أثارت الأنباء التي وردت بشأن تقديم السعودية “هبة” سرية بقيمة 681 مليون دولار لماليزيا، الشبهات وخاصة بعد فتح 3 تحقيقات مع رئيس الوزراء الماليزي، نجيب عبدالرزاق، على خلفية تهم تتعلق بالفساد، لكن هذه التحقيقات لم تدن رزاق حتى الآن.
ترى ما هو موضوع “الهبة السرية” لـرزاق؟، وما الهدف منه، وهل المملكة اعتادت أن ترسل مثل هذه الهبات الشخصية لمسؤولين آخرين في دول أخرى؟.. نستعرض 5 أسئلة والإجابة عنها:
1- ما هي “الهبة” التي أرسلتها السعودية لرئيس الوزراء الماليزي، نجيب عبدالرزاق؟
أعلن النائب العام الماليزي، أنه قد تم تحويل “هبة” قيمتها 681 مليون دولار أميركي إلى حساب “رزاق” الشخصي، من العائلة المالكة السعودية، في موسم الانتخابات عام 2013 في ماليزيا.
2-ما الغرض من إرسال هذه “الهبة” لـ رزاق؟
قال المدعي العام الماليزي، محمد أباندي، إنه وفقًا للمعلومات التي جمعتها الوكالة الماليزية لمكافحة الفساد، فإن هذا المبلغ كان هبة شخصية من السعودية، دون أن يذكر أية تفاصيل عن مبررات تقديم المبلغ.
وقال محللون إن غرض الهبة الحقيقي هو مساعدة رزاق وتحالفه على الفوز في الانتخابات، عن طريق توظيف فريق اتصالات إستراتيجي له خبرة دولية، والتركيز على مقاطعة ساراواك، وتمويل برنامج اجتماعية عبر حملات حزبية.
3- ما السبب الذي يدفع المملكة لمساعدة رزاق للفوز بالانتخابات؟
أفاد مصدر سعودي، لـ”بي بي سي”، أن الهبة الضخمة التي قدمتها العائلة المالكة السعودية لـ رزاق، كانت بهدف مساعدته للفوز بانتخابات عام 2013؛ وذلك بسبب القلق من القوة الصاعدة للإخوان المسلمين، الذين تعتبرهم السعودية تنظيمًا إرهابيًا.
فاز التحالف بقيادة رزاق في الانتخابات، غير أن النتائج عكست واحدة من أسوأ النتائج التي يحققها الحزب خلال أكثر من 50 عامًا في السلطة.
4- كيف ومتى تم إرسال الهبة؟
الهبة السرية السعودية دفعت عبر تحويلات على دفعات، بين أواخر شهر مارس عام 2013 وأوائل إبريل من العام نفسه، قبيل الانتخابات التي أجريت في الخامس من مايو 2013.
وأفادت مصادر، أن دفع الهبة صُدق عليه من جانب الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، مشيرًة إلى أن الأموال دُفعت من حساب الملك الشخصي وخزينة الدولة السعودية.
5- هل حاربت السعودية الإخوان في دول أخرى؟
كشف مصدر سعودي، لـ”بي بي سي”، أنه بعد شهور قليلة من الانتخابات الماليزية، أي في الثالث من يوليو 2013، خلع الجيش المصري الدكتور محمد مرسي، أحد قادة الإخوان، وساور السعوديين قلق من دور الإخوان الرافضين لعزل مرسي، وكذلك من دعم قطر للإخوان وغيرهم من الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط.
وأضاف المصدر السعودي، أن مثل هذه الهبات الشخصية التي تقدمها العائلة المالكة السعودية أمر معتاد، وقال إن الأردن والمغرب ومصر والسودان حصلت على هبات بمئات الملايين من الدولارات من العائلة المالكة السعودية، مشيرًا إلى أن المملكة ساعدت نظام السيسي في مصر ضد الإخوان.
وتابع: السعودية ساعدت في مساندة الإطاحة بالرئيس مرسي في مصر، وقدمت للحكومة المسنودة من الجيش معونات وقرضًا بمليارات الدولارات.
ولم يصدر أي تعليق فوري من العائلة المالكة السعودية.
وكان رئيس الوزراء الماليزي، موضع ثلاثة تحقيقات أجرتها هيئة مكافحة الفساد.
وبحسب المدعي العام، فإنه لم يثبت ارتكاب نجيب أي مخالفة جنائية، وأكد أنه لن يتم اتخاذ أية إجراءات أخرى.
وتطالب المعارضة، وحتى داخل معسكر عبدالرزاق، باستقالته؛ منذ الكشف عن هذه الدفعة الكبيرة في الحسابات الشخصية لرئيس الوزراء في 2013.