فاطمة، فتاة مصرية تبلغ من العمر 18 عاما تعرضت للاغتصاب على أيدي ضباط في مركز شرطة المرج، وتجرأت الفتاة أن تروي ما حدث لها على قناة الشرق الفضائية مع هيثم أبوخليل – مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان، في برنامج "حقنا كلنا" – وهو ما لفت انتباه عدد من وسائل الإعلام الغربية، التي ذكر بعضها أن الانقلاب يستخدم الاغتصاب لكسر عزيمة الثوار، ويرجح استمرارية هذه الوقائع طالما استمر إفلات الجناة من العقاب.
وقال موقع "ميدل إيست مونيتور" "إن اغتصاب فاطمة جريمة جديدة يرتكبها مسؤولون أمنيون في مصر"، مشيرا إلى "أن واقعة اغتصابها أثارت غضب الكثير على شبكات التواصل الاجتماعي"، ونقل الموقع تفاعلات عدد من الجمهور، حيث قالت أسماء الغزالي: "هل يمكن لأحد أن يلوم شقيق فاطمة إذا قتل الضابط الذي اغتصب أخته؟"، بينما قالت فريدة محمد: "في السجون المصرية ومراكز الشرطة تتعرض النساء والأطفال وحتى الرجال للاغتصاب؛ لنضع في اعتبارنا أن كرامة المواطن المصري خط أحمر"، وقال ثالث: "تعرضت فاطمة للاغتصاب من قبل كلاب الداخلية لأنها خرجت تدافع عن حريتها".
وفي موقع "ميدل إيست أي"، كتبت "ماري أتكينسون": "أن حادثة اغتصاب فاطمة تؤكد ما يقوله نشطاء حقوق أن القائمين على تنفيذ القانون يسمح لهم بارتكاب الجرائم دون عقاب"، مشيرا إلى "أن أكثر من 900 امرأة اعتقلن على مدى الأشهر الأربعة الماضية وفقا "للتحالف الوطني للشرعية" ومنهم 57 لا يزالون قابعين في السجون"، وذكر الموقع "أن نشطار المعارضة تناولوا القضية بإلقاء اللوم مباشرة على عبد الفتاح السيسي"، ونقلت عن دينا الطحاوي – عضو سابق في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية – "السجون المصرية تعتبر صورة مصغرة من المجتمع الأوسع، مؤكدة أن الشرطة غالبا ما تستخدم القوة وتفلت من العقاب".
وهذه ليست المرة الأولى التي تتواتر فيها أنباء حول اغتصاب المعتقلات، فقد نشرت "مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريرا الشهر الماضي وصف الشرطة المصرية بأنهم "مثيرو الشغب"، مشيرا إلى أن العدالة لا يتم انجازها سريعا في القضايا المتهم فيها أفراد الشرطة من قتل وغيره، حيث أفرج عن اثنين من ضباط الشرطة بعد اعتقالهم لفتاة في حي شبرا في ديسمبر 2014 واغتصابها في الجزء الخلفي من سيارة الترحيل، وافرج عنهم بكفالة بعد فترة وجيزة من الاحتجاز، وهو تناقض صارخ مع قضايا المعتقلين السياسيين والذين يحتجزون لشهور في انتظار المحاكمة".
ونشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا العام الماضي قالت فيه "إن الاغتصاب سلاح الشرطة المصرية ضد جماعات المعارضة"، بينما نقل موقع "موركو ورلد نيوز" المغربي الصادر باللغة الإنجليزية تعليق حركة 6 ابريل على الواقعة حيث قالت "إن اغتصاب فاطمة هو اغتصاب لمصر على يد عصابة في السلطة بقوة السلاح".
أما حسيبة حاج صحراوي – نائبة مدير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية – فكتبت في ذكرى ثورة يناير الماضية مقالا تحت عنوان "ذكرى مريرة للمرأة المصرية"، أشارت فيه إلى شهادات صادمة كشفتها منظمة العفو الدولية لنساء تعرضن للعنف على أيدي رجال الشرطة"، موضحة "أن النساء واجهن العنف الجنسي في سجون ومراكز الشرطة، حيث قالت المحتجات اللاتي اعتقلتهن قوات الأمن لمنظمة العفو الدولية إن رجال الشرطة الذين اعتقلهن ضايقهن وتحسسوا أجسادهن, بينما قالت طالبة للمنظمة "إن شرطة مكافحة الشغب هددوها بالاغتصاب بعد القبض عليها في الحرم الجامعي".