أكد عدد من الخبراء العسكريين، أن مشروع “الضبعة” النووي الذي تنوي مصر وروسيًا تنفيذه، لا يصب في مصلحة مصر، إذ أشاروا إلى أن المشروع من شأنه أن يوفر خدمات لوجيستيه كبرى لروسيا، وعلى رأسها تعويض الحليف السوري الذي يعاني من حصار خارجي وداخلي.
وفندوا في تصريحات لـ”رصد” 3 أسباب رئيسية وراء سعي روسيا لتنفيذ مشروع الضبعة النووي:
1. تعويض خسارة سوريا
من جانبه، أكد اللواء عادل سليمان الخبير العسكري، أن روسيا تحتاح إلى تعويض حليفها الذي بات على شفا حفرة من السقوط في إشارة إلى”سوريا”.
وقال في تصريح لـ”رصد”: إن مصر كبلد له قيمة استراتجية كبرى، فالبتالي ستكون روسيا ومصر وإيران تحالف جديد في المنطقة يعزز من قدرة روسيا الاستراتيجية.
ورأى سليمان أن الهدف من الصفقة هو صناعة سوريا جديدة، تكون بمثابة عامل مساعد لتحقيق توازن استراتيجي يكافح الميلشيات الجهادية والتي أبرزها تنظيم “الدولة الإسلامية” والذي ظهر بقوة في مصر.
2. المشروع لن يخرج عن المسموح
من جانبه، أكد اللواء حمدي بركات الخبير العسكري، أن مشروع “الضبعة” النووي لن يخرج عن المسموح إذ لن يكون به المفاعل الانشطاري الذي يصنع من خلاله القنبلة الذرية، أو الصواريخ الحاملة للسلاح النووي.
وأشار بركات في تصريح لـ”رصد” إلى أن الغرب أيقن مدى أهمية مصر لتكون درع حماية لمصالحها في المنطقة ألا وهي التصدي للجماعات المسلحة الجهادية والتي قد تشكل خطرًا على اسرائيل في المقام الأول بعد سيطرتها على دول في المنطقة.
وأوضح بركات أن محطة الضبعة، ستعتمد على توليد الكهرباء والطاقة الكهروذرية، التي توفر لمصر الألاف من الميجاوات شهريا بعد إنشائها وهي موجود مثلها في السعودية.
3. مكاسب اقتصادية
فيما يقول الدكتور محمد فاضل أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية، إن روسيا تريد العودة إلى العالم من خلال تعويض الشرق الأوسط الظمأن للسلاح النووي وعلى رأسه مصر، وتسعى لتنفيذ ذلك من خلال اشباعه بمحطة توليد كهرباء نووي، لافتا إلى أن بوتين وجه أنظاره إلى مصر لإدراكه أن النظام العسكري يلجأ إليه دوما باعتباره أكبر مورد أسلحة في العالم مما يعود على بلاده بالمليارات.
وأضاف فاضل في تصريح لـ”رصد” إن اجمالي صفقة السلاح التي اشترتها مصر تقدر بـ 6 مليار دولار بما فيها طائرات “السوخوي” المرتقبة، لذلك فإن روسيا وجدت في مصر سوق لبيع السلاح، كما أن إنشاء محطة نووية لتوليد الكهرباء في الضبعة، سيجلب لها نحو 7 مليار دولار خلال 6 سنوات،
وتجدر الإشارة إلى أنه من المفترض أن تتضمن المرحلة الأولي لإنشاء محطة الضبعة هو أن تضم 4 وحدات بقدرة 1200 ميجاوات، بإجمالي قدرات 4800 ميجاوات، ويبدأ إنشاؤها في منتصف 2016 ،بعد إقامة البنية الأساسية ومن المقرر انتهاؤها ببداية عام 2020.
