شخّص عدد من الخبراء الوضع الحالي الذي تعاني منه جماعة الإخوان المسلمين، وقالوا إن التنظيم تعرض لضربات موجعة أثرت فيه وأظهرت داخله خلافات بين الأعضاء، وتخبطا إداريا، وأنه يمر بمرحلة تآكل، خاصة بعد الوثيقة التي وزعت على أعضاء مجلس شورى الجماعة وينفي إجراء أي انتخابات داخلية خلال فترة ما بعد انقلاب 3 يوليو.
تآكل التنظيم
الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، قال إن تنظيم الإخوان يكاد يكون سقط في كمين النظام الحاكم، وعدم قدرة الجماعة على توحيد الصفوف وتحقيق المراجعات التي طالب بها الشباب، خير مثال على ذلك، مؤكدا حدوث عملية تآكل للتنظيم.
ولفت نافعة، في تصريح لـ”رصد”، إلى أن القيادات التي أسماها “أركان” الجماعة القديمة، ترفض أي محاولات للتجديد الفكري، متهما إياها بتغليب المصلحة الشخصية على مصلحة مصر ومصلحة التنظيم.
وقال إن التنظيم تعرض لضربات موجعة خلخلت قواه الداخلية وأضعفت تواجده.
الصراع الداخلي قديم
بينما قال د.طارق البشري، المفكر الإسلامي، إن الخلاف داخل صفوف الإخوان ليس وليد اللحظة، وإنما له جذور قديمة، تمتد لتاريخ تأسيس التنظيم.
الفارق في رأي البشري، بين الخلافات قديما وحديثا، هو في أنها قديما كانت تعالج داخليا دون إعلانها، أما الآن فتنشر هذه الخلافات في الإعلام.
وأشار البشري في تصريح لـ”رصد”، إلى أن الإخوان سيبقون فصيلا سياسيا رئيسيا في مصر، وعليهم أن يراجعوا أنفسهم من أجل مصلحة مصر، فالدولة لن تتحمل الصراع القائم.
تخبط إداري
د.حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال إن ما نشر بخصوص الوثيقة إن صح، فيدل على أن الإخوان باتوا في أزمة داخلية كبيرة وعدم ثقة بين أعضائها البعض، فتحولت الجماعة من تنظيم سياسي إلى مجموعة حزبية مختلفة.
وأضاف حسني، في تصريح خاص لـ”رصد”: “الإخوان فشلوا في الحفاظ على مكتسبات الثورة، ومن ثم فشلوا في الحفاظ على الحكم، ولم يستطيعوا التواصل مع المواطنين، ويعانون تخبطا إداريا، وانقساما داخليا”.
ولفت إلى أن تحقيق المراجعات الفكرية الصحيحة هو الحل الوحيد للإخوان لتعديل مسارها الذي أضر بالوطن.
وطالب عبد الحميد بركات، عضو التحالف الوطني لدعم الشرعية، تنظيم الإخوان المسلمين بأن يسارع بتوحيد الفكر والرأي وعدم إتاحة الفرصة للنظام بأن يستغل تخبطه.
وأشار بركات، في تصريح لـ”رصد”، إلى أن الوثيقة التي نشرت عن الإخوان المسلمين، هي نتيجة للحصار الذي تعانيه الجماعة ووقوعها في العديد من الأزمات والضربات المتتالية خاصة وسقوط القيادات في قبضة الأمن.
وأوضح أن الوقت الحالي ليس هو الوقت الملائم لأن تظهر جماعة الإخوان في مشهد المشاكس مع نفسها.
يذكر أن موقع “مصر العربية” نشر وثيقة منسوبة لجماعة الإخوان، وزعت على أعضاء مجلس الشورى العام لكشف تفاصيل تخص أزمة الخلافات بين قيادات بالجماعة.
وتظهر الوثيقة المسربة، عدم إجراء أي انتخابات في مجلس شورى الجماعة أو مكتب الإرشاد منذ فض اعتصام رابعة حتى الآن، مؤكدة عدم إقالة الأمين العام محمود حسين أو وجود متحدث رسمي باسم الجماعة.
وأشارت إلى اتخاذ بعض أعضاء لجنة إدارة الجماعة (بديلة مكتب الإرشاد) لقرارات دون مشورة الجميع، وإخفاء بعض المراسلات والمكاتبات عمدًا من وإلى الإدارة مع وحدات الجماعة في الداخل والخارج دون علم باقى الأعضاء، وقوبل طلب بعض أعضاء اللجنة بمراجعة وتصحيح مثل هذه القرارات بالرفض، مما أدى إلى استمرار هذا النهج في بعض القرارات المصيرية التي تخص استراتيجية الجماعة ورسالتها.
