حذّر الكاتب محمد هاني من التفاؤل المفرط من الأرقام المعلنة بالمؤتمر الاقتصادي، مشيرًا إلى أن هناك فواتير سيتعين على مصر تسديدها، لذلك يبدو التفاؤل برخاء تجلبه وعود الاستثمارات المتواترة من شرم الشيخ سابقا لأوانه، خصوصا أن هناك مؤشرات ترجّح تحميل عموم المصريين كلفة هذه الفواتير.
وقال محمد هاني، خلال مقالة له اليوم (الأحد)، بصحيفة "المصري اليوم" تحت عنوان: "فواتير المؤتمر الاقتصادي"، إن أول هذه المؤشرات يتعلق بنموذج التنمية الاقتصادية الذي تخدمه الاستثمارات الموعودة، وهذا يمكن استشفافه من طبيعة المشاريع المطروحة على المؤتمر، وتلك التي حصلت على الحصة الأكبر من وعود الاستثمارات، فطبقاً لما أعلنته الحكومة، بلغت حصيلة وعود الاستثمارات والاتفاقات في المؤتمر 147 مليار دولار، استحوذت على ثلثيها ثلاثة مشاريع عقارية فقط، هي العاصمة الجديدة (45 مليار دولار) وجنوب مارينا (24 مليار دولار) واحة أكتوبر (20 مليار دولار).
وأضاف: "وبصرف النظر عن جدوى مشروع العاصمة الجديدة الذي أسند بالأمر المباشر إلى شركة أجنبية ولم يطرح على نقاش عام رغم أهميته وتكلفته الكبيرة، لا يحتاج المرء إلى كثير من المعرفة الاقتصادية ليدرك حجم الإضافة التي يقدمها بناء منتجع سياحي آخر في الساحل الشمالي أو "كومباوند" جديد على أطراف القاهرة يضم ملاعب جولف وواحة ترفيهية، بحسب وزير الإسكان!".
وأوضح في مقالته أن السياسات المعلنة في المؤتمر، والقوانين التي سبقت انعقاده، تأتي امتدادا لمشروع الليبرالية الجديدة الذي أطلقه جمال مبارك وفريقه، وهذا النموذج الذي يركز على أرقام النمو دون غيرها لا يخدم سوى قلة قليلة.
