بعد فشل محاولة الانقلاب العسكري في تركيا، بدأت السلطات حملة قوية لملاحقة كل من تورط في هذا الانقلاب داخليًا، وفي الوقت ذاته تركز على تجميع كافة المعلومات عن عددٍ من الدول الخارجية التي دعمت هذا الانقلاب، منها بحسب رأي محللين: روسيا والإمارات وأميركا وإسرائيل.
أميركا
أثارت بعض التقارير والتحليلات السياسية، تساؤلات حول ضلوع أميركا في محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا، أو على الأقل أنها كانت على علم بها سلفًا، وكان من اللافت أن السفارة الأميركية في أنقرة أصدرت بيانًا في بداية الانقلاب، اعتبرت فيه أن ما يجري في تركيا انتفاضة أو ثورة، دون أن يشير إلى وجود انقلاب عسكري على الحكومة المنتخبة.
وحثت السفارة المواطنين الأميركيين في تركيا على توخي الحذر، وعدم الاقتراب من مناطق الصراع.
وفي تحليل لها بصحيفة واشنطن بوست، نسبت الكاتبة “كارين دي يونغ”، إلى مسئولين في وزارة الدفاع الأميركية -رفضوا الكشف عن هوياتهم- قولهم يوم الجمعة، إنهم كانوا “على علم بما يحدث في تركيا، لكنهم لا يزالون يحاولون تحديد آثار ذلك على عمليات الولايات المتحدة”.
وقالت الكاتبة إن “استعادة حكومة أردوغان للسلطة ربما تكون شائكة ومخيفة أكثر من أي وقت مضى”.
ورد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، على نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أمس، السبت، أن الادعاءات بتورط واشنطن في الانقلاب الفاشل الذي وقع في تركيا “كاذبة”، وتضر بعلاقات البلدين.
وأفادت مصادر دبلوماسية تركية لوكالة الأناضول، أن جاويش أوغلو وكيري تناولا مسألة الإجراءات القانونية لإعادة غولن، والعوائق أمام تلك الإجراءات.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد طالب الولايات المتحدة، بتسليم “غولن”؛ الذي تتهمه أنقرة بالتورط في محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها تركيا ليلة الجمعة الماضية.
الإمارات
اتهم ناشطون عرب وخليجيون، قناة “سكاي نيوز العربية”، ومقرها الإمارات، برعاية الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا، مساء أول امس الجمعة.
وقال ناشطون إن “تغطية سكاي نيوز عكست أمنيات الحكومة الإماراتية بالشأن التركي، وسعادتهم في ساعات محاولة الانقلاب الأولى التي مالت نحو الانقلابيين”.
وعلق الكاتب الصحفي المصري وائل قنديل : “هذا الانقلاب يأتيكم برعاية سكاي نيوز الإماراتية.. صوت من لا انقلاب له”.
وصبّ ناشطون عرب وخليجيون جام غضبهم على قناة “العربية” أيضا بسبب تغطيتها لأحداث الانقلاب الفاشل.
واعتبر ناشطون أن “تغطية العربية وسكاي نيوز اللتين تبثان من الإمارات، روّجت بشكل واضح للانقلاب، وصاغ مذيعوها الأخبار بطريقة توحي إلى نجاح الانقلاب”.
مراقبون قالوا إن “العربية وسكاي نيوز” سارعتا لنشر أخبار مكذوبة نسبوها لمصادر غربية، أبرزها طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اللجوء إلى ألمانيا، قبل أن يبادروا إلى حذفها”.
ذكرت تقارير عربية نقلاً عن مصادر قالت إنها رفيعة المستوى أن المعارض التركي المقيم في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة فتح الله غولن كان قد زار دولة الامارات سراً قبل أسبوع واحد من محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان, والتقى في أبوظبي بعراب الثورات المضادة محمد دحلان الذي يعمل مستشاراً أمنياً لدى محمد بن زايد.
ووفق موقع “أسرار عربية” فإن اللقاء الذي جمع غولن مع دحلان أحيط بسرية بالغة، كما أنه ليس الأول من نوعه، فيما لم تشر المصادر إلى إذا كان غولن قد التقى في تلك الزيارة محمد بن زايد شخصياً أم لا.
