“حبيبي كان دائمًا بيقولي أنا عارف إنى هموت صغير”.. هكذا كتبت رضوى جلال عن زوجها “أحمد الجبلي”، ذو السبع والعشرون عامًا، الذي وافته المنية أمس إثر إرتطام رأسه في البيت ففاضت روحه على إثرها ذات فجأة، ليترك زوجته وحدها وفي أحشاءها قطعة منه.

أثارت قصة وفاة الشاب العشريني، حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فالتدوينات تتوالي متحدثة عن خلقه وعمله وأدبه الجم، لاسيمًا بعد أن عرف وسط زملاءه بأعماله الخيرية وتأسيسه لفريق “صحابي” لأعمال الخير ونشر الدعوة.

حالة من الحزن، سيطرت على الجموع، وكأن الملايين يحبون “الجبلي” ذلك الفتى المغمور عند الناس قبل وفاته، المعروف عند ربه والذي ذاع صيته بعد أن لاقى ربه.

ويبدو أن “الجبلي” كان يستعد للقاء ربه، فقبل وفاته ذهب مع زوجته إلى مقبرته وتصور مع زوجته أمامها.

وتقول زوجته، إنه كان دومًا يقول لها أنه سيموت صغيرًا، إذ كتبت في تدوينة عبر صفحتها على موقع “فيس بوك”: “حبيبي كان دايما يقولي أنا عارف إني هموت صغير، بتضايق منه وأقوله وأنا مالى يا عم مش عاوزة أعيش لوحدي أرملة بس يا حبيبي السنة اللي عشتها معاك تستاهل أي حاجة الحمد لله اللي شرفني أني كنت زوجتك وحببتك سنة.. دة كرم من عنده ربنا دوقني حته من الجنة في الدنيا بسببك ربنا يجعل ابنك خير وريث ليك ولحب الناس ليك ربنا يرحمك ويجعلك في أعلى عليين”.

ولأن “الجبلي”، لم يكن شخصية عادية، ففي يوم زفافه منذ نحو عام مضي، آّم الحضور والمعازيم أدى بهم صلاة المغرب جماعة.

ومع تصفحك لصفحته الشخصية على موقع “فيس بوك”، تجد الكثير من المتابعين والمحبين له، لاسيمًا وأن أغلب كتاباته تخاطب الشباب وتدعوهم للطاعات وفعل الخيرات بأسلوب سهل، ولعل تأسيسه فريق “صحابي” كان دافعًا لإرتباط الشباب به.

ومن بين كتاباته: “وحش أوي أنك تتحول من أنك تكون قائد وقدوة وصاحب رسالة ومبادر وعلى طول واقف في خانة الفعل.. إلى شخصية سلبية يائسة أقرب إلى البؤس وواقف في خانة رد الفعل وواقف عالسقطة واللاقطة لكل واحد بيحاول يكسر التابوت اللي حفرته لنفسك”.
 

كما كانت له رأي سياسي في الأحداث، فقد كان معارضًا لما يقوم به عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب، وهذه تدوينته في رأيه عنه: 

وتشاء الأقدار أن يشهد مسجد “يوسف الصحابي” الذي كان يلقي فيه دروسه وأسس فيه فريقه الدعوي والخيري، أن يشهد جنازته أيضًا، وسط الكثير من المشيعين الذين جاءوا من كل مكان من أجل المشاركة في دفنه ووداعه.

وقالت زوجته، إنه تم إبلاغ إمام المسجد الحرام بمكة المكرمة لتتم صلاة الغائب على زوجها أحمد جبلي، قائلة “يا حبيبي ياريتني عرفتك أكتر، يا رب تكون راضي عني وإني كنت زوجة صالحة ليك، وأبقى زوجتك في الآخرة، يارب ارحمه وأدخله فسيح جناتك”.

وحتى كتابة تلك السطور، أدى نحو 55 شخصًا العمرة له، خلال 24 ساعة فقط منذ إعلان وفاته.