تجددت أزمة نقض الوقود بعدة محافظات، والتي ما لم تلبث أن تنتهي ليومين، لتعاود الظهور مرة أخرى بصورة ملحوظة، ما أثار استياء وغضب المواطنين، إذ أنها تؤثر سلبًا على جميع فئات المجتمع، وسط تجاهل من حكومة لم تضع حلا لتلك الأزمة، فضلا عن التصريحات التي تؤكد رفع الدعم عن المواد البترولية في فترة قريبة جدا، ليكون المتضرر الوحيد هو المواطن البسيط.
الأقصر
شهدت محطات الوقود بمدينة إسنا جنوب محافظة الاقصر، أمس واليوم، زحامًا للسيارات والجرارات التي وقفت في طوابير للحصول على حاجتها من السولار والبنزين بسبب نقص الكميات الواردة إلى المحافظة.
ووقعت بعض المشاجرات بين قائدي السيارات والسائقين، في ظل حرارة الجو وطول الانتظار والتسابق للحصول على البنزين والسولار، وسط غياب تام من أجهزة الرقابة في المحافظة، وأغلقت غالبية المحطات أبوابها، بسبب عدم وصول حصص البنزين في المواعيد المحددة، وتوقفت سيارات الأجرة عن العمل.
وأبدى حساني عطية – سائق على إحدى الجرارات – استياءه من عدم اهتمام المسئولين داخل المحافظة بتوفير الكميات المناسبة لهم فى ظل انعدام تام للبنزين فى جميع محطات البنزين، معربا عن سخطه للمؤتمر المزمع انعقاده اليوم بشرم الشيخ الذي كلف الدولة أكثر من 125 مليون لا ناقة للمواطنين لهم فيه ولاجمل، وكان الأولى أن يتم صرف هذه المبالغ الطائلة على المواطنين وتلبية احتيجاتهم اليومية بدلا من التسول للدول- حسب قوله.
وقال عبدالعاطى على "انا واقف فى الطابور من 4 ساعات وبشترى الوقود بسعر الضعف، لما أقف 4 ساعات علشان البنزين هشتغل امتى؟ وهجيب منين؟ وهصرف على أسرتي منين؟".
بني سويف
فيما شهدت محافظة بني سويف أزمة طاحنة في الوقود والبنزين بمراكزها السبع وقراها، حيث تزدحم يوميا محطات البنزين، وسط تأثر حركة المرور بشكل كبير وخاصة في الأماكن القريبة من المحطات سواء بالطرق الداخلية أو السريعة، نظرًا لامتداد الطوابير الطويلة أمام محطات الوقود بجميع مراكز المحافظة، ما يتسبب في وقوع مشاجرات وضجر كبير بين السائقين وأصحاب السيارات.
وصرح أحد مفتشى التموين- لـ"رصد"- قائلا "احنا عندنا فى بنى سويف نقص كميات كبيرة تصل لـ70 % من المعدل الطبيعى لينا فى المحافظة وبنحاول نحل الأزمة قريبا".
يقول سيد راضي، مواطن، "غلولنا البنزين والسولار أول مرة وسكتنا لإننا مش عارفين نعمل ايه، وقالولنا هنوفرهالكم خالص ومش هيكون فيه أزمة، دلوقتى مش عارف مش لاقين ولا بنزين ولا سولار وقاعدين في البيت والحكومة ساكتة".
وأضاف خالد أيمن "مش لاقى ولا بنزين ولا جاز، وعربيتى عطلانة، وقاعد فى البيت ومفيش فلوس، ومش عارف اعمل ايه".
وأبدى عبدالمنعم ممدوح – أحد السائقين – استيائه قائلا "مفيش فلوس وعيشة بقت وحشة، وقعدين ومش شغالين، ونروح نجيب بنزين مش لاقين وفى السوق السودا اللتر بيقف ب5 جنيه، طيب أنا اجيب منين، ولو اشتريت مفيش أدامى حل غير إنى أغلي على المواطنين الأجرة".
وأضاف محمد عيد، سائق ميكروباص، "أنا بضيع معظم وقتي واقف علشان اجيب بنزين ومش بعرف اجيبه ولو جبته مش بيدينى الكمية كلها وبتخلص على طول، حياتنا بقت ضايعة لإننا مش عارفين نجيب مصاريف بيتنا أساسا".
وأوضح أحد أصحاب المحطات بمركز ناصر، قائلا "الأزمة مش من عندنا، احنا مش بيوصلنا الكميات كاملة، وشكينا أكتر من مرة وبيقلولنا هنبعت ومش بيوصل حاجة"، فيما حذر شعبان عبد العال، مدير تموين بنى سويف، من أن احتياطى المحافظة من المحروقات أوشك على النفاد، موضحا أن التأخر في إرسال حصص السولار والبنزين الخاصة بالمحافظة رفع نسبة العجز إلى 70% في الكميات المخصصة.
بورسعيد
وتسببت ازمة نقص توفر الغاز الطبيعي ببورسعيد، أمس الخميس، بتكدس العشرات من أصحاب سيارات الأجرة، أمام محطات الوقود المختلفة بمحافظة بورسعيد وسط حالة من السخط بين السائقين.
وشهدت شوارع المحافظة اضطراباً مرورياً، أمام محطات الوقود المختلفة، بسبب تكدس سيارات الأجرة أمام محطات الوقود المختلفة في محاولة للحصول علي حصتهم من الغاز.
يقول السيد المحمدي، سائق، "إن الأزمة ضربت محافظة بورسعيد من يومين، وحرام العطله اللي احنا فيها دي، الإعلام بيضحك علينا وبيقول السولار والغاز متوفر .. طب فين"، فيما رجح محسن علي، سائق، أن سبب ازمة الغاز الطبيعي بالمحافظة، هو تعطل محطتين للغاز الطبيعي الموجوده بمنطقة قبضايا والصفا، منذ يومين بحجه الصيانة، متهما المسئولين بصنع تلك الأزمات، بإهمالهم محطات الوقود وعدم الانتهاء من صيانتها منذ أيام.
الغربية
شهدت مدينة المحلة الكبرى منذ بداية هذا الأسبوع أزمة جديدة بسبب نقص السولار من محطات الوقود، والتي كان المشهد بها ما بين ازدحام شديد وطوابير طويلة ومشاجرات على أولوية الوقوف والحصول على وقود، أو محطات فارغة خاوية ولا يوجد بها وقود.
ومن المعلوم أن السولار يستخدم في نوعين من السيارات، إما سيارات النقل وإما سيارات الأجرة، وبالتالي نقص السولار، وانعكس ذلك سلبا على أصحاب السيارات والمواطنين بسبب تعطل مصالحهم، كما أنا الزحام الشديد على المحطات سبب اختناقا مروريا شديدا أثر أيضا على مصالح المواطنين.
يقول مصطفى.أ – سائق تاكسي – "نقص السولار يؤدي إلى أزمة مادية بالنسبة لنا، فالحركة قليلة، ونقص السولار يؤدي بنا للوقوف في المحطات فترات كبيرة وبالتالي يؤثر على دخلنا، وهذا لا يتماشى مع غلو المعيشة التي نعيشها في هذه الأيام".
ويقول سالم عبد الوهاب، سائق ميكروباص، "مفيش جاز ، بنتعطل كل يوم وبنقف بالساعات علشان ناخد شوية جاز يمشونا، وكمان مش بيرضوا يملوا التانك، والتفويلة مش بتكفي اليوم فنضطر نقف تاني ونتعطل تاني والحكومة مش سائلة فينا والبشوات قاعدين حاطين رجل على رجل ومش معبرينا".