وكانت تقارير عديدة أظهرت مؤخراً أن الهارب دحلان كان قد التقى بقادة في حزب العمال الكردستاني قبل أكثر من عامين، وقدم لهم الدعم والتمويل من أجل تصعيد معارضتهم لأردوغان وتصعيد الضغوط عليه، وكانت الامارات حينها تأمل في إفشال أردوغان بالانتخابات وأن تطيح به عبر صناديق الاقتراع، لكن الواضح أنها فشلت فلجائت الي تمويل انقلاب عسكري يقوم به الجيج.
روسيا
أكد الكاتب الصحفى ، عادل حمودة، أن روسيا قد تكون متورطة فى أحداث تركيا، مستدلاً بقوله، أن أنها تريد أن تتخلص من نظام أردوغان، كونه يعد قوة واضحة فى المنطقة.
وتابع “حمودة قائلاً،: تورط روسيا فى انقلاب تركيا وارد وقد تكون محاولة للتخلص من نظام أردوغان كونه يعد قوة واضحة في المنطقة”.
وأشار حمودة إلى أنه يتوقع أن تحدث جلسة أو اجتماع بين نظام أردوغان وقيادات الجيش لترتيب الأوضاع من الداخل بحيث يتم الانفراد بالقرارات الصعبة خصوصا المتعلقة بالقوات التركية المسلحة دون مشاورة القيادات العليا.
وعن تورط دول أجنبية فى فى محاولة انقلاب تركيا الذى فشل، قال الإعلامى، حمزة زوبع، أنه انقلاب متعدد الجنسيات.
وأوضح فى تغريدة مقتضبة عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى، تويتر، تخطيط سياسي غربي.. تنفيذ متمردين محليين.. غطاء إعلامي عربي.. انقلاب متعدد الجنسيات.. احبطته إرادة الله.. ثم إرادة الشعب.. وصمود القيادة.
إسرائيل
كشف معلق إسرائيلي بارز، أن جميع أعضاء المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن كانوا يتلقون تقارير متواصلة، حول تطورات الأوضاع في تركيا طوال ليلة السبت التي شهدت أحداث الانقلاب.
وقال محرر الشؤون السياسية في القناة الإسرائيلية الثانية، أودي سيغل، إن سكرتير الحكومة الإسرائيلية ظل في حالة تواصل مع الوزراء رغم حلول السبت (يتوقف العمل لأسباب دينية)، من أجل بلورة موقف سياسي يخدم المصالح الإسرائيلية من محاولة الانقلاب.
وبثت القناة الليلة الماضية، تقريرًا يؤكد قيام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإصدار تعليماته للوزراء بعدم الإدلاء بأي تصريح قبل اتضاح الأمور، مستدركًا بأنه يعلم شخصيًا أن كل الوزراء “لم يناموا لحظة واحدة طوال الليل على أمل أن تسفر المحاولة الانقلابية عن التخلص من عهد أردوغان” ، بحسب عربي 21 .
وكتب في صحيفة “معاريف” وموقع “يسرائيل بالس”، بن كاسبيت: إن “إسرائيل كلها حبست أنفاسها وتمنت نجاح المحاولة الانقلابية، الكل كان يتمنى أن يصحو يوما وقد وجد أردوغان حبيس أحد الزنازين”.
وفي مقال نشرته صحيفة “معاريف” صباح اليوم، أضاف كاسبيت: “لقد عمت الصلوات كل أرجاء إسرائيل أن ينجح الانقلاب، فلا أحد يوهم نفسه بشأن مستقبل العلاقة مع تركيا طالما ظل أردوغان”.
وفي السياق ذاته، قال دان مرغليت، وهو كبير المعلقين في صحيفة “يسرائيل هيوم” المقربة من ديوان نتنياهو، إنه ظل يترقب طول الليل انتهاء المحاولة الانقلابية بالتخلص من أردوغان، مشيرا إلى أنه “لا يحمل إلا ذكريات مؤلمة عن أردوغان من أحداث سفينة مرمرة مطلع يونيو 2010”.
من جانبه، أقر معلق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة العاشرة ألون بن ديفيد، بأن الجميع في أوروبا والولايات المتحدة وإسرائيل “لا يطيقون أردوغان، لأنه يصر على أن يتم التعامل مع تركيا كند مكافئ، ويحرص على احترام بلاده واستقلال قرارها ولو بثمن الدخول في مواجهات مع القوى العظمى”.