“مش فاهم اللي حاصل، لكن بقلبي واصل,, واللي مش فاهمه عقلي.. بتشرحه السلاسل” كلمات عبر بها الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، عن شخصية عسكري الأمن المركزي، والتي ظهرت في أغنية لفيلم “البريء” الذي قام ببطولته الفنان الراحل أحمد زكي، وقد تناولت السينما المصرية، شخصية عسكري الأمن المركزي بعدة وجوه اتفقت في مجملها على سمات البساطة والفقر والطيبة، ووصل عسكري الأمن المركزي في السينما إلى دور البطولة المطلقة.
واهتم المخرجون المصريون في إظهار شخصية العسكري البسيط الذي يعيش في القرى، ولعب هذا الدور العديد من نجوم السينما منهم الممثل الكبير عادل إمام ومحمد هنيدي وأشرف عبدالباقي وأيضا الممثل الراحل أحمد زكي.
“البريء”
يعتبر فيلم “البريء” الذي أنتج عام 1986 من أكثر الأفلام جرأة حيث تناول الفيلم “الحرية” بمعناها الشامل من خلال إظهار لمحات من الفساد السياسي في مصر بالتحديد في فترة الانتفاضة عام 1977 ولعب فيه الفنان الراحل أحمد زكي دور “أحمد سبع الليل” عسكري الجيش الشاب الريفي الفقير الذي لا يعرف من الدنيا إلا قريته حيث لم تمكنه ظروفه الاقتصادية من التعليم.
وتروى قصة الفليم عند تعرض هذا المجند للتعذيب مع ابن قريته المعتقل، “حسين” الذي يدرس بجامعة القاهرة وله نشاط سياسي معارض للنظام وجسد شخصيته الفنان الراحل ممدوح عبدالعليم، وفي السجن يفاجأ أحمد بترحيل حسين، حتى اكتشف أن إدارة المعتقل كانت تتعمد تشويه صورة المعقتلين السياسيين، وتحولهم في عقول مجندي الأمن المركزي إلى أعداء للوطن، ولكن سبع الليل يرفض تنفيذ الأوامر بتعذيب ابن قريته ليكون مصيره التعذيب في السجن، ثم ينفعل بعد استلامه أمر التأمين ويقتل كل من كان في المعتقل من أفراد وضباط ويأتي بعدها عسكري آخر يقتله.
“الإرهاب والكباب”
لعب النجم أشرف عبدالباقي أيضا دور العسكري في الفيلم الشهير “الإرهاب والكباب” الذي أنتج عام 1992.
ولعب أشرف عبدالباقي دور العسكري البسيط الذي تعب من استغلاله لخدمة أسرة ضابط الشرطة، وكان من ضمن المواطنين الذين انضموا لمواطن يدعى “أحمد” الذي جسد دوره الممثل “عادل إمام” أملا في أن تستجيب مطالبهم.
“رامي الاعتصامي”
جسد محمد رمضان، دور جندي الأمن المركزي “شلبي” في فيلم “رامي الاعتصامي” من بطولة الفنان أحمد عيد، وكان شلبي عسكريا يقوم بتطويق اعتصام بعض الشباب وأثناء الفيلم كان يلوم على المعتصمين بأنهم تسببوا في تعطيل جوازه مع بنت بلده “سعدية” وفي نهاية الفيلم يموت شلبي.
“عمارة يعقوبيان”
في “عمارة يعقوبيان” (2006) يظهر الفنان باسم سمرة الذي جسد شخصية عبد ربه عسكري الأمن المركزي الذي يمارس علاقة شذوذ مع حاتم رشيد الصحفي، الذي جسد دوره الفنان خالد الصاوي، مقابل توفير له المال والسكن.
“واحد من الناس”
جسد الفنان سليمان عيد دور عسكري أمن مركزي يقوم بحراسة أحد المنشآت، ويتواصل مع أحد اللصوص لتنفيذ عملية سرقة كتمثيلية للحصول على أموال كمكافأة من أحد السكان.
وفي نفس الفيلم أجبر رجل أعمال “عيد” على شهادة زور مقابل الحصول على أموال.
شاهد من الدقيقة 3 إلى 6، ومن الدقيقة 28 إلى الدقيقة 30
“الواد محروس بتاع الوزير”
جاء في مقدمة الممثلين الذين لعبوا دور عسكري النجم الكبير عادل إمام في الفيلم الكوميدي الذي أنتج عام 1999، الواد محروس بتاع الوزير حيث لعب دور عسكري، كان يعمل تحت إمرة الوزير ويلبي مطالبه ويخدم أسرته.
“عسكر في المعسكر”
أدى النجم محمد هنيدي دور عسكري الأمن المركزي في فيلم عسكر في المعسكر الذي أنتج عام 2003 حيث لعب دور “خضر” الذي اكتشف أنه هدف للأخذ بالثأر من عائلة زميله في الأمن المركزي “متولي” والذي يحرضه عمه على الانتقام.
وظهرت شخصية بطلي الفيلم هنيدي وماجد الكدواني مغلوبة على أمرهما لا حول لديهما ولا قوة وسط ظروف الحياة التي تؤثر على حياتهما.
السينما تجاهلت شخصية الأمن المركزي بعد ثورة يناير
وقال طارق الشناوي، الناقد الفني، إن شخصية عسكري الأمن المركزي كان محل اهتمام المخرجين ولكن القليل من الأعمال السينمائية تبنت حياة هذا القطاع الكبير والذي يمثل مصر بكاملها، لافتا إلى أن الدور الذي قدمه الفنان الراحل أحمد زكي في فيلم “البريء” لم يتكرر حتى الآن.
وأكد الشناوي، في تصريح لـ”رصد” أن السينما المصرية تجاهلت شخصية “الأمن المركزي” بالرغم أنها كانت شريك أساسي في كل الأحداث السياسية التي مرت بها مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير، وهناك العديد من المشاهد والمواقف الإنسانية بين الثوار والأمن المركزي وغيرها من الأحداث.
