شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

خبراء لـ”رصد”: الإخوان وليبيا سبب توتر العلاقات مع المغرب العربي

خبراء لـ”رصد”: الإخوان وليبيا سبب  توتر العلاقات مع المغرب العربي
تشهد العلاقات بين مصر ودول المغرب العربي توترًا ملحوظًا بعد تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسًا حيث تشهد العلاقات تذبذبًا حيث كشفت مصادر سياسية مصرية عن وجود "توتر صامت" بين مصر والدول المغاربية

تشهد العلاقات بين مصر ودول المغرب العربي توترًا ملحوظًا بعد انقلاب عبد الفتاح السيسي على الرئيس محمد مرسي، حيث تشهد العلاقات تذبذبًا متفاوتًا، بعدما كشفت مصادر سياسية مصرية عن وجود “توتر صامت” بين مصر والدول المغاربية وفي مقدمتها الجزائر؛ بسبب ما قالت عنه المصادر إنها “ملفات عالقة سببها استمرار التعامل مع رموز الإخوان والموالين لهم، إلى جانب الإشكال الحاصل حول أمانة الجامعة العربية، ثم العلاقة مع إيران” بحسب ما قالت صحيفة الشروق المصرية.

الاختلاف حول الملف الليبي

وقالت الصحيفة: إنّ مصادر سياسية ودبلوماسية مصرية أفادت بوجود “تباعد وجهات النظر بين مصر ودول شمال إفريقيا حول الملف الليبي، وهو ما أصاب العلاقات بين الجانبين بقدر من التوتر الذي يحرص المسؤولون على إخفائه، أو التقليل من أهميته”.

ويأتي ذلك بعد اجتماع، يوم الأربعاء الماضي، في العاصمة الإيطالية روما، جمع وزير الخارجية المصري سامح شكري بالوزير المنتدب للشؤون الإفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل، ووزير الشؤون الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني، تم خلاله بحث الملف الليبي.

وأكد دبلوماسي جزائري في تصريح لصحيفة “الخبر” الجزائرية، وجود فتور في العلاقات الجزائرية مع مصر برغم الجهود التي بذلتها الجزائر من أجل إعادة مصر إلى حضن الاتحاد الإفريقي، الذي كان يعتبر أن الإطاحة بالرئيس السابق، محمد مرسي، انقلابًا يمنعه من التعامل مع منفذيه؛ بسبب فقدانهم للشرعية الدستورية.، حيث جاء ذلك بعد زيارة السيسي إلى الجزائر في يونيو 2014 بعد أن أصبح رئيسًا لمصر.

الإخوان سبب فتور العلاقات

وقال نفس المصدر متحدثًا عن الإشارة إلى هذا الفتور من طرف المصريين: “ليست المرة الأولى التي تتحدث القاهرة بصراحة عن فتور في العلاقات مع الجزائر؛ بل إنّ كل المسؤولين المصريين يعربون عن قلقهم من استمرار التعامل، أو السماح به، مع شخصيات إخوانية، حتى وإن كانوا غير مصريين، على غرار إخوان ليبيا الذين تستقبلهم الجزائر في إطار وساطتها لحل الأزمة الليبية، وكذلك قادة حركة النهضة التونسية”.

وكان ردّ المسؤولين الجزائريين واضحًا بالقول: “إنّ نشطاء الإسلام السياسي الجزائري ينشطون في الساحة طبقًا للقوانين، وكانوا من المدافعين الأوائل عن الدولة أثناء الأزمة الأمنية في التسعينيات”،مضيفًا: “الإسلاميون شريك سياسي في الحكومة والبرلمان، ومنهم من انتقل إلى المعارضة بعد سنوات من التحالف مع أحزاب الأغلبية الحاكمة”.

وحول الملف الليبي، فقد أوضح مصدر دبلوماسي أنّ القاهرة “تدعم بوضوح الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، الذي يقود حربًا ضد التيار الإسلامي الليبي، بينما تعتمد الجزائر مقاربة سلمية تهدف إلى لمّ الشمل ووقف أعمال العنف والاقتتال، وكان من الأجدر بالقاهرة الانخراط في هذا الطريق بدل دعم طرف على آخر”.

وتعتمد القاهرة وساطة تقوم بها شخصيات مصرية لها وزن سياسي، وأخرى لها وزن مالي كبير (في إشارة إلى الإمارات والكويت والسعودية)، لتهدئة التوتر الذي تزايدت حدته خلال الشهور الماضية مع الجزائر.

وتتحفظ الجزائر علي الإفراط في السعي المصري للتأثير على الأوضاع في ليبيا بما يتوافق مع الرغبة في تصفية الإسلاميين الإخوانيين، مؤكدة أنّ التوتر مع الجزائر والمغرب يشمل أيضًا ما أصبح تنافسًا تقليديًا على مناصب في منظمات إقليمية ودولية، وفي مقدمة ذلك منصب الأمين العام القادم للجامعة العربية، من خلال العمل على تحديد عدد دورات الأمين العام للجامعة باثنتين، وهو ما يعني تبني خيار الانتخاب وليس التزكية كما هو معمول به حاليًا.

