أثار إعلان مصر، مد التفويض بإرسال عناصر من القوات المسلحة المصرية للدفاع عن أمن الخليج والبحر الأحمر ومضيق باب المندب لمدة ثلاثة أشهر بعد عودة السيسي مباشرة من السعودية، العديد من ردود الأفعال الغاضبة؛ حيث اعتبر خبراء وسياسيون أن قائد الانقلاب ذهب للسعودية لتلقي الأوامر والاتفاق على المقابل المادي لمشاركة مصر في الحرب؛ في الوقت الذي كان ينسق فيه صدقي صبحي (وزير الدفاع) مع الإمارات.
تمديد مشاركة مصر ثلاثة أشهر
ووافق مجلس الدفاع الوطني على استمرار مشاركة الجيش المصري في التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن وتمديد مهمة القوات في باب المندب ثلاثة أشهر أو حتى “انتهاء العمليات القتالية أيهما أقرب”.
وأثارت احتمالات مشاركة مصر في حرب برية باليمن، غضب النشطاء وسياسيين؛ حيث أكدوا أن السيسي يتعامل مع الجيش المصري كمرتزقة؛ حيث أنه يدخله في حرب باليمن مقابل أموال الخليج.
المقابل المادي:
وقال لواء جيش متقاعد، رفض ذكر اسمه: إن اجتماع مجلس الدفاع الوطني في هذا التوقيت، مرتبط بزيارة السيسي السريعة للمملكة العربية السعودية من ناحية، ولقاء الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع مع نظيره الإماراتي من ناحية أخرى.
وأوضح اللواء، لشبكة “رصد” الإخبارية، أن تلك الزيارات في إطار التنسيق بين قيادات الدول والقوات المشاركة في التحالف العربي للحرب على الحوثيين؛ مؤكدًا ان السيسي ورغم الخلافات مع السعودية؛ فإنه وافق على استمرار القوات المصرية مقابل المال.
واستبعد تدخل السيسي في حرب برية في اليمن؛ مشيرًا إلي إمكانية القيام بعمليات نوعية دون التورط في حرب برية؛ خاصة وأن الجيش غير مستعد لمثل هذه الحروب.
وحول اجتماع مجلس الدفاع الوطني لاتخاذ القرار، قال اللواء: إن الفقرة “ب” من المادة 152 من الدستور، تنص على ضرورة موافقة مجلس الوزراء ومجلس الدفاع الوطنى قبل إرسال قوات في مهام قتالية خارج الحدود، ومن ثم انعقد اجتماع مجلس الدفاع الوطني، مباشرة بعد اجتماع مجلس الوزراء، الذي وافق على مد مدة إرسال القوات لليمن، لمدة 3 شهور أخرى أو لحين انتهاء المهام القتالية.
وقال الكاتب الصحفي أسامة عبد الرحيم: إن السيسي باع جنوده إلى السعودية مقابل دراهم معدودات.
وأضاف في تصريح خاص لـ”رصد” أن مصر أصبحت في عصر السيسي تابعاً للسعودية وتحوّل الجيش لمرتزقة مقابل المال؛ مشيرًا إلى أنه برغم توتر العلاقات بين مصر والقيادة الجديدة في السعودية؛ فإن السيسي مستمر في الحرب لأنها مدفوعة الثمن.
دعم حماس
في سياق مختلف، تواصل السعودية اتصالاتها مع تركيا وباكستان لتكوين تحالف عسكري وسياسي، في وقت عادت السعودية لدعم حركة المقاومة حماس ودفع إتمام المصالحة.
وجاء الرد سريعًا من حماس حيث ألقي إسماعيل هنية رئيس الوزراء السابق لإلقاء خطبة الجمعة بالحي السعودي في غزة ليشكر الدور السعودي الجديد ويثمنه.
وتسببت هذه الاتصالات في قلق لدي القيادة المصرية، بسبب توتر العلاقات المصرية مع هذه الدول ومحاربتهم بكل الطرق الممكنة.
تحالف عسكري
وكشف مصدر مطلع، أن ترتيبات إعلان تحالف “عسكري ودفاعي”، بين كل من السعودية وباكستان وتركيا، وصلت إلى مراحلها شبه النهائية وتنتظر الضوء الأخضر للإعلان عنها عبر مجلس دفاع مشترك ومناورات عسكرية ضخمة مشتركة.
وقال موقع “رأي اليوم” إن كلا من السعودية وتركيا وباكستان بدأت التحضير ثلاثيًا لاتفاق إستراتيجي عسكري، واصفًا الاتفاق بأنه “غير مسبوق” وأن تفاصيله “تنضج” خلف الأضواء والكواليس.
كان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، زار السعودية مؤخرًا والتقى الملك سلمان بن عبد العزيز بعد الجدل الذي أثاره – داخل السعودية- قرار البرلمان الباكستاني الامتناع عن الانضمام إلى تحالف “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين في اليمن.
وأثار القرار الباكستاني حالة غضب عارمة وسط دوائر القرار السعودية، لكن زيارة نواز شريف تضمنت إيضاحات وشروحات للجانب السعودي تركزت على وجود عدد كبير جدا من الباكستانيين الشيعة في الجيش الباكستاني، الأمر الذي أخذه بالاعتبار البرلمان عندما قرر عدم المشاركة في تحالف عاصفة الحزم.
وفي خطوة لاحقة عرض “شريف” على السعودية المساندة في تشكيل اتفاقية شاملة للأطر الدفاعية العسكرية مبديا الاستعداد لدعمها فيما “طور” السعوديون الاقتراح لاحقا بضم تركيا.
وأوضح المصدر، أن الاتصالات “الدفاعية” انطلقت خلف الأضواء بين الرياض وأنقرة وإسلام آباد بدعم حماسي من الرئيس التركي رجب طيب آردوغان واستعداد سعودي لتوفير الدعم المالي.
وأشار إلى أن الجانب السعودي بدا مستعدا لتحويل مخصصات مالية كان قد رصدها لما سُمّي العام الماضي بـ”جيش الخليج الموحد” ورئاسة الأركان الثلاثية إلى المشروع الجديد.
ولفت المصدر أن هذا المشروع الذي تجاوز سيناريو التحضير الورقي والإرادة السياسية، مشيرا إلى أن المشروع يولد بعيدا وبصورة غامضة عن مصر وبعيدا عن دول عربية أخرى مثل الأردن.