قرابة الـ 190 يوما ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، يشهد اشتباكات عنيفة بين مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” وفصائل المعارضة وقوات النظام السوري وكتائب “أكناف بيت المقدس” التي تدافع عن المخيم، الأمر الذي ضاعف معاناة المدنيين المحاصرين وسط مخيم يفتقد لأبسط الحاجيات اليومية.
وعقد في العاصمة السورية أمس الأربعاء دمشق الملتقى الشعبي الفلسطيني تحت عنوان “مخيماتنا بوابة عودتنا”، لدعم المقاتلين الفلسطينين في حربهم ضد “داعش” وطرد الجماعات المسلحة على رأسها كتائب “أكناف بيت المقدس”.
من جانبه أكد محمد المقدسي، أحد المقيمين في مخيم اليرموك، أن النظام السوري لا يزال يحاصر المخيم بقصفه بالبراميل المتفجرة، ومنع وصول المساعدات الإغاثية، سواء كانت دواء أو مياه أو غذاء.
وأشار المقدسي في تصريح لـ”رصد”، ألى أنه بعد دخول “داعش” مخيم اليرموك، هربت منه نحو 500 أسرة، وتوزع أفرادها في أحياء مجاورة للمخيم خاضعة لسيطرة قوات النظام السوري، مؤكدًا أن النظام السوري و داعش وجبهة النصرة والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تعد بمثابة قوات مشتركة للقضاء على اليرموك.
واستعان النظام السوري بـ”الكتائب الناعمة” وهي قوات أقرب إلى المليشيات تنشط في مخيمات الفلسطينيين في لبنان، وكان دورها يقتصر على تأمين المخيمات الفلسطينية كمخيم عين الحلوة ومخيم المية ومخيمات صيدا وغيرها، وهي تتكون من “كتائب الشهيد جهاد أحمد جبريل” و”وحدات المهام والعمليات الخاصة”.
وكان قد تم تجهيز هذه المليشيات الفلسطينية من قبل قادة عسكريين في قوات النظام السوري، وتم نشرها على محاور قتالية في جبهتي التضامن ومخيم اليرموك تمهيدا لعمليات اقتحام المخيم.
واعتبر المراقبون الدوليون أن ما حدث في مخيم اليرموك هو رد فعل طبيعي على حصار المخيم الذي أكمل شهره الثالث من قبل جيش النظام ومقاتلي الجبهة الشعبية، نافيًا أي صجة أخبار بمواجهة الجبهة الشعبية لتنظيم “داعش”.
وتشترط الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “القيادة العامة” على المجتمع الدولي خروج كل المسلحين من الجماعات المسلحة المختلفة خاصة لمجموعات العسكرية التابعة لبعض الفصائل الفلسطينية كمجموعة (أكناف بيت المقدس)، و(العهدة العمرية)، وعلى أن يكون الانسحاب والخروج جديا، في إطار خطة لتمكين القوات السورية النظامية من اقتحام المخيم.
وأكد أحمد المجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لـ”منظمة التحرير الفلسطينية”، أن وفداً من المنظمة سيصل سوريا يوم الإثنين المقبل، لمواصلة جهود إنقاذ اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك، مشيراً إلى أن “الحل العسكري أصبح قائماً”.
وسيغادر المجدلاني ضمن وفد يضم زكريا الآغا، وصالح رأفت، فيما سينضم لهم في دمشق ماهر الطاهر، من “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، وفهد سلمان من “الجبهة الديمقراطية”، حيث تم انتداب الأخير من قبل عضو اللجنة التنفيذية لـ”منظمة التحرير” وعضو المكتب السياسي لـ”الجبهة الديمقراطية”، تيسير خالد.