أعاد مقتل الملا أختر منصور زعيم تنظيم طالبان الأفغاني على يد القوات الأمريكية، الحركة إلى صدارة الاهتمامات، خاصة أنها هي الحركة التي واجهت الاحتلال الأمريكي في أفغانستان منذ عام 2001، كما أنها استضافت زعيم تنظيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن، كما يعتقد بأن زعيم القاعدة الحالي، أيمن الظواهري، ما زال مختبئا لديها.
وفي هذا التقرير ترصد شبكة “رصد” أبرز الفروق بين تنظيم طالبان والقاعدة، اللذين يعتبران التنظيمين الجهاديين الكبريين في المنطقة، بجوار تنظيم الدولة في العراق والشام.
التأسيس
نشأت حركة طالبان فى باكستان إثر الحرب الأهلية، والمذابح المروعة بين السنة والشيعة، والفوضى والفساد الأخلاقي، في منتصف عام 1994 بولاية قندهار جنوبي أفغانستان، ثم بدأت ظهورها يأخذ شكلا إعلاميا في أكتوبر 1994، حينما هبت لنجدة قافلة باكستانية متجهة إلى آسيا الوسطى عبر الأراضي الأفغانية- وكانت مجموعات أفغانية مسلحة أوقفتها، وزعيمها الان هو هيبة الله اخونزاده.
تأسست القاعدة في الفترة بين أغسطس 1988 و1990، وتدعو إلى الجهاد الدولي، وترتكز حاليًا وبكثافة في اليمن، خاصة في المناطق القبلية والمناطق الجنوبية، والمسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وزعيمها الان هو أيمن الظواهري.
وأضاف أبو سياف، للشبكة إنه من الناحية الفقهية تتبع حركة طالبان المدرسة الديوبندية التي تستمد أصولها من المذهب الحنفي التقليدي الذي يعتبر المذهب الرسمي للدولة، حيث يُحكم به في المحاكم الشرعية التي تعمل تحت إدارة طالبان.
نظرية الجهاد
وأشار أبو سياف إلى أن تنظيم القاعدة يتبنى نظرية الجهاد الإسلامي العالمي، والذي يقوم على اعتبار أن أساس قوة الإسلام العالمي يجب أن يتركز في أرض إسلامية واحدة، وأنه بالجهاد يمكن الانتصار على المعتدين وإقامة دولة الإسلام وتحريرها (أفغانستان)، وبعد ذلك الانتقال لأرض إسلامية أخرى.
بينما طالبان لم تنفذ أي عملية مسلحة خارج إطار دولتها وبالأخص طالبان “أفغانستان”، وكانت حركة طالبان الأفغانية قد أكدت في الذكرى الثامنة للاحتلال الذي قادته الولايات المتحدة إنها لا تمثل تهديدًا للغرب لكنها ستواصل محاربة قوات الاحتلال الأجنبية في أفغانستان.
وأضاف، غالبا ترتكز طالبان إلى القومية لبناء حركة إسلامية قومية، لأن معظم أعضائها ينتمون إلى بوشتوم في باكستان، بينما القاعدة فأعضاؤها من كل بلاد العالم، لكن في النهاية فإن العدو مشترك.