شارك مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسي في مؤتمر الاشتراكيين الديموقراطيين في مدريد، الذي يهدف إلى تحديد موقف مشترك لثلاثة محاور أساسية هي الإرهاب والسياسة الخارجية والعمل.
وخلال المؤتمر قال فالس “إرهاب ليبيا يهدد أوروبا”، مطالبا الدول الأوروبية بالاتحاد ضد الإرهاب وتقديم الدعم الكافي لمحاربته و”إبقائه خارج حدود أوروبا”.
ماذا يريدون من ليبيا؟
في تعليق على ما قاله رئيس الوزراء الفرنسي، نشرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية، تقريرا يوم الثلاثاء الماضي، حول الأحداث في ليبيا، جاء فيه أن “العالم الغربي شاهد الصراع الدائر في ليبيا من بعيد بعد سقوط القذافي، ولكن مع التأكد من وجود تنظيم داعش، يريد الغرب العودة مجددا للصراعات في ليبيا”.
ورأت الصحيفة في الفيديو الذي نشره التنظيم لإعدام نحو 20 مصريا أن الرسالة موجهة في الأساس “للغرب وليس للعرب، حيث هدد زعيم كتيبة الإعدام بأنهم على بعد 500 ميلا من روما”.
وعليه صدر تصريح من الحكومة الإيطالية، بأنهم سيدرسون المشاركة في أي تدخل عسكري إذا تم اتخاذ قرار في ذلك الصدد، لكن ينبغي أن تبذل الجهود الدبلوماسية أولا؛ حسب التقرير المنشور بالصحيفة”.
وإجابة على السؤال قال علي زيدان، رئيس وزراء ليبيا السابق، إن دول الغرب لا تريد الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط، مضيفا في تصريحات هاتفية يوم الأربعاء الماضي، ببرنامج هنا العاصمة على قناة CBC، “هناك دولًا غربية تريد جعل ليبيا مركزا للإرهاب حتى تكون ذريعة للتدخل ونهب ثرواتنا”.
حرب بالوكالة “حتى لا تتكر أحداث مالي”
اتخذت فرنسا قرارا بالحرب على مالي بسبب وجود “إرهابيين” تابعون لتنظيم القاعدة يسعون إلى زعزعة الاستقرار والأمن هناك، لكن موقع الجزيرة نت، نشر تقريرا مطولا حول تلك النقطة جاء فيه “فرنسا تسعى لحماية رؤوس أموالها واستثماراتها في مالي”.
وخلال الاشتباكات التي شهدتتها مالي بين الجيش الفرنسي وجماعة “أنصار الدين” التابعة لتنظيم القاعدة، سقط العشرات، بل المئات من الطرفين، وفقا لما نشره موقع فرانس 24 الفرنسي إبان الحملة.
ويبدو أن فرنسا وإيطاليا يحلمان بزمن الإمبراطوريات والتوسع في إفريقيا كما كان من قبل، وها هم يدفعون برجالهم في حرب عنهم بالوكالة حفاظا على جنودهم؛ ليستمر الوضع على ما هو عليه في ليبيا ويبقى الدخل لهم؛ حسب تقرير نشرته واشنطن بوست بعنوان “هل ما يحدث في ليبيا حرب بالوكالة؟”.
يثبت التاريخ دوما أن الحروب مهما طالت، تنتهي لصالح أصحاب الوطن، أيا كان المحتل، فهل يشن الغرب حربه المباشرة وحرب الوكالة لتبقى ثروات الشرق الأوسط ملك يمينه؟.