استبعدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن تكون الولايات المتحدة، قد تعلمت من تجربتها في الشرق الأوسط، قائلة: إن “فكرة دعم الحكام المستبدين كوكلاء في المعركة ضد التطرف في الشرق الأوسط ليست جديدة، وأيضًا الفشل الذريع لهذه الاستراتيجية ليس سرًا”.
واستشهدت الصحيفة الأمريكية بدعم الولايات المتحدة لشاه إيران، “الذي وصم المعارضة المعتدلة بالتطرف، فقط ليُطاح به من قبل الحركة الأكثر راديكالية خلال القرن الماضي، كما دعمت الولايات المتحدة الديكتاتور العسكري الباكستاني ضياء الحق، الذي ترأس البلاد في فترة غير مسبوقة من التطرف، ودعمت الولايات المتحدة أيضًا السعوديين والديكتاتورية المصرية الأخف في عهد حسني مبارك، فقط لتكون النتيجة أن قمعهم أنتج تنظيم القاعدة ومنظمي هجمات 11 سبتمبر الإرهابية”.
وأضافت واشنطن بوست أن الشيئ المضحك هو أن السيسي – قائد الانقلاب العسكري – “لم يكن بحاجة إلى الأسلحة، فمصر لديها مخزون كبير، وعلى أي حال توفر الولايات المتحدة المساعدة الحاسمة لمكافحة الإرهاب، فما أراده السيسي هو إشارة تأييد كامل من الولايات المتحدة لتعزيز شرعيته، والآن قدمت إدارة أوباما هذه الهدية على نحو وافٍ، ومقابل ماذا؟ هل الولايات المتحدة بحاجة إلى أن تدفع للسيسي مقابل محاربة الإرهاب؟ هذه حماقة كبرى أخرى للسياسة الخارجية الأمريكية”.
وتابعت الصحيفة: “الفكرة أن عليها تزويد الطغاة بمئات الملايين من الدولارات لحملهم على فعل ما يريدون بالفعل القيام به، فالسيسي سيحارب التطرف بطريقته الخاصة سواء دفعت الولايات المتحدة أم لا. الفرق الوحيد هو تواطؤنا، والآن حينما يقوم “حليفنا” باعتقال الشباب وتعذيبهم، وربما تحويلهم إلى إرهابيين، فإنهم سينظرون إلى هدف أكبر (الولايات المتحدة) ليستهدفوه، ها هي أمريكا تسير مرة أخرى على الدرب القديم ذاته في مصر، إنها عقيدة نيكسون من جديد، تقع فريسة للأوهام القائلة بأن الدكتاتورية تساوي الاستقرار، وأن القمع الوحشي هو الحل للتطرف”.