لم تكن دعوة الصحفي شريف الشوباشي بخلع الحجاب هي الأولي من نوعها في مصر، حيث سبقت هذه الدعوة العديد من الدعوات المماثلة، ومنها دعوات من أشخاص في الحكم، مثل وزير الثقافة السابق فاروق حسني، وقت حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، حيث وصف الحجاب بـ”التخلف والرجوع للوراء”.
ولكن الجديد في دعوات اليوم، هو ربط الحجاب بالإخوان، حيث يتم اتهام الجماعة بترويج فكرة الحجاب، وأن الحجاب دخيلة من الإخوان على المجتمع.
مليونية خلع الحجاب
أطلق الكاتب الصحفي شريف الشوباشي، دعوة إلى تنظيم مظاهرة بميدان التحرير تخلع خلالها الفتيات الحجاب، في حضور الرجال لحماية الفتيات.
وكتب “الشوباشي”، في تدوينة له عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، موضحًا فكرته: “أقترح الآتى: أن تقوم مجموعة من الفتيات بخلع الحجاب خلال تظاهرة عامة بميدان التحرير فى يوم بالأسبوع الأول من شهر مايو المقبل، على أن يحيط بهم مجموعة من الرجال لحمايتهم، وسأكون أول هؤلاء الرجال.. وطبعًا تخطر مديرية أمن القاهرة بذلك لتوفير الحماية.. أرجو التواصل هاتفيًا بسرعة لبحث تنفيذ هذه الفكرة التى سيكون لها أثر لا يقل عما فعلته هدى شعراوى عام ١٩٢٣”.
وتمادى “الشوباشي” في هجومه على الحجاب؛ حيث قال في برنامج “البيت بيتك” على قناة “ten” الفضائية، إن “99% من عاهرات مصر محجبات”، مشيرًا إلى أن الحجاب شعار التطرف في ظل صعود التيار الإسلامي”.
وأضاف “الشوباشي” خلال الحوار، أول أمس الثلاثاء، أن الجماعات الإرهابية وراء الأيديولوجية والفكر الإسلامي المتطرف الذي يبتعد كل البعد عن الإسلام، وأن المعركة الحقيقية مع تلك الجماعات لا بد أن تكون ثقافية وفكرية واجتماعية.
صفعة للإخوان
دعوة “الشوباشي” وجدت ترحيبًا كبيرًا من الشخصيات النسائية العلمانية في مصر؛ حيث أعلنت الدكتورة هدى بدران، رئيس الاتحاد العام لنساء مصر، تأييدها لدعوة خلع الحجاب في ميدان التحرير، ووصفتها بأنها صحوة سياسية للمرأة المصرية”، و”صفعة” على وجه “الإخوان” والدعوات السلفية.
وقالت “بدران”، في تصريحات صحفية، إن “جماعات الإسلام السياسي تحاول تغيير مفاهيم الهوية الثقافية للمجتمع المصري، كي يتلاءم مع حلم دولة الخلافة، الذي بدأوه بفرض الحجاب على المرأة المصرية”، مرجعة انتشار الحجاب إلى ارتفاع نسبة الأمية بين صفوف النساء، بحسب وصفها، مضيفة أن بعض الفتيات خلعن الحجاب قبل دعوة الشوباشي، كي يثبتوا أنهن لسن “إخوان”.
الإسلام السياسي وراء أكذوبة حرية الحجاب
ولم تكن هذه الدعوات الأولى من نوعها؛ حيث سبقها هجوم فريدة الشوباشي، الإعلامية المعروفة ورئيسة جمعية “حقوق المواطن” وشقيقة شريف الشوباشي، على المدافعين عن الحجاب؛ حيث عبرت عن استيائها مما يجرى فى مصر وخاصة التدين الشكلي الذي صار يقيّد العقل، ويعود بنا إلى سنوات الظلام، على حد وصفها.
وأضافت “الشوباشي”، في لقاء لها على قناة “أون تي في” الفضائية، أن هناك أكذوبة واضحة تنادى بأن الحجاب “حرية شخصية” وأصحاب هذه الأكذوبة هم تيار سياسي له فهم خاطئ للدين ويريدون تشويه المرأة والمجتمع.
يوم عالمي لخلع الحجاب
كما دعا رئيس حزب “مصر العلمانية” تحت التأسيس، أنور محمد، بعد الانقلاب العسكري يوم 3 يوليو 2013، إلى تنظيم ما سماه اليوم العالمي لخلع الحجاب، لكن حزبه تراجع عن الفعالية بحجة أن حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد لا تسمح بهذه المظاهرة.
أما الكاتبة نوال السعداوي، فقد شاركت في موجات الهجوم على الحجاب بقولها: إنها لا تجد مبررًا مقنعًا لارتداء المرأة الحجاب، معتبرة أنه ضد الأخلاق.
وأضافت “السعداوي”، خلال ندوة ثقافية لمناقشة كتابها “المرأة والجنس”، أن “من أهم مبررات الحجاب أن الرجل عينة شهوانية، وفي هذه الحالة علينا اقتلاع عين الرجل لا تغطية المرأة، لماذا لا يرتدي الرجال أيضًا حجابًا إذا اشتهتهم النساء؟”.
وزير الثقافة يهاجم الحجاب
ولم تقتصر هذه الأفكار المتطرفة على هؤلاء المثقفين فقط، بل امتدت لتشمل من تقلدوا أكبر المناصب في هذا المجال؛ حيث هاجم الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الحالي، الحجاب ودافع بقوة عن الصور العارية، قائلا: “إنه حتى أوائل السبعينيات كان المثقفون يقودون المجتمع المصرى؛ حيث لم يظهر في جامعة القاهرة بأكملها ما يسمى بالحجاب أو النقاب خلال تلك الفترة”.
وقال الوزير: “إن مشاهدة اللوحات العارية مسألة تتوقف على التربية الفنية، بدليل أن العالم المتقدم والعربي يوجد به اللوحات الفنية العارية، والمجلات المصرية – حتى وقت قريب – كانت تنشر صورًا عارية”.