أثار قرار الحكومة السويدية بإلغاء الصفقة العسكرية مع السعودية الكثير من الجدل، حيث اعتبرها البعض “انتصارًا” للبلاد، بينما رد وزير الخارجية السويدي الأسبق، كارل بيلد، بغضب قائلا: “الأمر يضر بمصداقية السويد في عقود الشراكة”.
السويد والسعودية
وألغت الحكومة السويدية أمس الثلاثاء عقد التعاون العسكري المثير للجدل مع السعودية، بعد يوم واحد على الأزمة الدبلوماسية بين السعودية والسويد التي استعلت بعد أن ألغى وزراء الخارجية العرب كلمة مارغو والستروم، وزيرة خارجية السويد.
وكانت والستروم قد وجهت انتقادات علنية للرياض أمام البرلمان السويدي، مهاجمة حكم الجلد الصادر بحق المدون رائف بدوي بجلده ألف جلده، عبر وصفه بأنه حكم من عهد “القرون الوسطى”، إلى جانب مواقفها المعروفة بالنسبة لحقوق المرأة؛ حسب موقع CNNعربية.
بريطانيا ومصر
وقبل صفقة السعودية والسويد، وتعد تلك الصفقة هي الأخيرة في سلسة إلغاء الدول الأوروبية والغربية لصفقات السلاح مع الدول العربية؛ حيث قررت الحكومة البريطانية إلغاء عقود صفقات تصدير سلاح لمصر تم عقدها في أكتوبر من العام قبل الماضي.
ووفقًا لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني؛ فقد بررت الحكومة البريطانية إلغاء العقود لخشيتها من استخدام الحكومة المصرية للسلاح في قمع المتظاهرين؛ خاصة عقب مذبحتي رابعة العدوية والنهضة.
روسيا والعراق
أما العلاقة بين موسكو وبغداد لم تسلم من إلغاء صفقات السلاح بدورها، ففي 2013 تم إلغاء صفقة سلاح بين روسيا والعراق، لكن هذه المرة قامت العراق بإلغاء الصفقة وأبلغت الجانب الروسي بذلك.
وأرجع رئيس الوزراء العراقي آنذاك، نوري المالكي، سبب إلغائه للصفقة بعد نشر معلومات تثبت أن ثمن الصفقة يفوق قيمته الحقيقة ما دفعه لإلغائها وقال “أبلغنا الروس بإلغاء صفقة السلاح نظرل لوجو شبهات بالفساد فيها”.
صفقة عربية برعاية روسية
أما الصفقة الرابعة الملغاة فكانت “عربية-عربية” حيث تراجعت السعودية عن وعودها بتمويل صفقة أسلحة كبيرة قيمتها 3.2 مليار دولار بين مصر وروسيا؛ حسب موقع “عاجل” السعودي.
وكانت الصفقة ستقدم للقاهرة عددًا كبيرًا من طائرات ميغ-29 المقاتلة الروسية لتحل محل الطائرات الأميركية الصنع في سلاح الجو المصري، ولتعويض مصر عن هذه الصفقة أبدت الرياض وأبو ظبي استعدادهما لمنح القاهرة صفقة بقيمة أكبر مع فرنسا، تتكون من 24 طائرة رافال، وفرقاطة فريم متعددة المهام وصواريخ MBDA جو-جو بقيمة إجمالية قدرها 5.5 مليار يورو.
وتعقيبًا على إلغاء الصفقات العربية، قال عمرو بكر، الباحث في الشأن الدولي، إن “الغرب يدرك مدى قوته، ويستخدمها لتحريك العالم العربي على هواه، فتارة يلغيها لما اعتبره تجاوز في حق الناشط السعودي رائف بدوي، وأخرى خشية أن تستخدم الأسلحة ضد حقوق الإنسان”.
وتابع لـ”رصد”: “الغرب في كل الأحوال يسعى لمصلحته، لكن بعض دوله نحترم مواقفها الإنسانية الداعمة لحقوق الإنسان”.