حملة يقودها الإعلام المصري عن طرح جماعة الإخوان المسلمين مبادرات للمصالحة مع النظام المصري، بالتزامن مع التغييرات في السعودية، والأنباء عن ضغوط داخلية، وانهيار الاقتصاد، وتقلص المساعدات الخليجية، ودعوات تطالب بانتخابات رئاسية.
ونفت جماعة الإخوان المسلمين طرح أي مبادرات للمصالحة مع الانقلاب؛ مؤكدين أنه لا بديل عن سقوطه والقصاص للشهداء؛ مستنكرين الحملة التي يقودها الإعلام المصري؛ في حين أكد خبراء أن الانقلاب يسعي للخروج من الأزمة التي يعيشها، والتخلص من الضغوط الخارجية، وجس نبض الشارع والإخوان عن طريق هذه الأخبار.
الشاطر والمصالحة
من جانبه قال موقع “البوابة نيوز” : إن قياديي جماعة الإخوان في السجون أطلقوا مبادرة جديدة للمصالحة مع الدولة، وقّع عليها نائب المرشد العام خيرت الشاطر مؤخرًا، تقضي بالتهدئة مع الدولة المصرية؛ على أن تسمح للجماعة بالمشاركة السياسية، وتقديم الدية إلى ضحايا الإخوان، والإفراج عن القيادات المسجونين، مع التراجع عن المطالبة بعودة مرسي.
وتحدد المبادرة عددًا من المحاور المهمة؛ أهمها خروج قيادات الإخوان من السجن، وتحديد دور القوات المسلحة والشرطة والقضاء، وإبعادهم عن العملية السياسية، وكفالة الأمن لأسر ضحايا مظاهرات الإخوان، ودفع الدية إلى أسر الضحايا. وطالبت بالسماح للجماعة بالمشاركة السياسية؛ وفقاً لشروط مسبقة يتم الاتفاق عليه، مع التعهد بالتخلي عن مطلب الإخوان في عودة الرئيس محمد مرسي إلى الحكم.
وكانت صحيفة “الوطن”، قد نشرت تصريحات نسبتها لـ”مصادر سيادية”، قال فيها: إن د. سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة، وأبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط وعضو التحالف الوطني لدعم الشرعية، طَلَبَا التفاوض مع الدولة من خلال وسيط هو أحد قيادات حزب النور.
وأضافت الصحيفة أن القياديين بجماعة الإخوان المسلمين عمرو دراج ويحيى حامد، يتواصلان مع عضو بالكونجرس الأمريكى، يدعى “كيث أليس”، وهو المسلم الوحيد في مجلس النواب الأمريكي، وطلبوا منه إقناع لجنة حقوق الإنسان بالمجلس بالتدخل والضغط على النظام المصري لقبول التصالح مع الإخوان، والوصول إلى صيغة تُبعد قيادات التنظيم عن أحكام الإعدام والمؤبد الصادرة في حقهم.
أسرة الشاطر تنفي
ونفت عائشة الشاطر، كريمة نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، المهندس خيرت الشاطر، ما تردد عن تقديم والدها مبادرة لحل الأزمة السياسية الحالية من داخل محبسه.
وقالت عائشة، في تدوينة لها عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “لا صحة للأكاذيب التي يشيعها البعض عن مبادرة أطلقها والدي الحبيب خيرت الشاطر من داخل السجن”.
وأضافت: “أتعجب ممن يسألون عن صحة الخبر!! ألم تحفظوا سياسة النظام بعد وإعلامه في الكذب والتأليف والتضليل؟!”.
ضغوط سعودية
وقال الناشط السياسي معاذ غنيم: الاحتمال الأول أنهم يهيئوا أنصارهم المتابعين لصحفهم وإعلامهم لتغييرات ما، أو خطوات ما في الأيام القادمة.
