شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

المتباكون على عودة نظام مبارك.. “بيدي لا بيد عمرو”

المتباكون على عودة نظام مبارك.. “بيدي لا بيد عمرو”
بعض السياسيين مهدوا الطريق للانقلاب، ورحبوا به أيما ترحيب، وبالتالي عودة نظام مبارك، إلا أنهم بدأوا الآن يطلقون الصرخات التحذيرية من عودة مفسدي الحياة السياسية، خاصة بعد مهرجانات البراءة التي شملتهم جميعا.

أعلن عدد من السياسيين والكتاب المؤيدين للانقلاب العسكري، اعتراضهم على عودة نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك إلى الحياة السياسية في مصر، واستعدادات أبرز رجاله المكثفة لخوض انتخابات مجلس نواب الانقلاب.

ورغم أن هؤلاء السياسيين مهدوا الطريق للانقلاب، ورحبوا به أيما ترحيب، وبالتالي عودة نظام مبارك، إلا أنهم بدأوا الآن يطلقون الصرخات التحذيرية من عودة مفسدي الحياة السياسية، خاصة بعد مهرجانات البراءة التي شملتهم جميعا.

أمر واقع

ولعل الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أبرز من اعترفوا بالانقلاب فور وقوعه باعتباره أمرًا واقعًا، وها هو يقول إن “المناخ السياسي في مصر أصبح أمام أمر واقع، فمبارك وأبنائه مخلى سبيلهم من كل القضايا المتهمين فيها، وأصبح أعوانه من المفسدين للحياة السياسية خارج السجون في حين أن عددًا من رموز ثورة 25 يناير تم الحكم عليهم في عدة قضايا بأحكام صعبة للغاية وبالتالي أصبحوا داخل السجون وبالتالي اختلطت أوراق اللعبة السياسية في مصر ولم يعلم أحد من يحكم مصر أو من يصنع القرار السياسي المصري”.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن “هناك 40% من الشعب المصري لا يجيدون القراءة أو الكتابة، ومن الممكن أن تقع دائرة اختيارهم على نواب منتمين ومحسوبين على نظام مبارك والحزب الوطني البائد”، وفقًا لـ”الشروق”.

وأشار نافعة إلى أن “قانون الانتخابات سيء للغاية؛ لأنه يتيح استخدام المال السياسي والابتزاز والعصبيات وهو ما يجيد استخدامه نواب الحزب الوطني السابقين وهم على دراية كاملة بكل هذه الأمور لخبراتهم المتراكمة داخل الدوائر الانتخابية وعدد مرات ترشحهم في الدورات الانتخابية للبرلمان المصري”.

من جانبه قال الدكتور فريد زهران، نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إن “قانون الانتخابات الحالي الذي سمح بالترشح الفردي إلى جانب القوائم، هو الذي سمح لرموز نظام مبارك بالترشح في الانتخابات”.

وأضاف أن “مناخ إصدار قوانين وأحكام قضائية متناقضة بتبرئة رموز الحزب الوطني على رأسهم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ونجليه وأحمد عز، في مقابل صدور أحكام وصلت للمؤبد على شباب الثورة، يسمح لهم بالعودة، بل جعل النظام الذي أسقطته الثورة يسترد عافيته مرة أخرى”.

ولم يستبعد زهران، أن يفوز أحمد عز في حال ترشحه الفعلي للانتخابات، طالما أن الخط الرسمي في بعض وسائل الإعلام يهاجم ثورة 25 يناير في مقابل إفساح الطريق لرموز النظام الفاسد للتعبير عن مواقفهم ومهاجمة الثورة.

على كل لون

الدكتور وحيد عبدالمجيد يعتبر نموذجًا غير متكرر، فهو الرجل الذي تعاطى مع كل مرحلة بحسب طبيعتها لا وفق مبادئ أو أفكار، فهو من عارض نظام مبارك بشراسة أواخر حكمه، ثم تحالف مع الإخوان بعد الثورة وحتى وصل إلى البرلمان ثم سرعان ما انقلب عليهم، ورحب بما قال إنه “سحب التفويض الشعبي من الرئيس محمد مرسي”.

عبدالمجيد وصف الحديث عن عودة جمال مبارك للحياة السياسية بأنها نوع من “المنخوليا السياسية”، التي انتابت البعض، مؤكدًا أن “جمال” أصبح مثل الأشباح التي حكمت عليهم المحكمة الشعبية المصرية ووضعتهم في مزبلة التاريخ بغض النظر عن حكم براءته.

وأوضح عبد المجيد أن أعضاء الحزب الوطني غير قادرين على إنقاذ جمال مبارك أو الدفع به في الانتخابات الرئاسية القادمة، معللا ذلك بأنه لم يعد هناك شىء يجمعهم، وأن شبكة المصالح تفرقت وأصبحت مختلفة.

كما أعلن تامر القاضى، عضو المكتب السياسى لما يسمي “تكتل القوى الثورية”، عن مبادرة جديدة تحمل اسم “الفرصة الأخيرة”، بعد الاجتماع مع كبار مؤيدي الانقلاب مثل الدكتور عبدالجليل مصطفى، وعمرو موسى، وعدد من شباب الثورة والأحزاب المختلفة، “للوصول إلى تحالف انتخابي جديد بتوافق بين القوى الثورية والأحزاب السياسية، قبل فتح باب الترشح للانتخابات البرلمانية”.

وأوضح علاء عصام، أمين الإعلام بحزب التجمع، أن عبدالجليل مصطفى اعتبر التوحد مستحيلا، مضيفًا أن الاجتماع هدف لإقناع موسى بالنزول على رأس قائمة تحالف انتخابى جديد، يلبي مطالب القوى الثورية، لمواجهة تحالف “في حب مصر” الذي دشنته شخصيات محسوبة على نظام مبارك.

الروائي المتلون

وانضم الروائي علاء الأسواني إلى قائمة المتباكين، عندما توقع أن قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي قرر إعادة نظام مبارك وقيادته إلى الحياة مرة أخرى، وهو الأمر الذي يتضح في أداء العديد من الأجهزة خاصة الأمنية منها.

الأسواني قال لـ”الشروق”: “إذا كان الرئيس السيسي يرغب في البداية أن ينهض بهذا البلد، فلابد أن يعلن قطيعة حقيقة مع نظام مبارك، وتبدأ هذه القطيعة بأن يقول لنا عبر التليفزيون بمنتهى الوضوح والتفصيل كيف يرى نظام مبارك”.

وأعرب عن أسفه الشديد من عودة الوجوه المؤيدة لنظام مبارك خاصة الإعلاميين منهم بقوة إلى المشهد وسط قائد الانقلاب، قائلا: “للأسف الشديد المحسوبين على نظام مبارك، وفلوله يأخذون كل يوم موقعًا أقرب منه، وأولهم الإعلاميون، فمعظمهم غير أنهم شتامون وغير مهنيين ويسيئون لأي نظامٍ في الدنيا ــ مدحوا مبارك وهم صناعة لهذا النظام، الذى يقول عنه السيسي إنه خرب البلد، وأتمنى أن يخرج ويقول على أي أساس خرب البلد”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023