حذر سياسيون، من خطورة اعتقال الدكتور عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة، نظرًا لكونه من دعاة التمسك بالسلمية في التظاهرات المعارضة لحكم العسكر، مؤكدين أن قرار اعتقاله جاء للضغط على الجماعة للخروج من تحالف دعم الشرعية، ومحاولة استفزازية من جانب الأمن لقواعدها.
واعتقلت قوات الأمن بقنا عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، صباح يوم الأربعاء.
ويعود الصعود السياسي لدربالة إلى شهر مايو 2011، حيث أعلنت الجماعة فى هذا التوقيت فوزه بمنصب رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية وأسامة حافظ نائب الرئيس وضم فى عضويتها رسميًا عبود الزمر، وطارق الزمر، وناجح إبراهيم، وعصام عبد الماجد، وصفوت عبد الغنى، وصلاح هاشم، وعلى الدينارى، وشعبان إبراهيم، واعتبرت هذه الخطوة هى الأولى من نوعها داخل الجماعة منذ نشأتها.
ورفض دربالة، تولى منصب قيادى داخل الحزب السياسى الجديد الذى أسسته الجماعة الإسلامية وأطلقت عليه حزب البناء والتنمية، وتولى بدلًا منه الدكتور نصر عبد السلام رئاسته، فيما ظل مترأسًا مجلس شورى الجماعة حتى الآن، رغم انتهاء ولاية هذا المجلس منذ عامين.
وكان آخر ظهور للشيخ عصام دربالة الأسبوع قبل الماضي من خلال الندوة التى عقدتها الجماعة الإسلامية، حول تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ”داعش”، حيث كان يتحدث دربالة عن تاريخ هذا التنظيم ومستقبله، كما ظهر دربالة مؤخرًا فى جنازة والدة الدكتور طارق الزمر فى ناهيا منذ عدة أشهر.
واستنكر خالد الشريف، القيادي بحزب “البناء والتنمية”، اعتقال عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، واصفًا تلك الخطوة بأنه “حماقة سياسية تأتي في إطار الضغوط لانسحاب الجماعة الإسلامية من التحالف”.
وقال الشريف، في بيان له، إن جهود الدكتور عصام دربالة في ترسيخ السلمية ومحاربة العنف يعرفها الجميع خاصة، وأنه يقوم بجولة دعوية لمحاربة أفكار التكفير وتنظيم داعش في جميع المحافظات.
وأضاف أن دربالة كان يتحرك بكل حرية ولم يكن مطلوبًا على ذمة قضايا أمنية لذلك يستغرب اتهامه بتحريضه على العنف، مشيرًا إلى أن الجماعة الإسلامية لم تكن شريكة في الحكم ولا طرفًا في الأزمة الجارية وأنها تقف موقفًا أخلاقيًا ووطنيًا برفض حكم العسكر ومناصرة المظلومين.
وطالب الشريف، بالإفراج الفوري عن دربالة وجميع المعتقلين السياسيين والدعوة إلى حلول سياسية تخرج الوطن من أزمته والتي لن تتحقق إلا من خلال احترام إرادة الجماهير وعودة الجيش لثكناته ورحيل السيسي عن المشهد السياسي والقصاص العادل للشهداء.
واعتبر الدكتور طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية، اعتقال دربالة تصعيدًا خطيرًا ليس له مبرر، مؤكدًا أن دربالة من أهم دعاة سلمية المظاهرات.
وقال الزمر، في منشور على صفحته بموقع “تويتر”، إن اعتقال الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية تصعيد خطير ليس له مبرر ويدل على غياب العقل وخاصة أنه من أهم دعاة السلمية.
وهاجم سمير العركي، القيادي بالجماعة، أعضاء الجماعة المطالبين بالانسحاب من تحالف دعم الشرعية، قائلًا “بعد القبض على عصام دربالة هل ارتاح الأخوة أصحاب بيانات الانسحاب من التحالف بعد أن أدوا الدور المرسوم لهم سواء بإرادة أو بدون إرادة”.
وقال عبد الرحمن صقر، المتحدث السابق باسم جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، إن اعتقال دربالة محاولة ضغط من النظام على الجماعة، لاختيار قيادة جديدة مستعدة للخروج من تحالف دعم الشرعية.
وأضاف صقر، لشبكة “رصد” الإخبارية، أن النظام أراد باعتقال دربالة جمعه بصفوت عبد الغني، القيادي بالجماعة الإسلامية، الذي يقضي عقوبة الحبس عامًا بتهمة التواجد في منطقة عسكرية محظورة، لإقناعه بضرورة الانسحاب من التحالف الوطني، باعتبار أن عبد الغني من أشد المعارضين للانسحاب من التحالف.
وأبدى صقر، تعجبه من توقيت اعتقال دربالة، نظرًا لكون الرجل موجودًا في مصر منذ فترة كبيرة.
وشهدت الجماعة الإسلامية انشقاقات منذ انقلاب الثالث من يوليو، وخلق جبهات معارضة لها أبرزها حركة تمرد الجماعة وجبهة إصلاح الجماعة، وجبهة أحرار الجماعة الإسلامية، وجميعهم حملاه مسئولية الأزمات التى تعانى منها الجماعة فى الاستمرار بتحالف دعم الشرعية، إلا أن اتهامات بالعمالة للأمن والمخابرات طالت تلك الحركات المنشقة.