تستعد حركة “طلاب ضد الانقلاب” لتدشين موجة ثورية جديدة في جامعات مصر مع بدء الدراسة غدًا السبت.
الموجة الجديدة وكما أعلنت عنها الحركة أطلق عليها اسم “#ثورة_حرم”، ودشنت الحركة من أجلها دعوة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” وهاشتاج، فضلا عن نشر العديد من التصميمات والصور ومقطع مصور يحكي بطولات طلاب مصر ضد ممارسات أمن الانقلاب.
وأكدت الحركة أنها بصدد الإعلان عن استعدادات غير مسبوقة ومفاجآت كبيرة، لاستكمال ما بدأوه من أجل كسر حصار الأمن للجامعات أولا، وكذلك كسر حصار الانقلاب لمصر.
تحدٍ كبير
ومن بين ما جاء في صفحة الحركة على “فيس بوك” ضمن الإعلان عن الموجة الثورية الجديدة: “وعدنا فأوفينا ،كنا لعسكر السيسي بالمرصاد ،، أوجعناهم كما أوجعونا ،، كسرنا حصار داخلية السيسي المفروض على جامعاتنا فولوا هاربين تاركين حطام ملايين العسكر ترابًا بعد حرقها بايدي الطلاب، من جديد، ترقبوا انطلاق موجة جديدة لطلاب ضد الانقلاب نواصل فيها ما بدأناه سويًا، لكسر الانقلاب وتحرير جامعاتنا ومن ثم وطننا الحبيب”.
وبالقدر الذي تسبب فيه الحراك الثوري بالجامعات من مصدر قلق وتوتر كبيرين لسلطات الانقلاب، بقدر ما سيكون لهذا الحراك في تطوره النوعي المتوقع بدءًا من الغد، من تاثيرات كبيرة تزلزل عرش الانقلابيين.
انتهاكات مستمرة
وتحفل الأحداث بالعديد من الوقائع اليومية التي تثبت استمرار ترصد الانقلاب وسلطاته الأمنية والقضائية بطلاب مصر، ولعل آخرها تعرض طلاب جامعة الزقازيق المعتقلين داخل معسكرات الأمن المركزي بالزقازيق إلى التعذيب من قبل قوات أمن الانقلاب وضربهم ضربًا مبرحًا في الأول من فبراير الجاري.
وفي آخر تقاريره كشف المرصد الطلابي، بمؤسسة حرية الفكر والتعبير، عن تصاعد الانتهاكات الأمنية التي يتعرض لها طلاب الجامعات خلال نهاية التيرم الدراسي الأول.
وأكد التقرير ارتكاب عدد من الانتهاكات في حق عدد من طلاب جامعات المنوفية والأزهر والزقازيق والإسكندرية، تمثلت في إحالة عدد من طلاب هذه الجامعات إلى النيابة العسكرية، والاعتداء على فعاليات طلابية داخل الجامعات والقبض على طلاب مشاركين فيها، إضافة إلى عدم تمكين طلاب من أداء امتحاناتهم، سواء بنقلهم إلى جامعاتهم أو توفير لجان خاصة في محبسهم.
فيما استمرت الانتهاكات الإدارية بحق الطلاب في جامعتي الأزهر والمنوفية، حيث عمدت إدارة جامعة الأزهر وفروعها إلى فصل عددٍ كبيرٍ من الطلاب (فُصل بعضهم فصلا نهائيًا من الجامعة) على خلفية نشاطهم الطلابي بالجامعة.
ولفت التقرير إلى إحالة إدارة كلية الحاسبات والمعلومات رئيس اتحاد طلاب الكلية إلى التحقيق، على خلفية تدوينة كتبها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، يعبر فيها عن غضب الطلاب من بعض المشكلات بالكلية، حسب التقرير.
ويعرض تقرير “مرصد أزهري” وقائع 11 حالة قتل كانت داخل الحرم خلال العام الماضي بمجمل 82 حالة قتل خارج إطار القانون بعيدًا عن الحرم الجامعي منذ 3 يوليو 2013.
ورصد التقرير أبرز 13 اقتحامًا للحرم وما ترتب عليه من انتهاكات من مجمل ما لا يقل عن 170 اقتحامًا للحرم بمختلف فروع الجامعة، وصلت الاعتقالات التعسفية إلى 495 طالبًا وطالبة منهم 127 فقط في العام الماضي وارتفع عددهن إلى 192 طالبة منهن 15 طالبة داخل السجون الآن، واعتقال 370 طالب من محيط وداخل الحرم وصل عددهم هذا العام إلى 520 طالبًا من إجمالي 897 معتقلاً من مختلف الأحياء، أما وقائع الفصل التعسفي فقط رصد العام الماضي 176 فصلاً للطلاب و138 للطالبات، بالإضافة إلى 78 حالة فصل هذا العام، كما تم رصد 18 حالة اختفاء قسري، وتعذيبهم، بالإضافة إلى توثيق شهادات العديد من الطلاب والطالبات على تلك الوقائع.
وتشهد جامعة الأزهر منذ بداية العام الدراسي حالات اقتحام متكررة من قوات الشرطة، كان أبرزها ما قامت به الشرطة الأربعاء 20 نوفمبر الماضي حين اقتحمت جامعة الأزهر (فرع البنات) بالقاهرة وقامت باعتقالات عشوائية للطالبات أسفرت عن اعتقال نحو 30 طالبة، اقتادتهن إلى أماكن غير معلومة وأخلى سبيلهن بعدها بـ24 ساعة دون توجية أية تهم إليهن.
الأمر ذاته تكرر الاثنين 17 نوفمبر حين اقتحمت قوات الشرطة أسوار الجامعة وسحلت عددًا من الفتيات، استطاعت كاميرات بعض النشطاء التقاط مقاطع مصورة لإحداهن وهي تُسحَل أمام كلية طب الأسنان بالجامعة على يد قوات الشرطة، وهو المقطع الذي انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي ولاقى استنكارًا واسعًا من قبل النشطاء والمغردين.
الاختطاف والإخفاء القسري
وبحسب حركة حقوقية نسائية معارضة تطلق على نفسها اسم «أميرات الحرية»، فإن طالبات جامعة الأزهر من أكثر الطالبات اللاتي تتعرض للاعتقال والاختطاف والإخفاء القسري على يد قوات الأمن؛ حيث أكدت الحركة أن 127 طالبة من طالبات الأزهر تعرضن للاعتقال والخطف على مدار عام ونصف العام، حسب تقرير للحركة.
وأوضحت الحركة أن 35 طالبة اعتقلن من داخل أسوار الجامعة بعد تعرضهن للضرب والسحل والتحرش، وما زال يقبع منهن داخل الزنازين 13 فتاة يعانين الويلات داخل محبسهن.
وأكدت الحركة أن قوات الشرطة لم تكتفِ بذلك، لكنها شرعت في طريقة عقاب جديدة للطالبات تتمثل في خطفهن وإخفائهن قسرًا عدة أيام دون إعلام أهاليهن بمكان اعتقالهن؛ حيث أكدت الحركة أن 3 طالبات تعرضن للإخفاء القسري منذ بداية العام الحالي، حسب قولها.