاق وحوادث الطيران
أظهرت صحيفة الجارديان تفاصيل من الوثيقة المرسلة للضابط الأعلى وخبير السلامة الجوية الذي يعمل حالياً في الخطوط الجوية الأوروبية، وقال المختص : “عدد بلاغات الإرهاق أكبر مما كنت أتوقعه”
ويقول: التقارير التي تلت تحطم الطائرة يمكن أن تكون “دلالة على اعتقاد الطيارين أن الإرهاق ربما لعب دوراً في هذا الحادث” “تظهر بلاغات الإرهاق عدداً كبيراً من الشكاوى بشأن مواعيد العمل (التغيير المستمر بين الورديات الليلية والصباحية أو فترات الراحة الـ24 ساعة حيث يستحيل أخذ راحة من الوردية السابقة والاستعداد للوردية التالية في نفس الوقت) والضغط الذي يسببه مواصلة العمل عندما يشتكي الطاقم من الإرهاق.
تقول فلاي دبي أنها “التزمت بجميع اللوائح التي وضعتها الجهات المنظمة” وأن الشركة قد طورت ثقافة من “عدم اللوم” بحيث يستطيع الطيارون التعبير عن مخاوفهم دون القلق من العواقب.
وتضيف الشركة “يُشجَع العاملون بطريقة موضوعيّة وشفافة وسريّة على الإبلاغ عن جميع الحالات التي يعتقدون أنها يمكن أن يكون لها عواقب متعلقة بالأمن، نقوم بفحص جميع تقارير السلامة الجوية إلى نهايتها لإدراك ما إذا كان هناك مخالفات تنفيذية أو نتائج أمنية”
وتشير فلاي دبي الى انه بإمكان أي طيار يشعر بالتعب الشديد أن ينسحب من الخدمة “دون أي عواقب تأديبية” وأن عدد البلاغات المتعلقة بالإرهاق كانت صغيرة.
وتتابع :إذا كان لدى الطيارين أي قلق أو شكوى فهناك عدد من الطرق المتاحة لهم لإرسالها.. راحة طاقمنا أهمية قصوى ونحن نمنحهم آليات دعم رسمية وغير رسمية”.
فلاي دبي هي شركة طيران تملكها دولة الإمارات ويرأسها الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، كما أنه يرأس الخطوط الجوية الإماراتية، ورئيس دائرة الطيران المدني.