شهد يوم إعدام السعودية 47 شخصًا بتهمة الإرهاب، ضمنهم الزعيم الشيعي نمر النمر، انسحاب الرياض وحدها من اتفاقية وقف إطلاق النار في اليمن، بينما أكد دبلوماسيوها أن قطع العلاقات مع إيران لن يؤثر على مساعي حل الأزمات في اليمن وسوريا. ورغم تلك التأكيدات تزداد التخوفات من تأزم الصراع الشيعي السني في المنطقة وتعقد الطريق للهدوء في المناطق المشتعله كسوريا واليمن وتعقد مساعي هزيمة الدولة الإسلامية (داعش).
وفي تصريحات لـ”الجزيرة” مع عدد من الأكاديميين والمحللين السياسيين، قال الدكتور سامر عبود، الأستاذ المشارك للدراسات الدولية بسوريا: لا يمكننا الحديث عن تأثير الأزمة الدبلوماسية على الوضع بسوريا أو اليمن؛ لأنه باختصار لم تكن أي من الدولتين تسعى لحل الأزمات هناك بجدية. ما توفره الأزمة الدبلوماسية هو العداء الصريح والمواجهة الواضح بين كلتا الدولتين، واللتين يجب عليهما التعامل معه قبل أية مفاوضات جدية، الأمر الذي قد يعزز في اتجاه الحلول العسكرية المطروحة من كلا النظامين. قطع العلاقات الدبلوماسية لن يؤدي إلى أي جديد في مفاوضات سوريا ما يعني استمرار معاناة الشعب السوري.
فيما علق الدكتور عبدالله البريدي، من جامعة القسيم بالسعودية، قائلًا: لقد شجع الموقف الإيراني من الإعدامات، المتظاهرين لحرق السفارة السعودية بطهران، ما يخرق المادة 22 من اتفاقية ڤيينا والتي تفرض على الدولة حماية أراضي سفارات الدول الأخرى لديها.
وتابع: ورغم ادعاء إيران أنها حامية حمى الشيعة حول العالم، إلا أننا نراه ادعاءً باطلًا، ونرى إيران دولة قومية تحركها دوافع طائفية لاستغلال الشيعة العرب كأدوات تحقيق أهدافها الإستراتيجية بالمنطقة.
هذه أمور نستنبطها، ومن المهم استيعاب أنه من ما ينافي الذكاء استمرار إيران في هذا التوجه الذي يهدد بتقسيم العالم الإسلامي، وهو ما يضرنا، والمنطقة والعالم أجمع.
وفيما تتنوع التحليلات الأكاديمية مناقشة الخيارات الأمثل لحل الأزمة بين البلدين بالخطاب المتأني، وتجنب التداعيات السلبية داخليًا وخارجيًا للأزمة؛ يعلو صوت بين المحللين يفسر الأزمة بأنها لم تكن بسبب الإعدامات ولا حرق السفارة وأن هناك مساومة أكبر بين البلدين دعتهما للمصارحة بالعداء.