في العدد الأخير من المجلة الإنجليزية الإلكترونية التابعة لتنظيم الدولة الاسلامية “دابق” أعلن التنظيم مقتل محمد اموازي المعروف باسم “الجهادي جون”، الملقب أيضا باسم أبو محارب المهاجر،جون الجهادي، المواطن البريطاني الذي كان يُخفي وجهه وراء قناع، المتحدث باللغة الإنجليزية لـ”داعش”، ولُقب بـ”سفاح داعش” أو “جزار التنظيم”
تنحدر أصوله من شمال شبه الجزيرة العربية , من أم يمنية . في عمر مبكر رحل مع عائلته إلى لندن .
وذكرت صحيفة تلي ميل ان والده كان يعمل كسائق، بينما كان الطفل موازي لا يعرف سوى كلمات قليلة من اللغة الإنكليزية وكان يحب الذهاب مع أسرته إلى المسجد.
وأضافت الصحيفة انه كان من مشجعي فريق مانشستر يونايتد ويعشق لعبة كرة القدم وقد حقق شهرة واسعة بين أقرانه بالرغم من تحصيله المتوسط في مجال الدراسة.
ونقلت صحيفة”ديلي ميل” عن أحد معارفه أن موازي كان يهوى موسيقى “البوب” وكان زميلا في الدراسة لنجمة البوب الشهيرة توليسا كونتوستافلوس التي درست معه بأكاديمية بسانت جونز عام 1999.
تقول “ديلي ميل” إن موازي تحول فجأة إلى شخص ملتزم دينيا ولجأت شقيقاته إلى ارتداء الحجاب وبدأ هو أيضا في ارتداء الزي الإسلامي التقليدي وكان معلموه يقولون عنه حينئذ “إن محمد لا يزال من الشخصيات الدؤوبة الملتزمة في الدراسة إلا ان مظاهر المراهقة بدأت في الظهور عليه”.
درس موازي علوم الحاسب الآلي وتخرج في جامعة ويستمنستر ومع دخوله سن المراهقة بدأ سلوكه يتغير شيئا فشيئا وانضم إلى مجموعة متشددة من أنصار الإسلام المتشدد التي بدأت في السيطرة على عقله وسلوكه كليا.
تضيف الصحيفة إن موازي سافر في رحلات سفاري إلى تنزانيا عام 2009 مع عدد من أصدقائة بعد تخرجه من الجامعة حيث كان يعشق الحياة البرية والرحلات .
ومنذ ذلك الوقت خطط للانضمام إلى “حركة الشباب المجاهدين” الصومالية حيث قامت السلطات البريطانية بالتحقيق معه على خلفيه نيته السفر للصومال، غير أن الشاب كان فخورا بما نسب إليه وهو الانضمام إلى “حركة الشباب”.
عندما كان الجهاد في العراق في ذروة قمته بدأ أبو محارب بالتفكيروالبحث عن طريق للهجرة والجهاد.
في محاولة للخروج من بريطانيا للعودة لموطنه الأصلي الكويت تم منعه في المطار وتم احتجازه للتحقيق معه , وكان نتيجة ذلك منعه من السفر.
خلال الإستجواب حاول أبو محارب إظهار نفسه كشخص جاهل ولا يعلم شيئاً , وكان هذا أسلوبه لكي يستطيع التخلص منهم ويتحايل عليهم لكي يسافر.
أحد عملاء المخابرات قال له ” أنت لن تستطيع الذهاب والإفلات منا , سنكون كما ظلك ” رغم هذا لم يُعرّ أبو محارب أي إهتمام له وواصل سعيه للهجرة حتى فتح الله عليه وتوفرت له الفرصة للهجرة رغم أنف عميل المخابرات البريطانية
أبو محارب وغيره إستطاعوا بشكل حذر وسري الخروج من بريطانيا مستخدمين عدة وسائل توفرت لهم.
قطع أبو محارب ومن معه رحلة طويلة استمرت شهرين , قطعوا في خلالها جبال أوروبا ومزارعها واستطاعوا التسلل عبر حدود الدول, تعرضوا خلالها للإعتقال من شرطة دولٍ مختلفة مرتين على الأقل .
فور وصوله الى بلاد الشام هو ومن معه اعلنوا بيعتهم الى جبهة النصرة التي كانت منضوية تحت إسم الدولة الإسلامية وقتئذ.
ثم أعلن خلع بيعته للجولاني وقال عنه :” أنه سيكون مثل شيخ شريف أحمد الذي تحول إلى مرتد وشارك في البرلمان الصومالي بعد أن كان من المجاهدين”.
شارك المهاجر في فتح مطار تفتناز العسكري قرب إدلب ، و شارك أيضاً في فتح الفرقة 17 في الرقة . كما شارك أيضاً في معارك سلقين في إدلب ، المكان الذي أُستشهد فيه أبو معاوية المصري ، وأُصيب في معركة إستعادة حريتان في ظهره .
وفي عام 2009 سافر موازي مرة أخرى إلى كينيا مع صديق له من أصل مصري يدعى “محمد صقر” وتوجها إلى تنزانيا إلا أن مدير الفندق الذي أقاما فيه شك في أمرهما وأبلغ عنهما وقامت شرطة نيروبي بمداهمة الفندق والقبض عليهما وترحيلهما. كما كشفت صحيفة “ديلي ميل” فقدان ثم العثور في تلك السنة على حاسب آلي يخصه وتضمن نصوصا جهادية ودروسا حول طرق تفخيخ السيارات.
وذكرت صحيفة الديلي ميل” أن أحدا من جيران موازي لم يتخيل أن ذلك الطفل الهادئ قد يتحول يوما ما إلى إرهابي في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، فكل جيرانه أكدوا أنه كان طفلا مميزا بهدوئه يهوى المطالعة حيث كان يتردد دائما على مكتبة المدرسة التابعة للكنيسة، واستطاع موازي بطباعه تلك أن يتسلل إلى قلوب أصدقائه ومدرسيه على السواء، إلا أنهم ما زالوا لم يصدقوا أنه هو نفسه إرهابي “داعش” الشهير! .
وفي يوم الخميس الموافق لـ 29 محرم من عام 1437 هـ تم إستهداف سيارته في مدينة الرقة بواسطة طائرة من دون طيار.