أكد خبراء أن زيارة عبد الفتاح السيسي لإثيوبيا لحضور القمة الأفريقية، لن تحدث أي تقدم في ملف سد النهضة، منتقدين سياسة النظام في التفاوض مع إثيوبيا، كما سخر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من طريقة مصر التفاوضية.

ضعيفة واستسلامية

من جانبه أكد الدكتور حازم حسني أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أن طريقة مصر التفاوضية ضعيفة واستسلامية، مضيفا أن سياسة النظام المصري هي من دفعت أثيوبيا إلى التعامل مع مصر باستعلاء.

وأوضح “حسني”، في تصريح خاص لـ”رصد”، أن مصر اعتمدت على أسلوب ناعم وعاطفي في تفاوضاتها، وهذا غير موجود في سياسات الدول الخارجية، لأن السياسة الدولية تعتمد على توازنات القوى وأوراق التفاوض. 

ولفت إلى أن موقف مصر في إفريقيا سيء للغالية، وأن الدول الإفريقية تنظر إلينا على أننا متعالون ولسنا جزءا من القارة الإفريقية.

صعوبة الحل العسكري

وأكد “حسني” أن الحل العسكري في أثيوبيا صعب جدًا، ولكن هذا لا يعني أن يكون موقف مصر استسلامي، لكن لا بد أن يشعر الطرف الآخر أن لديك عناصر قوة تجعله يفكر كثيرًا، إما عناصر قوة في مواجهة الطرف الإثيوبي أو الأطراف الداعمة له.

وشدد “حسني” على أن الأمور تعقدت كثيرًا بشأن سد النهضة، وأن ما كان متاحًا من ثلاث سنوات أو من سنة واحدة لم يعد ممكنا الآن.

عشوائية وعدم احترافية

وأعرب الدكتور عادل اليماني، مدير المركز الإفريقي بالجامعة البريطانية، عن استيائه الشديد من تعامل الحكومة المصرية والمسئولين عن سد النهضة، وطريقة إدارتهم للملف، لافتا إلى أن الملف يُدار بطريقة معيبة وعشوائية وغير احترافية.

وقال “اليماني”، في مداخلة هاتفية مع برنامج “صباح أون” المذاع على قناة “أون تي في”، إن إثيوبيا تعمل بقوة فيما يتعلق بالسد دون أن تتحرك خطوة واحدة نحو أحقية مصر في نصيبها من المياه، مؤكدًا أن إثيوبيا استغلت ثورة 25 يناير وواصلت بذكاء وبطريقة شيطانية عملها في السد دون مراعاة لمصر في ظل اعترافات الحكومة المصرية المتكررة بأنها لن تتهاون في الملف.

وأضاف “اليماني”، أن الحكومة تتحدث دائما عن عودة مصر للريادة مرة أخرى، لكن كلامها غير صحيح ولا يليق، في ظل أزمة سد النهضة، مشيرًا إلى أن حقيقة سد النهضة ستحزن المصريين كثيرا وعلى الحكومة التعامل بشفافية ومصداقية.

وتابع: “ملف السد شائك وصعب، وإثيوبيا تعمل بقوة، وطريقة الحكومة غير احترافية وعشوائية، ونحن لسنا في الريادة، لكن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي مهمة”.

الزيارة لن تغير شيء

وقال السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، والقيادي بحزب التيار الشعبي، إنه غير متفائل بهذه الزيارة ولا يتوقع أن تغير شيء في ملف مفاوضات السد، مشيرا إلى أن اجتماعات المفاوضات تحتاج لترتيبات وإعدادات تسبقها، وهذا لم يتم الآن.

 ولفت في تصريح صحفي إلى أن الجانب الإثيوبي متعنت جدا مع مصر، مقارنة بما قدمته مصر من حسن النوايا كان أبرزها زيارة الرئيس للبرلمان الإثيوبي متحدثا إلى نوابه، مقدما شرح وافي لهم حول وجهة النظر المصرية، ومع ذلك لم يتغير الموقف حتى الآن. 

فيس بوك يسخر

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي عددا من الصور و”الكوميكسات” الساخرة من زيارة السيسي إلى إثيوبيا، والتي كان منها هذه الصورة التي تظهر السيسي مطالبا نظيره الإثيوبي بالقسم أن سد النهضة لن يؤثر على مصر.