وأضاف في تصريح خاص لـ”رصد” أن الاحتمال الثاني أنها ضغوط سعودية لتخفيف الاحتقان، وأن كل ما يروج في الصحف من قبيل حفظ ماء وجه الانقلاب إذا قرر تخفيف حدة المواجهة.
وأكد تأكيد معارضي الانقلاب علي صِفرية المعركة، وأنه يجب يكون هناك طرف خاسر وطرف ناجح، ولا للحلول الوسط.
وأوضح “غنيم”، أن معارضي الانقلاب تجاوزوا المرحلة الأصعب، ونجحوا في امتصاص الصدمة الأولى، ولا يوجد ما يدفعهم حالياً للمصالحه أو التهدئة.
وأكد أن هناك تغيرات كبيرة على الساحة في الفترة الحالية والقادمة وحتى ما بعد رمضان، وستكون هناك تغيرات سياسية ودولية سوف تلقى بتأثيرها على الشارع.
كسر ارادة ونشر الإحباط
وأكد الناشط الحقوقي هيثم أبوخليل، أن حديث الإعلام المصري عن طرح الإخوان للمبادرات كذب.. ولإظهار أن الإفراجات التي تتم نتيجة تراجعات وإعلانات توبة.
وأضاف في تصريح خاص لـ”رصد” أن هذه الدعوات نتيجة التزامن مع إفراجات نتيجة مدة الحبس الاحتياطي، ونفى أبو خليل وجود ضغوط خارجية للمصالحة؛ مؤكدًا أنها كلها تكهنات؛ مشيرًا إلى أن مثل هذه الأخبار هي عملية كسر إرادة ونشر الإحباط.
نفي متكرر
وعقب كل حديث عن مصالحة مزعومة، يخرج قيادات جماعة الإخوان المسلمين لنفي الأمر من أساسه؛ مؤكدين استمرارهم في الثورة حتى تحقيق مطالب الثائرين في الشارع المصري، والتي تتلخص في: القصاص من قتلة الشهداء، وعودة الشرعية المنتخبة، ومحاكمة الانقلابيين؛ بحسب بيانات الجماعة.
وكان الدكتور عمرو دراج، وزير التعاون الدولي السابق ورئيس لجنة العلاقات الخارجية لحزب الحرية والعدالة، قد كذّب جميع ما ينشر في الصحف المصرية عن المصالحة؛ مؤكدًا أن الجماعة لم تتلقَّ أي مبادرات منذ فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.
وقال “دراج”: إنه ينشر كثيراً أخبار عن عروض ومبادرات ومفاوضات تجرى بين النظام وبين قياديين في جماعة الإخوان، أو التحالف الوطني لدعم الشرعية، تتضمن: إفراجًا عن قيادات للجماعة، أو تشكيل للحكومة؛ وكأنها حقائق لا تقبل الشك؛ لكن هذا غير حقيقي.
وقال: “إنه لا يملك أي شخص تفويضًا في التفاوض، ولن يفرط أحد في مطالبنا”.
وأشار إلى أن معدل ظهور هذه النوعية من الأخبار لم يتوقف منذ مجزرة فض اعتصام رابعة؛ موضحًا أنها تنسب لمصادر مجهولة في كل مرة بصيغ مختلفة، وهي تظهر بمعدل شهري تقريباً.
واتهم “دراج” السلطات المصرية بالوقوف وراء نشر مثل هذه الأخبار لإحداث فتنة بين قيادة الثورة وبين القاعدة الشعبية لها، من ناحية وبين القوى الثورية بعضها البعض، والزعم بأن تحالف دعم الشرعية يجري صفقات سرية ويبيع من خلالها الآخرين من جهة أخرى.
وتابع في سرد أهداف النظام من نشر هذه الأخبار، قائلاً: “وكذلك لإيصال رسالة لجهات خارجية تفيد بأن أنصار الشرعية لا يعجبهم العجب، وأنهم صداميون، وأن السلطات تطرح عليهم حلولاً وهم يرفضونه”.