بهجة خاصة ترسمها العيدية في قلوب الكبار والصغار، اعتاد عليها الأطفال في كل عيد، وهي تتخذ صورًا وأشكالاً متعددة، أورثها الكبار لأطفالهم، وهي عادة قديمة تمتد لعدة قرون، وترتبط بعيدي الفطر والأضحى.
وتتعد صور العيدية بين النقود وهي أشهرها على الإطلاق، أو الحلوى، وربما جاءت في صورة هدايا.
وترجع هذه العادة الي عصر المماليك فكان السلطان المملوكي يصرف راتباً بمناسبة العيد للأتباع من الجنود والأمراء ومن يعملون معه وكان يسمونها “الجامكية”، وكانت تقدم على شكل طبق مملوء بالدنانير الذهبية، وآخرين تقدم لهم دنانير من الفضة بحسب درجة القرب والراتب.
وخصصت في الدولة الفاطمية 16 ألف دينار لتقديم الكسوة إلى الناس قبل العيد، وأطلق الفاطميون على عيد الفطر“عيد الحلل”، حيث كان الخليفة يقوم بتوزيع الدنانير على الشعب الذي قدم لتهنئته بالعيد من شرفة قصره.
ثم انتقلت إلى العهد العثماني حيث تعددت أشكال العيدية ولم تعد مقتصرة على المال بل تنوعت لتشمل الهدايا وظلت كما هي عليه حتى عصرنا هذا.
ويتسابق الأطفال بمجرد استيقاظهم، للحصول على عيدياتهم من الآباء والأهل، وفي بعض الأحياء الشعبية يطوف الصغار على الجيران والمنازل المحيطة لجمع العيدية، ثم يذهبون بملابس العيد لشراء الحلوى والألعاب التي تنتشر في الشوارع.
وتتعدد مسميات العيدية في البلدان العربية، ففي بلاد المغرب العربي تسمى بـ”فلوس العيد”، وكذلك في سوريا تعرف بـ”الخرجية”، وفي “عمان” اشتهرت بمسمى “العيود”، وفي الخليج يطلق عليها “القرقيعان”، باختلاف الرياض فيطلق عليها “الحوامة”.
وتتخذ العيدية أشكالًا وطقوسًا متنوعة في البلاد العربية، كما تتعدد مسمياتها؛ ففي السعودية يخصص يومان، أحدهما للبنين والآخر للبنات؛ مخصصين ليتجول الأطفال على المعارف لتلقي الهدايا، ويعرف بـ “يوم الطلبة”، وفي الكويت يسمونها القرقيعان وتكون خليطًا من المكسرات والزبيب.
أما في بلاد المغرب العربي فتسمى بـ”فلوس العيد”، وفي سوريا توزع العيدية من خلال الزيارات المنزلية فيما تعرف بـ”الخرجية”، وتتجمع النساء والأطفال في عمان في مكان يسمى العيود أو القلة ويتبادلوا العيدية.
أما طاجيكستان وهي بلد مسلمة كانت تابعة للاتحاد السوفيتي، ينشد الأطفال بلغتهم نشيدًا يطلبون به العيدية معناه “يا صاحب البيت كل سنة وأنت طيب ادينا العيدية”.
ولا يختلف الوضع كثيرًا في الأردن عن مصر، حيث توزع العيدية بعد الصلاة عند الاجتماع في بيت العائلة.
وتبقى العيدية، جيلاً بعد جيلاً، تضفي مزيداً من البهجة، وتعزز أواصر المحبة بين العائلات، وتزيد الترابط بين العائلات.