لم تكن وفاة الدكتور فريد أسماعيل داخل السجن بسبب نقص الأدوية ورفض علاجة هي الأولي في سجون مصر، ولكن سبقها عشرات الحالات المشابهه، والتي توفت في ظل التضييق الذي يعانيه السجناء، ومنع الدواء عنهم وتركهم يموتون من المرض.
وتمتليء السجون المصرية بمئات المرضي الذين يجدون تعنتًا في دخول الدواء إليهم وترفض النيابة الإفراج الصحي عنهم.
ويتجاوز عدد حالات الوفاة داخل السجون المصرية نحو 100 حالة، بحسب ما وثقته مراكز حقوقية، كان منها “موقع ويكي ثورة”، ومرصد الحقوق والحريات.
5000 مريض بالسجون
وفي آخر تقارير مرصد الحقوق والحريات، تم الكشف عن أن هناك ما يزيد عن 5000 معتقل داخل السجون يعانون من أمراض مزمنة وظروف صحية صعبة للغاية، كأمراض القلب والكبد والسكري والسرطان والفشل الكلوي، إضافة إلى المئات من المرضى، الذين يعانون من آلام ومضاعفات خطيرة جراء تعذيبهم داخل المعتقلات، محذرًا من أن العدد في تزايد.
سجن المستقبل بالإسماعيلية
ومن أبرز السجون التي تعاني الأهمال الطبي، ويتم منع دخول الدواء للمعتقلين، سجن المستقبل بالإسماعيلية، حيث أكد ذوي المعتقلين أن سجن المستقبل يضم عشرات الحالات من أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة وسط انعدام الرعاية الصحية.
ومن بين الحالات التي توفت في السجن بسبب نقص الأدوية، محمود عبد الهادي أحمد، رئيس قطاع المحطات بشركة الكهرباء بالإسماعيلية، البالغ من العمر 59 عامًا، والذي توفي نتيجة الإهمال بعد أن قضى قرابة الخمسة أشهر بسجن المستقبل، وكان يعاني كثيرا من الأمراض، حيث تم تكبيله بالقيود وهو طريح الفراش في المستشفى حتى توفي.
فيما رفضت إدارة سجن المستقبل بمحافظة الإسماعيلية السماح للمعتقل أبو الصفا سويلم ويعاني من عدة أمراض من الخروج لتلقي العلاج بالمستشفى، الأمر الذى سبب قلقا كبيرا لدى المعتقلين على حالته الصحية، مما جعلهم يطرقون أبواب الزنازين فترة طويلة للمطالبة بإنقاذ زميلهم.
الموت داخل سجن طرة
كما توفي محمد الغزلاني والذي اعتقل اثناء اقتحام مدينة كرداسة بمحافظة الجيزة، وكان يعاني الغزلاني من العديد من الأمراض التي تحتاج إلي رعاية طبية، حيث كان يعاني من الضغط والسكر والقلب والكبد، فضلا عن إصابته بشلل في الجزء السفلي من جسده أدى إلى جلوسه على كرسي متحرك، وأوصى طبيب السجن بضرورة نقله إلى المستشفى لدقة حالته وضرورة ملاحظته المستمرة، إلا أن إدارة السجون رفضت ذلك ولم تنقله للمستشفى، مما أدى به إلى الدخول في حالة غيبوبة تامة نقل على أثرها إلى مستشفى سجن طره وهناك توفي.
وتوفي المعتقل زكي أبو المجد أحمد، 45 عامًا، داخل مستشفى سجن طره، جنوب القاهرة.
وكان زكي قد أجرى عملية بتر لساقه في مستشفى قصر العيني، منذ أسبوعين، إلا أن السلطات الأمنية أمرت بنقله إلى مستشفى سجن طره، بعد يوم من إجراء العملية الجراحية، رغم تدهور حالته الصحية.
واعتقل زكي في السابع من يناير الماضي من منزله في منطقة حدائق المعادي، جنوب القاهرة، رغم إصابته بغرغرينا السكري.
وتوفي المعتقل، محمود عبد الهادي (59 عاما)، نتيجة ارتفاع في ضغط الدم في سجن طره، وفي الشهر نفسه وبتاريخ 18 مارس 2014.
