هاجم الإعلام المصري المحسوب على النظام التحالف الإسلامي العسكري الذي شكلته السعودية، معتبرًا أن هذا التحالف هو داعم للإرهاب، ويضم دولاً تدعم الإرهاب وسيفشل سريعًا.

وكانت السعودية قد أعلنت عن تشكيل تحالف عسكري إسلامي يضم 34 دولة بقيادتها، ويقع مقره الرئيس في العاصمة الرياض؛ حيث كانت أبرز الدول المشاركة تركيا وقطر والإمارات ومصر وفلسطين.

السعودية تمول الإرهاب وتدَّعي محاربته

واستنكر الإعلامي إبراهيم عيسى دعوة المملكة العربية السعودية لتحالف إسلامي عسكري لمواجهة الإرهاب، زاعمًا أن كل التحالفات التي قامت بها السعودية كـ”عاصفة الحزم”، بحجة إنقاذها من الإرهاب “دمرت البلاد وخربتها كما حدث في اليمن وغيرها”.

وقال “عيسى”، في برنامجه “مع إبراهيم عيسى” المذاع على قناة “القاهرة والناس”: إن “هذا التحالف الإسلامي يدعم الإرهاب ولا يحاربه”، لافتًا إلى أن “مشهد اليمن كان فاشلًا بكل المقاييس وكذلك كان موقف العرب مثيرًا للريبة، وهذا التحالف الذي تدعو إليه السعودية مثير للدهشة، في التوقيت والدوران حول النفس”، بحسب قوله.

وأضاف “عيسى” أن الأمة تنتحر لأنها تمول الإرهاب وتدعي محاربته، معتبرًا أن لديه “غصة في قلبه” لقيادة الوهابية لهذا التحالف وليس مصر، بحسب تعبيره.

وأشار إلى أنه يوجد نفاق كبير في هذا التحالف، متسائلاً: “هل في الدنيا يعقل أن يقود مذهب الوهابية المتشدد ضيق الصدر المكفراتي تحالفًا ليواجه المكفراتية؟”، مؤكدًا أن “الوهابية مارست الشدة وعملت مذابح على أرض الواقع، كما حدث في اليمن”، على حد قوله.

التحالف يضم دول تدعم الإرهاب

وسخرت الإعلامية رانيا محمود ياسين، من التحالف الإسلامي العسكري الذي شكلته المملكة العربية السعودية لمحاربة الإرهاب.

وقالت “رانيا” فى برنامج “صباح العاصمة” المذاع عبر فضائية “العاصمة”، ساخرةً :”إزاي تحالف لمحاربة الإرهاب وفيهم دول بتدعم الإرهاب”.

مكرم: التدخل في سوريا لا يتفق مع مصر

واتهم نقيب الصحفيين الأسبق مكرم محمد أحمد السعودية صراحة بأنها وضعت الجميع في موضع المتفاجئ بمشروع غير واضح، متسائلاً: “ما مصير اتفاقية الدفاع العربي المشترك، بعد تأسيس هذا التحالف؟”.

وقال “مكرم” في مداخلة هاتفية على قناة “المحور”، أمس الثلاثاء: “نرجو أن نفهم من السعودية لماذا نفضوا أيديهم من الحلف العربي إلى حلف إسلامي؟”، مطالبًا السعودية بتفسير أهداف التحالف، كما طالب مصر بالتريث قبل الانضمام إليه.

وفي مداخلة هاتفية أخرى مع برنامج “الحياة اليوم”، عبر قناة “الحياة”، الثلاثاء، انتقد “مكرم” فكرة تكوين التحالف الإسلامي العسكري، قائلاً إن “الدول الموجودة في التحالف ليس لديها أي رابط مشترك سوى انتمائها للدين الإسلامي، وهذا أمر غير كاف”، بحسب تعبيره.

وشدد على أن الدول المشاركة في التحالف ليس لديها تعريف واحد للإرهاب، متابعا: “هل يمكن لمصر وتركيا التدخل عسكريا في بلد واحد مثل سوريا؟”.

وقال إن التحالف يثير أسئلة وألغازا كثيرة؛ لأن الأهداف الخاصة بكل الأطراف مختلفة، مضيفًا: “سيكون هناك صعوبات وخلافات شديدة جدا أمام التدخل في كل دولة”، مشيرًا إلى أنه كان من الأفضل أن يتم تشكيل قوة عربية مشتركة، وليس إسلامية، كاشفًا أن مصر انضمت إلى التحالف فقط من أجل الحفاظ على مصالحها مع السعودية، حسبما قال.

ملاحظات على التحالف الإسلامي العسكري

ومن جانبه، قال عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، إن التحالف تم فجأة، ما يعني أن عامل السرعة كان حاسما وأنه تم من دون دراسة كافية وهي نقطة في غاية السلبية، بحسب ما قال.

وأوضح “حسين” في مقال له أن دور معظم الدول المشاركة في التحالف هامشي من ناحية القوة العسكرية، وأن من بين الموقعين دول لا توجد لديها قوات بالمرة كفلسطين، والصومال، واليمن، وليبيا المقسمة، على حد وصفه.

وأضاف: “التحالف يضم الدول السنية بالأساس، فالخشية أن يفهم البعض هذا التحالف باعتباره سنيا ضد الشيعة، كما أنه جاء بعد تأكيدات أمريكية رسمية متتالية بضرورة تشكيل تحالف إسلامي – سني لمحاربة داعش، وأنه لم يصاحب الإعلان عنه أي تفصيلات عن طبيعته، وآليات عمله”.

واستكمل “حسين” مقالته قائلا: “التحالف قد يعنى عمليا إجهاض القوة العربية المشتركة”، متسائلا: “هل هذا التحالف العسكري مرتهن فقط بالقضاء على داعش فقط أم أنه مستمر؟ وهل يمكن لهذة القوة الجديدة أن تحارب داعش والقاعدة في  اليمن والقاعدة، ثم يتطور الأمر إلى مواجهة الحوثيين أيضا؟ وما موقف التحالف الجديد من الأزمة السورية”.

وتسائل أيضا قائلا: “وهل تكون البداية بإرسال قوات إلى هناك حيث يحتل داعش نصف سوريا، وإذا تم القضاء على داعش هناك، هل يتطور الأمر، ويواجه الجيش السوري المؤيد للأسد وحلفائه إيران وحزب الله وروسيا، وبالتالي تبدأ الحرب السنية – الشيعية رسميا بدلا من كونها مستترة الآن؟”.

وفي ختام مقاله، رجا الكاتب القيادة السعودية، وكل أعضاء التحالف الجديد، أن يدرسوا ملاحظاته السابقة بعناية شديدة، ويحسموها قبل أن نتورط في  أي كوارث جديدة نحن في  غنى عنها، ولدينا منها الكثير، عربا ومسلمين”، بحسب قوله.