أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي بالكويت أمس الأربعاء، بضرورة إيجاد حلول سلمية لأزمتي اليمن وسوريا، معتبرًا الحوار الشامل بدون قيد أو شرط هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة.
وأعرب ظريف أثناء لقائه مع نظيريه الأوزبكي والتركي والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي عن شعور طهران بالقلق حيال التطورات الجارية في المنطقة، لاسيما الأوضاع المأساوية في اليمن، مطالبًا تفعيل دور الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في اليمن بشكل فوري,
وخلال لقائه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد مدني، قال إن طهران جادة في التعاون مع هذه المنظمة، واصفًا الإرهاب والتطرف بأنهم يمثلون تهديدًا مشتركًا ضد جميع البلدان وينبغي اتخاذ خطوات أكثر جدية لمواجهة عوامل زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، موضحًا أن وتيرة زعزعة الأمن والاستقرار ستتصاعد بالتأكيد.
ابتزاز رخيص
من جانبه أكد أبو بكر أبو المجد – الباحث في الشئون السياسية والاقتصادية لآسيا – في تصريح خاص لـ”رصد”، أنّ إيران دولة يقودها حكام صفويون يملكون مشروعًا سياسيًا توسعيًا واضحًا، يتوارثونه جيلًا بعد جيل، تختلف الدوافع والوجوه لكن الهدف واضح جلي، وقادة إيران مراوغون بحكم العقيدة التي يتبعونها وإيمانهم بــ”التقية”.
وأضاف أن تصريح وزير الخارجية الإيراني ينطوي على ابتزاز رخيص، لا يساوي حتى الحبر الذي كتب به، فبشار الذي طالما دعموه لأكثر من أربع سنوات، بات الآن على مشارف التهلكة، وسقوطه بات حتميًا ولذا تحاول طهران تحويله لورقة للمساومة في مقابل رفع السعودية والتحالف العربي يده عن الحوثيين في اليمن”.
وأكد أن كل ما تهدف إليه سياسة إيران الخارجية في الوقت الحالي، هو إخفاء عورة فشلها الذريع في سوريا والعراق ولبنان واليمن، فالتصريح أدنى وأقذر من أن يكون مناورة سياسية، فهو وسيلة خداع رخيص لنظام استمرأ هذه الأساليب حتى صارت دينه الذي يدين به.
ميليشيا إيران في المنطقة
وتدعم إيران حزب الله اللبناني الذي أنشأته في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، كما أن لها نفوذًا سياسيًا وعسكريًا كبيرًا في العراق، بينما تقدم التمويل والأسلحة لميليشيا الحوثيين في اليمن.
وتنطلق ايران في تدخلاتها بالمنطقة من مبدأ “تصدير الثورة” الذي يقع في صلب العقيدة السياسية والعسكرية لإيران منذ أن أعلن عنها مؤسس الجمهورية الاسلامية الخميني قبل ثلاثة عقود.
وفي ظل توارد شهادات متطابقة وأنباء مؤكدة عن مشاركة ضباط وعسكريين إيرانيين في القتال في سوريا والعراق وأخيرًا اليمن، تنكر إيران أية مشاركة في المعارك وتقول أن مشاركتها تنحصر بتقديم “الاستشارة الميدانية”.
ويشارك قادة وعسكريون من الحرس الثوري الايراني، وعلى رأسهم قائد فيلق القدس قاسم سليماني في معارك العراق، وقبلها إلى جانب قوات الأسد في الحرب التي أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 200 الف شخص.