شكلت 6 شخصيات دولية مصدر إزعاج لعبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، إذ تطارده في كل المحافل الدولية، ولا تزال تناهض الانقلاب العسكري في مصر، وتعلن تضامنها مع شرعية الرئيس محمد مرسي.
أردوغان
يعتبر رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، ألد خصوم عبد الفتاح السيسي، إذ إنه من اللحظات الأولى للانقلاب العسكري، أعلن رفضه التام للانقلاب، ولم يكتف بمواجهته ببيان رئاسي، بل أصبح الانقلاب العسكري مرمى سياسيا يسدد فيه أردوغان تسديداته التي أوجعت النظام.
وأكد الرئيس التركي أنه لن يجلس على طاولة واحدة مع السيسي، ووجه أردوغان انتقاده لمواقف الدول الأوروبية والغربية من قرار إعدام مرسي.
وشدد على “ضرورة أن تتسق مواقف الدول التي تتشدق بالديمقراطية، مع استنكار ما حدث في مصر”.
وأدى توتر العلاقات بين أردوغان والسيسي إلى سحب كلا البلدين سفيرهما، كما وضعت مصر قيودا على رحلات السفر إلى تركيا.
روبرت لامرت
في احتجاج على ما وصفها بانتهاكات حقوق الإنسان في مصر، قرر رئيس البرلمان الألماني روبرت لامرت إلغاء لقائه المقرر مع السيسي أوائل يونيو.
وأشار إلى أن منذ حدث التغيير في السلطة قبل عامين، تم حل البرلمان المنتخب وطرد رئيسه من منصبه، وتم اعتقال أكثر من 40 ألف شخص لأسباب سياسية، وقتل أكثر ألف شخص أثناء مظاهرات معارضة.
وأعرب لامرت عن استيائه من إصدار عدد لا يمكن تصوره من أحكام الإعدام بعد محاكمات مشكوك فيها، ومن بين المحكومين قياديون يمثلون جماعات سياسية منافسة.
وعن سؤاله حول إمكانية الحديث مع السيسي قال لامرت: “لا أعرف عما يمكن الحديث عليه بين رئيس برلمان منتخب ورئيس دولة، مع الأسف، لم يتم انتخابه بشكل ديمقراطي”.
المنصف المرزوقي
أعلن الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، يوم أمس الثلاثاء، عن إطلاقه عريضة دولية لمنع حكم الإعدام ضد الرئيس محمد مرسي، داعيًا إلى التوقيع على هذه العريضة عبر البريد الإلكتروني.
وأوضح المرزوقي، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن هذه الحملة الدولية يقودها أيضا سياسيون ومثقفون ونشطاء من المجتمع المدني والمجال العام من حقوقيين وجامعيين وإعلاميين ونقابيين.
وندد بحكم الإعدام على العشرات من المعارضين المصريين وقادة الإخوان، وعلى رأسهم الرئيس محمد مرسي الذي اعتبره أول رئيس منتخب ديمقراطيًا في مصر.
كما دعا السلطات المصريّة إلى إيقاف أحكام الإعدام، محذرًا من تداعياتها في حال تنفيذها لأنها يمكن أن تمهّد لحرب أهليّة.
الغنوشي
كانت أولى مشاهد رفضه للحكم العسكري، في لقاء دولي جمعه مع عمرو موسى رئيس لجنة تعديل الدستور التي شكلت من قبل سلطات الانقلاب العسكري، فقد وصف راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاسلامية، ما حدث في الثالث من يوليو بالانقلاب العسكري.
ووصف الغنوشي أثناء كلمة ألقاها الأحد، بمدينة سليانة أمام مناصريه، الانقلاب العسكري بأنه “وحشي وغاشم”، حيث سارت الدبابات على الأجساد، في حين هتف مستمعو الغنوشي بعد حديثه هذا “يسقط يسقط حكم العسكر”، مؤكدا الغنوشي على هتافهم قائلا: “نعم سيسقط حكم العسكر إن شاء الله”.
ولفت الغنوشي إلى أن ثورة مصر متواصلة، وأنه لا استقرار لحكم العسكر والديكتاتورية في العالم العربي، مشددا على أن المستقبل للحرية التي تتمثل بالنموذج التونسي، مشيرا إلى أن ثورة سوريا أيضا متواصلة، في ضوء ثقة الشعوب.
القرضاوي
أصدر الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فتاوى تحرم الخروج على الرئيس مرسي كرئيس منتخب، كما دعا وقت الانتخابات الرئاسية التي أشرف عليها حكم العسكر، المصريين إلى مقاطعتها وعدم انتخاب السيسي ، مشيرا إلى أنه “عصى الله”.
ووجه القرضاوي حديثه للمصريين، قائلا: “لا يجوز لكم أن تنتخبوا من عصى الله وخان الأمانة وخلع الرئيس الشرعي وحنث في اليمين وعطل الدستور وخالف القانون وقطع ما أمر الله به أن يوصل وأفسد في الأرض”.
وطلبت سلطات الانقلاب رسميا من قطر تسليم الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي المتجنس بالجنسية القطرية إليها بعد صدور حكم من محكمة الجنايات بإحالة أوراقه للمفتي في قضية اقتحام السجون.
وقال المستشار عادل فهمي مساعد وزير العدل المصري لقطاع التعاون الدولي في تصريحات صحافية اليوم الثلاثاء، إن القطاع أرسل بالتنسيق مع وزارة الخارجية طلبات جديدة إلى قطر للمرة الثانية بشأن تسليم الشيخ يوسف القرضاوي، وذلك بعد صدور قرار محكمة الجنايات الأخير في قضية اقتحام السجون ضده وآخرين بإحالة أوراقهم إلى المفتي.
تميم بن حمد
بعد انقلاب الثالث من يوليو، شهدت العلاقات القطرية المصرية توترا حادا بعد ثورة 30 يونيو 2013، وسحب السفراء وتبادل للتهم، فقد قالت مصر إن قطر تدعم الإخوان المسلمين.
وفي قمة الكويت أعلن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إدانة بلاده للإرهاب، وتابع قائلا “نحن جميعا ندين الإرهاب ولا خلاف في هذا”.
وحدد تميم في كلمته بالجلسة الافتتاحية للقمة العربية، تعريف الإرهاب بأنه “استهداف المدنيين بالقتل والترويع وضرب المنشآت المدنية لأغراض سياسية”.
ووجهت قطر عدة انتقادات لمصر بسبب شنّها غارات على مدينة درنة في ليبيا، وجاء الرد المصري باتهام قطر بمساندة “الإرهاب” وترتب عليها سحب السفير القطري من مصر.
وذكر “لا يجب أن ندمغ بالإرهاب طوائف كاملة أو نوصمه بكل من يختلف معنا سياسيا، فشأن ذلك أن يعمم الإرهاب بدلا من أن يستأصله”.
ولا تزال العلاقات غير مستقرة تمام، بالرغم من إجراء لقاء ثنائي بين تميم والسيسي.