سلط موقع “ميدل إيست آي” الضوء على الحياة البائسة التي يعيشها الفارون من الأحكام المسيسة التي صدرت بعد الانقلاب العسكري في يوليو 2013.
“الحناوي” هو أحد هؤلاء الذين التقاهم الموقع البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط.
وقال الموقع، إن الحناوي هو واحد من آلاف الشباب المصريين الذين شاركوا في الاحتجاجات خلال الانتفاضة التي أعقبت الإطاحة بأول رئيس منتخب ديمقراطيًا، لكنه الآن يواجه مستقبلًا قاتمًا بسبب التخفي والهروب من الشرطة؛ إذ حكم عليه غيابيًا بالسجن لخمسة عشر عامًا، وهو ما أجبره على الهرب إلى محافظة نائية بعد اتهامه بالتخطيط والمشاركة في قتل أحد ضباط الشرطة، وهو ما ينفيه تمامًا.
وذكر الموقع، أن الشباب تحت سن 22 عامًا كانوا هم العمود الفقري لاحتجاجات الإخوان التي توسعت وضمت الآلاف، وبعيد عودة الجيش للحكم مرة أخرى بدأوا يندفعون إلى الشوارع بأعداد كبيرة، مضيفًا أنه بعد 18 شهرًا من الاحتجاجات والتي كانت حدثًا يوميًا، توقفت تقريبًا الآن؛ إذ تم اعتقال أو قتل أو إخفاء المنظمين، وما تبقى منهم هاربون ويعيشون كلاجئين.
ونقل “آي” عن الحناوي القول: “عند مشاركتي في اعتصام “رابعة” كنت بانتظار نتائج الثانوية العامة، كنت مليئًا بالحماس مؤمنًا أن ذلك هو السبيل إلى مصر القوية، والمتحدة، والإسلامية، وهذا من شأنه أن يكون البداية لتحرير فلسطين”.
وأضاف “حناوي” أنه بعد ستة أشهر بعد الفض، كان مشغولًا جدًا بقيادة وتنظيم المظاهرات التي كانت تنظم يوميًا في الحي الذي يسكنه.
وتابع “الموقع”: في نهاية 2014، أخبره أحد المحامين المتعاطفين، بضرورة أن يترك منزله بسبب وجود اسمه ضمن قائمة طويلة من المطلوبين أمنيًا.
ويضيف الحناوي “الشرطة هددت أبي بأنهم سيقتلونني بمجرد أن يروني”، وبدافع الخوف على إخوته طالبه أبوه بعدم العودة إلى الحي تحت أي ظرف.
وفي تصريح للموقع، يقول والده: “تخيل أن ضابط شرطة يقف أمامك حاملًا بندقيته ويهددك بقتل ابنك في أي وقت يراه فيه” لقد كان ذلك أسوأ إحساس بالعجز، أنا لم أشعر بذلك في حياتي.
واستطرد الموقع: نتيجة لذلك ابتعد “حناوي” عن الحي، ومشاركًا فقط في مظاهرات الجمعة في محاولة للتركيز على دراسته بسبب رسوبه في السنة الأولى.
ولسوء الحظ، بمجرد بدء العام الدرسي، بدأت قوات الأمن في حملة اعتقالات ضخمة في جامعة الأزهر، وذكر اسمه مرات عديدة أثناء احتجاز الأمن للطلاب، نتيجة لذلك توقف الحناوي عن الدراسة لعامين.
لم تتوقف متاعب الحناوي عند هذا الحد؛ إذ تم اتهامه في قتل ابن ضابط شرطة يقول إنه توفي في حادث وحكم عليه بـ15 سنة غيابيًا.
وبعد أن توقف عن الدراسة ذهب للتخفي في إحدى المحافظات النائية في شقة أحد قيادات الإخوان الذي يعيش الآن في تركيا، وهو الآن لا يستطيع أن يرى عائلته أو يهاتف أصدقاءه أو يكمل تعليمه، ليس بمقدوره أن يذهب إلى القاهرة بسبب نقاط التفتيش، والطريقة الوحيدة لرؤية أصدقائه الملاحقين مثله هي المناسبات الاجتماعية مثل الأفراح.