جاءت مذكرة مقترح رئيس البعثة الأممية في ليبيا ليوناردو ليون، مخيبة لأمال ثوار ليبيا، الذين أكدوا رفضهم لها، وأعلنوا عدم قبول أي بند فيها، خاصة لأنها توصي بقبول ميليشيات حفتر، تحت “مسمى الجيش الليبي” ومددت الولاية لبرلمان طبرق المنحل، كما وصف قوات “فجر ليبيا” بأنها تشكيلات عسكرية”.
وأكد صلاح البكوش، عضو وفد الحوار عن المؤتمر الليبي، أن مذكرة مقترح رئيس البعثة الأممية برنادينو ليون، تدعم البرلمان المنحل وضد أهداف ثورة 17 فبراير والشعب الليبي”.
وقال البكوش في تصريح لشبكة “رصد”: “أن المؤتمر الوطني كان يرغب في وقف حمام الدم، وإعادة توحيد الصف للشعب الليبي، ولكن في المقابل نواجه دعم دولي للثورة المضادة”.
وأشار إلى أن مذكرة المبعوث، مددت الولاية لبرلمان طبرق المنحل، وأكدت على اعتبار المليشيات بأنها الجيش الليبي، بينما وصفت قوات فجر ليبيا بـ”التشكيلات العسكرية”، مؤكدًا أن ذلك الأمر لن يقبل به ثوار ليبيا.
من جانبه أكد محمد عيسى المحلل السياسي الليبي، أن ليون أكد علنيا بتلك المذكرة الفاسدة دعمه للانقلاب العسكري، ودعم برلمان طبرق المنحل”.
وقال عيسى في تصريح لـ”رصد”: “أن “ليون” بدأ مؤامرته، بدعم واضح للانقلاب، ولكن الثوار قبلوا بالحوار حتى يظهروا أمام العالم أنهم ليسوا دعاة حرب، وغض الطرف تماما عن إرهاب حفتر وعصابة طبرق بحسب وصفه.
وعين ليون رئيسا لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، خلفا لطارق متري، ويقود ليون جهودا للحوار بين نواب المؤتمر الوطني العام والنواب المجتمعين بمدينة طبرق، في محاولة لحل الأزمة السياسية والأمنية بالبلاد، الأمر الذي لم يتطور لحلول سلمية حتى الآن، ويستمر الصراع بين الطرفين.
وكان ليون صرح بأن مناطق درنة “التي يسيطر عليها الثوار” تحتضن مقاتلين ينتمون إلى داعش والقاعدة، وهم أسباب عرقلة الحوار في ليبيا، بينما لم يتحدث عن القوات التي يقودها حفتر وتشن هجمات على المناطق التي يسيطر عليها المؤتمر الوطني النبثق عن ثورة 17 فبراير.
وعلى الصعيد الميداني، تناقلت وسائل إعلام محلية أمس الأحد، أنباء عن التوصل إلى اتفاق بين قوات ما يسمى جيش القبائل، المساندة لقوات مدينة الزنتان (جنوب غرب طرابلس)، الداعمة للبرلمان المنحل في طبرق (شرق) وبين قوات لواء “الحلبوص”، المساندة للحكومة المنبثقة عن المؤتمر في طرابلس.
وفي بيان صحفي، أشاد لواء “المحجوب” في مدينة مصراتة شرق طرابلس بوقف إطلاق النار، منذ صباح أمس الأحد، في منطقتي العزيزية، وورشفانة بطرابلس بعد حوالي ثلاثة أسابيع من الاشتباكات المتقطعة.
وفي وسط البلاد، ارتفعت خلال الأيام الماضية وتيرة المواجهات المسلحة بين قوات الكتيبة 166 -التابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي، المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام- ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية المتحصنين داخل مدينة سرت.
وبدأت الأزمة في ليبيا بعد ثورة 17 فبراير 2011 م – وأبرز سماتها وجود جماعات مسلحة عديدة لا تسيطر عليها الحكومة.
ومن الناحية السياسة، كانت الخلافات بين أكبر حزبين بالمؤتمر الوطني العام – تحالف القوى الوطنية والعدالة والبناء – حول مستقبل العملية الانتقالية، من أهل أسباب الصراع الحالي.
أما على الأرض، فإن الأزمة الحالية بدأت فعليا حين أعلن خليفة حفتر عن بدء عملية الكرامة” ضد قوات “فجر ليبيا” المنبثقة عن المؤتمر الوطني.