حاول موقع ” بلومبرج فيو ” رصد الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة إلى تملق قائد الإنقلاب بالرغم من سجله الحافل بانتهاكات حقوق الإنسان، من خلال تقرير نشره الموقع اليوم.
و أشار التقرير إلى الملف السيئ لقائد الإنقلاب في مجال حقوق الإنسان والتهم الملفقة لقيادات وأعضاء الإخوان التي يقوم نظامه بإصدارها بحقهم.
واعتبر التقرير أن زيارة جون كيري للقاهرة هي بمثابة رسالة مأساوية مفادها أن الدعم الأميركي القصير لحقوق الإنسان في مصر قد مات.
وعدد كاتب التقرير المكاسب الإستراتيجية التي تحصل عليها مصر من الولايات المتحدة، مبينا أن مصر لديها أهداف واضحة من العلاقة مع الولايات المتحدة، فهي تريد المعونة الأميركية التي جددت هذ العام بالرغم من القانون الذي يمنع المساعدات الأميركية للبلدان التي يحدث فيها انقلاب عسكري.
ولفت التقرير إلى أنه قائد الانقلاب العسكري يأمل ألا تطالبه أمريكا بشيء في مقابل المعونة الأميركية، خاصة وأنه يحافظ على حالة السلام البارد مع إسرائيل منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد، مبينا – من جهة أخرى – أن السيسي ونتنياهو لديهما عدو مشترك وهو الإخوان المسلمون التي تشكل حماس فرع منها.
ولفت التقرير إلى أن قائد الانقلاب يأمل ألا تنتقده الولايات المتحدة بسبب الطرق التي يستخدمها لقمع الإخوان المسلمين، فكلما قل الحديث عن حقوق الإنسان كلما كان أفضل، على حد تعبير كاتب التقرير.
وبحسب الكاتب فإن المطالبات الأميركية تلك لا يمكن تجاهلها، فالولايات المتحدة تسعى إلى مزيد من الإستقرار في المنطقة، متسائلا: “لكن كيف يمكن ذلك في ظل قمع السيسي المتزايد حيث يراهن على أن الاحتجاز والمحاكمات الصورية وبعض الإعدامات سوف تحقق له هدف الإستقرار”.
وفي الشؤون الدولية، يرى الكاتب ان السيسي حتى الآن يريد أن يظل بعيدا عن المستنقع الليبي فلا هو و لا غيره يعرفون كيف سيتم فرض النظام هناك، و الولايات المتحدة تريد من مصر أن ترسل قوات لحفظ السلام، ولتنفيذ ذلك لابد من وجود نفوذ أمريكي على السيسي، مشيرا إلى أنه طالما أن الولايات المتحدة قامت بتمويل السيسي ولديها شغف لتطوير العلاقات معه فهي بذلك فقدت الضغط الذي قد تستطيع ممارسته على مصر في هذا الشأن.
واعتبر الكاتب أن مصر قد تلعب دوراً هاماً في الحرب ضد “تنظيم الدولة”، فمن الممكن أن تقدم الجنود التي تحتاجها السعودية والدول الأخرى في أي حرب قد تحدث في حال شعرت السعودية أن “تنظيم الدولة: يهدد شرعيتها الدينية، في المقابل ستقوم السعودية بتقديم الدعم المادي لهذه الحرب.
و ختم كاتب التقرير بالقول بأنه ربما تدافع الإدارةالأميركية عن موقفها بأن التقرب إلى االسيسي سوف يخلق الثقة المتبادلة وسيشجع التعاون في المستقبل، قائلا: “لا تصدق ذلك فالسيسي لا ينظر إلى الصداقات العاطفية أو الولاءات فقد أتى إلى السلطة بعد سحق جماعة الإخوان المسلمين ويظهر جلياً أنه يحترم القوة وليس الولاء، و بعد اخفاقات الليبرالية المثالية ليس هناك جدال من أن الولايات المتحدة سوف تتبع سياسة واقعية في الشرق الأوسط ، هذه الواقعية الجديدة تتطلب نظام حوافز على أساس المكاسب و ليس بناء علاقات”.