تأخر تسليم الغاز

وأشارت صحيفة الخبر إلى أن “تأخر تسليم الجزائر شحنات جديدة من الغاز إلى مصر، قد يكون أحد أسباب التوتر، مقابل تفهم الجزائر للظروف التي تمر بها مصر جراء الاعتداءات الإرهابية التي تستهدف قوات الأمن والجيش، رغم التقارب المصري المغربي على حساب مصالح القاهرة مع الجزائر”.

ومن جانبه قال كامل عبد الله الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، والمتخصص في الشأن الليبي، أن العلاقات المصرية المغربية تتأرجح وليست ثابتة فتشهد توافقات أحيانًا وتوترات في أوقات أخري، مشيرًا إلي أن المرحلة الحالية تشهد توترات وأن الخلاف الرئيسي سببه الوضع في ليبيا.

وأضاف “كامل” في تصريح خاص لـ”رصد”، أن الوضع في ليبيا معقد وأن كل طرف ينظر لمصالحته، مشيرًا إلي أنه خلال الاجتماعات الخمسة بشأن ليبيا، أنبثقت منهم لجنتين سياسية وأمنية، مصر تولت اللجنة السياسية، فيما تولت الجزائر اللجنة الأمنية، ولكن ما حدث أن الجزائر هي من تقوم حاليًا بالدور السياسي ومصر تقوم بالدور الأمني.

اختلاف في قراءة المشهد 

وأوضح “كامل” أن هناك اختلافا كبيرا في قراءة المشهد، فالصراع في اليبيا ليس صراعا بين إسلاميين وعلمانيين بقدر ما هو صراعًا قبليًا، فالمجلس الذي تعترف به مصر لديه شعبية في المنطقة الشرقية أكثر من الغربية، والأخر شعبيته أكبر في المنطقة الغربية، والجنوب مهمش، وفي المقابل تخشي الجزائر المناطق الحدودية لأنها جبلية عكس مصر، فالوضع في ليبيا معقدًا وهو سبب توتر العلاقات بيت مصر ودول المغرب العربي.

مصر تتقارب للجزائر مقابل الغاز

وقال الكاتب الصحفي أبوبكر أبو المجد المتخصص في الشأن المغربي، أنه منذ بدايات حكم السيسي تمت المفاضلة بين الجزائر والمغرب في أيهما أكثر قوة ونفعًا للنظام الحالي.

وأضاف “بكر”، في تصريح خاص لـ”رصد”، أن الانقلاب اختار التحالف والتقارب مع الجزائر لأنها دولة قريبة وغنية بالغاز والنفط ومصر في حاجة ماسة إلى الغاز والنفط.

وتابع: أن الانقلاب تقرب من الجزائر وتعددت الزيارات والتماهي مع المصالح الجزائرية ولو باستفزاز المغرب، وظهر ذلك في فيديو شهير تم نشره على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي أظهر ضابطًا يرتدي زي القوات المسلحة ويتحدث إلى عناصر من جبهة البوليساريو الداعية لانفصال الصحراء عن المغرب، وهو يتحدث إليهم ويوجههم عسكريًا بلهجة مصرية واضحة.

وأشار إلى أنه بعد هذا الفيديو مباشرة تناولت إحدى القنوات المغربية الرسمية وصف النظام القائم في مصر بـ”الانقلابي”، مما استدعى تحركًا سريعًا من مصر، وتوجه إلى المغرب مباشرة وزير الخارجية المصري، أملًا في توضيح الموقف المصري؛ لكن على ما بدا أن الأمور لا زالت معقدة وبعيدة تماما، وأن نارًا تحت الرماد بين الجانبين.

وأوضح “بكر”، أنه يظهر ذلك واضحا في وجود المغرب كدولة وحيدة من دول الشمال الإفريقي حليفًا في تحالف عاصفة الحزم، وهذا يدل على قرب النظام المغربي وانتصاره لوجهة نظر الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، والذي يسعى جاهدًا للتقارب مع الإسلاميين في سوريا واليمن وليبيا من أجل حل المشكلات العالقة والتي باتت محل تهديد للأنظمة العربية مجتمعة، فضلًا عن الخليج.

وأشار إلى  أن المتابع لتحركات السعودية خارجيًا ولمسيرة تحالفاتها، يجدها تغرد بعيدًا عن الرؤى المصرية والإماراتية، وتتقارب مع تركيا وباكستان وتعادي روسيا التي يسعى النظام المصري للتحالف معها، مختتمًا بقوله: “فإذا كان هذا هو التوجه السعودي الذي اختار المغرب كحليف وحيد مقرب من شمال افريقيا، فلا أبلغ من ذلك دليل على قناعة المغرب بالسياسة السعودية الجديدة ونهجها”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023