اعتبر عدد من الخبراء العسكريين في تصريح لـ”رصد” احتجاز رئيس الأركان التركي خلوصي آكار لساعات من قبل ثلة عسكرية مغامرة كبيرة، و تحريره بعدها بسهولة دون تعرضه لأي رصاصة وعودته لممارسة عمله كأن شيئًا لم يكن، أمرًا يدع مجالاً للشك بأنه هناك خدعة حول هذه العملية.
و وضع الخبراء العسكريون 3 أسباب تثير الشكوك حول مصداقية اختطاف خلوصي بهذا الشكل..
رئيس الأركان ليس شخصًا عاديًا
وقال اللواء محمد علي بلال نائب رئيس أركان الحرب سابقًا، أن رئيس الأركان في أي مكان بالعالم ليس شخصًا عاديًا، وقوته العسكرية من حيث التأمين والحراسات تفوق رئيس الجمهورية ووزير الدفاع، لأنه القائد الفعلي للحرب وعمليات الدفاع والهجوم لأي دولة.
وأضاف بلال في تصريح لـ”رصد”:”إن حراسات رئيس الأركان هي خاصة ويختارها بنفسه، كما أن عملية تأمينه تتم على أعلى درجة، وعلى تواصل تام بجهاز المخابرات بشكل يومي، إن لم يكن كل ساعة، ومسألة اختطافه بهذا الشكل تدع مجالا للشك حول خدعة هذه العملية.
وأشار بلال إلى أن عدم انضمام بقية قوات الجيش قد تشير إلى أن هناك احتمالين، أولهما أنه لم يكن هناك انقلاب من الأساس، والثاني هو توقف العملية بسبب عدم اكتمالها ويكون خلوصي جزء من هذه الخطة.
احتمالية التورط
وقال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري، إن تورط رئيس الأركان في عملية الانقلاب بالتأكيد محل شك، خاصة وأنه يندرج تحت إمرته قادة القوات البرية والقوات البحرية والقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي، وأي انقلاب في العالم يكون رئيس الأركان شريكًا فيه.
وأضاف مسلم، إن رئيس الأركان مهمته الإشراف ومتابعة خطوات الجيش وتأديه مهامة بانتظام، وأي انقلاب عسكري يحتاج لتحركات غير عادية، سواء من التجهيز أو خروج الدبابات والمدرعات من المعسكرات لأنها لا تتحرك خارج اللواءت العسكرية إلا بأمر مباشر منه”.
رواية غير مقنعة
و كشف خلوصي آكار رئيس هيئة الأركان العامة التركي، اليوم الأحد، عن تفاصيل احتجازه بأيدي الانقلابيين الذين كان “البعض منهم من المقربين منه”، بحسب قوله.
ونقلت “سي إن إن تركي” عن خلوصى أكار قوله :” إن بعضًا من الانقلابيين حاولوا إجباره على قراءة بيان الانقلاب، واضعين السلاح على رأسه”، مشيرًا إلى أن “العناصر أكدوا له أنه في حال وقع على البيان فستزول المخاطر المحيطة بحياته”.
وفسر رئيس الأركان سبب الزرقة حول رقبته، بالقول إن “رفضه لقراءة البيان والتوقيع عليه، أدى بالعناصر إلى تطويق رقبته بالحزام، وشدها، ما تسبب بذلك”.
وكشف آكار أن رئيس القلم الخاص به، وبعض موظفي السكرتارية وبعض الضباط المقربين منه شاركوا في محاولة الانقلاب ودعموها، لافتًا إلى أنه نقل ومن معه من الضباط غير الانقلابيين إلى قاعدة “أكنجي”، بعد تقييد أقدامهم وأيديهم، ووضعهم في غرف منفردة.
وعلق اللواء ثروت سويلم الخبير العسكري، على هذه الرواية بأنها غير مقنعة قائلا:” خلال الانقلابات لا يتم إجبار أي عسكري غير موافق على الانقلاب على شئ، وهنا يحدث عملية تصفية مباشرة لأي رافض للأمر العام، كما أنه من الواضح أن كاميرات المراقبة حول مبنى رئاسة الأركان لم تعمل بخلاف اختراق المبنى واختطافه”.
وأضاف سويلم في تصريح لـ”رصد”:”عدم مقتل رئيس الأركان وتحريره بسهولة شئ غير مقنع، فأي عملية عسكرية كبرى خاصة الاختطاف لا يسلم الخاطفين ضحاياهم بهذه السهولة، وإذا حدثت مقاومة كما قيل، فلماذا لم يتم تصفيته كإجراء انتقامي”.