انتقد عدد من الحقوقيين ما جاء في تقرير المجلس القومي لحقوق الانسان بشأن سجن العقرب، والذي أشاد بتعامل إدارة سجن العقرب مع المعتقلين، لافتين إلى أن ذلك المجلس نفذ مهمة متواطئة مع النظام العسكري الحاكم للبلاد.
وأكدوا في تصريحات لشبكة “رصد” أن تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان يحمل أكاذيب وأمور غير واقعية بشأن معتقلي سجن العقرب المعروف بالمقبرة.
من جانبه، قال هيثم أبو خليل، إن حافظ أبو سعده عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، يعلم أنه يدلس ويشارك في قلب الحقائق، قائلا:” فحديثه عن السجن مجرد أداء تمثيلي تواطئ به مع النظام، خاصة وإن سجن العقرب ما هو إلا مقبرة جماعية وسلخانة تعذيب للمعتقلين السياسين”.
ووجه أبوخليل نداء إلى محمد عبد القدوس طالبه فيه بالإستقالة من ذلك المجلس الذي تواطئ مع الحكومة حسب قوله، موضحًا أن سجن العقرب يعلم الجميع أنه مأساة كاملة حيث يتم تغريق الزنازين في المجاري وإدخال الكلاب عليه.
وأشار أبو خليل إلى أن زيارة المجلس تمثيلية، مؤكدًا أن الطعام داخل سجن العقرب به حشرات وغير آدمي، قائلا:” المفترض إن المجلس القومي لحقوق الإنسان يكون إسمه المجلس القومي لحقوق العسكر”.
وبخصوص الشهادات التي أوردها المجلس القومي لحقوق الإنسان، أوضح “أبو خليل” أن هناك 46 ألف معتقل، فربما يكون هناك معتقلين تم شراؤها، ولكن المؤكد أن هناك 300 معتقل قتلوا بداخله، إذن فنحن أمام مقبرة جماعية.
تقرير تزييف الحقائق
في السياق ذاته، أكدت نيفين ملك، الناشطة الحقوقية، أن عشرات الشكاوى التي قدمت منذ شهور من قبل ذووي المعتقلين تعتبر أكبر دليل على كذب تقرير القومي لحقوق الانسان، فسبق وتقدم عدد كبير من أهالي السجناء للسماح لهم بالزيارة للوقوف على الإنتهاكات الموجودة.
وأضافت “ملك”: “من الواضح أن التقرير جاء لتجميل وجه الحكومة، التي تزيف الحقائق، فمصر الآن أمام ما يشبه بعصابة العسكر التي تنظف وراءه كل ما هو قبيح بالتزييف والتدليس على حساب العدل والحق”.
أما فهيم عبد المولى الناشط الحقوقي بالمبادرة المصرية لحقوق الانسان فقال في تصريح لـ”رصد”، إن تقرير المجلس القومي اعتمد على زيارة مجهزة لها من قبل إدارة السجن، وهذا المشهد يٌذكرنا بفيلم “البرئ” فالأمر الآن بات مسرحية قديمة يتم التلاعب بها أمام أنفسهم ليس إلا، مطالبا بلجنة دولية للتحقق في كافة الشكاوى.
وأكد فهيم، إن اللجنة الحقوقية التي زات السجن، اعتمدت على الصورة المحضرة مسبقًا من إدارة السجن، موضحًا أن القومي لحقوق الانسان يستحف بعقول المواطنين وحميع الحقوقيون في مصر.
حقيقة وجبات المجلس القومي
بينما أكد الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان إنه لا يوافق على ما جاء في تقرير المجلس القومي حول سجن العقرب، مؤكدًا أنه سيصدر غدا بيان لكشف حقيقة ما دار في الزيارة وتعليقه على التقرير.
وأوضح “عبد القدوس” أن الأكل الذي تم تقديمه لوفد المجلس خلال الزيارة هو أكل فندقي تم تجهيزه خصيصا للجنة.
وأشار إلى أنه عندما كان يعترض على تفاصيل بعينها كانوا يردون عليه بوصفه بأنه “إخواني”.
ولفت عبد القدوس إلى أن القيادي الإخواني أحمد أبو بركة اشتكى خلال الزيارة من القضاء وليس مما يحدث في السجن فقط، مؤكدًا أن سجن العقرب مصيبة.
وحول مطالب البعض له بالإستقالة من المجلس القومي لحقوق الانسان، قال “عبدالقدوس” أنه مستمر في المجلس ولن يتركه؛ لأنه يتيح له أن يدافع عن حقوق المظلومين أكثر وأن يتحرك بحرية أكثر.