يحل شهر رمضان الكريم على الأسر المصرية بعد أيام قليلة، فالشهر المنتظر كل عام جاء هذا العام مع أزمات مالية دقت ملايين المنازل بمصر، فتشهد مصر موجة من ارتفاع الأسعار تشهدها الأسواق التجارية الخاصة بالسلع الرمضانية والوجبات الغذائية التي يعتمد عليها المواطن المصري الفقير.
الحكومة تواجه الغلاء بـ”3 جنيهات”
قررت الحكومة مواجهة الغلاء بقرار أمر به عبدالفتاح السيسي الحكومة بزيادة الدعم المخصص للفرد 3 جنيهات شهريا ليصل الدعم من 15 جنيها إلى 18 جنيها، مع العلم أن كيلو الأرز فقط ارتفع سعره 3.5 بمنافذ التموين.
ورأت الحكومة أن الـ3 جنيهات كافية، فقررت عدم إضافة نسبة 50% التي كانت تمنحها الوزارة كل عام فى شهر رمضان.
مواطنون ساخرون: 3 جنيه كتير
فيما جاءت بعض آراء المواطنين تحمل رافضة لهذه الزيادة التي اعتبروها استخفافا بهم؛ لأنها لن تواجه موجة الغلاء الشديدة التي أصابت معظم السلع بينما الجانب الآخر وافق على القرار؛ لأنه يسهم فى تخفيف العبء عن كاهل المواطن لمواجهة جنون الأسعار.
وبتعليق ساخر قال ناصر محمد يعمل نجارا: “ده كتير الـ 3 جنيه دي الحكومة جاية على نفسها ليه، اللي بيحصل ده استخفاف بينا فكيلو الأرز بعد ما كان بـ 3 جنيه ونص أصبح بـ 7ونص، والدعم المالي نصب على الناس لأن السلع ثمنه بيزيد أضعاف إنما الدعم المالي كما نراه 3 جنيهات كل 3 سنوات، يعني 1 جنيه في السنة نعمل بيه إيه”.
الياميش نار
مع اقتراب حلول شهر رمضان الفضيل تبدأ الأسر المصرية في الاستعداد لهذا الشهر من خلال شراء ياميش رمضان والمستلزمات اللازمة لشهر مضان ومعرفة أسعار الياميش، حيث يعتبر شراء المصريين لياميش رمضان من عادات وتقاليد المصريين في شهر رمضان والتي يمتد جذورها في عهد الدولة الفاطمية لحكم مصر ومجيء التجار الشوام بياميش رمضان لبيعه في مصر.
ويعاني المصريون في رمضان من الارتفاع الملحوظ في أسعار الياميش حيث زاد سعر ياميش رمضان 2016 الضعف عن سعره في رمضان العام الماضي 2015 ويرجع هذا الارتفاع في الاسعار لعدة اسباب منها ارتفاع سعر الدورلار مقابل الجنيه المصري في السوق المصرية.
وأسعار الياميش في الأسواق المصرية والمجمعات الاستهلاكية في اختلاف كل يوم مما يجعل بعض المواطنين المصريين في التفكير في الاستغناء عن شراء ياميش رمضان 2016.
الدواجن تصل إلى 30 جنيهًا
فقد أعلنت شعبة الثروة الحيوانية عن ارتفاع أسعار الدواجن لتصل إلى 21 جنيها للكيلو سعر المزرعة، وقطاعي بمبلغ 25، وتباع معبأة ومغلفة بمبلغ 30 جنيها.
وأكد أبو الفتوح عبدالمعز، نائب رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية، أن الأسعار ارتفعت في الفترة الحالية بشكل مفاجئ مع توقع زيادة أسعار الدواجن واللحوم خلال شهر رمضان، مشيراً إلى أن أحد أسباب ارتفاع الأسعار هو وقف استيراد الطيور من فرنسا. مشيراً إلى أننا كنا نستورد 25 مليون بطة من فرنسا سنوياً فى الوقت الذى لا يتعدى إنتاج مصر من البط 11 مليون بطة.
وتوقع أن ترتفع أسعار الدواجن خلال شهر رمضان لتصل إلى 21 جنيها سعر المزرعة، وقطاعي يتراوح مابين 28 و30 جنيها، وأرجع السبب إلى زيادة الطلب فى ظل انخفاض الإنتاج بمقدار يتراوح بين 250 و300 ألف طائر يوميا، ويتم سد الفجوة من خلال الاستيراد من الخارج.
دعم ضعيف
من جانبه أكد الخبير الاقتصادي رضا عيسى، أنه الدولة تقدم الدعم للمواطن وتحسبه منه أضعاف في سبع أخرى، حيث يتم تقديم له سلع بأسعار مرتفعة تغطي هذا الدعم الضعف.
وأشار عيسى في تصريح لـ”رصد” إلى أن ارتفاع الأسعار هي نتيجة لإدارة تعمل على استنزاف أموال الفقراء، حيث تقوم بزيادة طفيفة في الدعم، ومن ناحية أخرى ترفع الضرائب والجمارك على السلع المستوردة وتلغي الدعم عن المصانع، ما بدوره يزيد من الأسعار تلقائي.
وأكد أن ارتفاع أسعار الخضراوات الأساسية واللحوم البيضاء قبل بداية الشهر الكريم يزيد العبء على المواطن الفقير، مضيفا أن الجميع يتلاعبون بالمواطن الفقير ، بسبب غياب الرقابة ، إضافة إلى عدم توفير الدعم مثلما كان فى السابق على السلع التموينية، فضلا عن جشع التجار وسعيهم للحصول على إرباح إضافية، مستغلين حاجة المواطن إلى المواد الغذائية في ذلك الشهر.
وتابع: إن وجبة الإفطار اليومي لأسرة الفقيرة يكلفها في أقل الحدود 50 جنيهًا، مما يتطلب أن يكون الحد الأدنى من راتب الفرد 2000 جنيه وذلك غير موجود.
وأشار إلى أن هناك زيادة في الأسعار بنسة 50% على الخضراوات الأساسية التي تُستخدم بشكل يومي في الطبخ واعداد المقبلات، مثل الطماطم والبطاطا والكوسا والبصل والخيار وغيرها، بينما قررت الحكومة زيادة الدعم على التموين 3 جنيهات فقط متسائلة: ”هل هذا قرار يرضى ربنا”.