كما توفى الدكتور طارق الغندور، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بطب عين شمس، قبل أشهر ، إثر إصابته بنزيف حاد بدوالي المرئي، داخل سجن طرة، استمر لـ 6 ساعات حتى تم نقله إلى معهد الكبد في شبين الكوم بالمنوفية.
ا
منع الدواء داخل سجن دمنهور
كما توفي رضا عبد الفتاح محمود الذي يبلغ من العمر 52 عامًا داخل السجن دمنهور بسبب رفض علاجه، حيث أكد تقرير مفتش الصحة أن سبب الوفاة هو فشل بوظائف الكبد، وهبوط حاد بالدورة الدموية.
ويعاني سجن دمنهور العمومي بالأبعادية من سوء الرعاية الصحية المتوافر للسجناء سواء الجنائيين أو السياسيين بداخله، كما قلصت إدارة السجن بأوامر من سلطات الانقلاب فترة “التريض”، مما يتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة بين السجناء بسبب نقص التهوية.
الاسكندرية.. أزمات صحية والموت في الزنازين
وفي محافظة الاسكندرية توفي سامي محمود إبراهيم أبو ركبة بمنطقة المعمورة بمحافظة الإسكندرية، حيث ارتقى نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من إدارة سجن طره، فقد جاءته أزمة صحية فجرا، وتم الطرق على باب الزنزانة دون جدوى، وذلك حتى العاشرة والنصف صباحًا، بعدها تم أخذه إلى عيادة السجن وتوفي بعد وصوله إلى هناك.
وعاني أبو ركبة من الضغط والسكر وقصور بالقلب وكان مصابًا بورم حميد في منطقة الرقبة والصدر إلى الجانب الأيمن الأمامي، كما أنه قد تم عرضه من قبل على مستشفى سجن أبو زعبل، وأوصى الطبيب بعرضه على جراح وتم تجاهل الأمر.
وتوفي المعتقل جمعة علي حميدة (64 عاما)، والمعتقل في سجن برج العرب، نتيجة الإهمال الطبي وعدم تلقيه العلاج اللازم ، وبحسب تصريحات محاميه فإنه كان يعاني من تدهور حالته الصحية نتيجة ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والتهاب الكبد الوبائي، وعلى الرغم من ذلك رفضت السلطات الأمنية نقله إلى المستشفى، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة داخل زنزانته.
كما توفي صابر عبد السيد الطلخاوي، نتيجة الإهمال الطبي داخل سجن برج العرب في الإسكندرية، ومنعه من تلقي العلاج، كما توفي المعتقل محمود محمد الصغير، 39 عاما، داخل سجن برج العرب.
المنيا والإهمال الطبي
وفي محافظة المنيا بالصعيد، توفي عبد الوهاب محمد عبد الوهاب 46 عاما فلاح من معارضي حكم العسكر ، وكان محبوسًا احتياطيا داخل سجن المنيا العسكري؛ حيث توفي نتيجة الإهمال الطبي بعد إصابته بغيبوبة بسبب بمرض السكر.
المنصورة..اعتقال مصاب سرطان ورفض علاجه
وفي المنصورة توفي الدكتور “صفوت خليل” بسجن المنصورة العمومي، وكان يعاني من مرض السرطان ويحتاج للعلاج الكيماوي مع بتر جزء من قدمه قبيل اعتقاله، دون مراعاة لمرضه، ودون تقديم ما يناسب حالته داخل المعتقل.
بني سويف
وفي بني سويف توفي المعتقل خالد محمد سعيد، بسبب استمرار منع سلطات سجن بني سويف، جنوبي مصر، الدواء عنه منذ اعتقاله.
وكانت السلطات الأمنية قد اعتقلت سعيد في 2014/1/13، أثناء زيارته لابنيه أحمد ومحمد المعتقلين. وتم تحويله إلى محاكمة عسكرية.
كما تعتقل السلطات حتى الآن، ابنته إسراء، الطالبة في كلية الهندسة بجامعة بني سويف.
وكانت الحالة الصحية لسعيد شهدت تراجعا خطيرا إثر منع الدواء عنه، ومنع تحويله للمستشفى، حيث كان يعاني من تضخم في الكبد والطحال بجانب معاناته من الإصابة بفيروس سي.