اعتبر صافي الكساسبة، والد الطيار الأردني “معاذ”، وجودت شقيق الطيار، أن إعدام سلطات بلادهما، السجينة العراقية ساجدة الريشاوي، ومواطنها زياد الكربولي لا يكفي ثأرًا، لمقتل معاذ حرقًا على يد تنظيم الدولة، ومطالبًا بالقضاء على التنظيم.
وفي أول رد فعل له على حرق ولده حيًا، طالب “الكساسبة” الأب في تصريحات للتلفزيون المحلي، اليوم ،الأربعاء، الدولة الأردنية، والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد التنظيم في العراق وسوريا، بتوجيه ضربات قاسية للتنظيم حتى انتهائه كليًا.
وقال “الكساسبة” الأب الذي بدا صلبًا، ومتماسكًا: “إنه إذا لم يتم القضاء على هذا التنظيم، فإنه سيقلب المنطقة كلها نتيجة امتداده في الآونة الأخيرة، وانضمام المقاتلين لصفوفه من مختلف دول العالم”.
واعتبر الأب المكلوم “أن إعدام العراقيين ساجدة الريشاوي، وزياد الكربولي لا يكفي، ولا يشكل ثأرًا لمعاذ، “فمعاذ دمه دم الوطن كله، وساجدة والكربولي دخلوا للبلاد للتخريب ويستحقون الموت”، على حد قوله.
وأشاد “الكساسبة” بالأردنيين، قائلاً: “تحياتي لكل الأردنيين أهل معاذ وأنا واحد منهم، وبلسانهم أطالب الحكومة الأردنية بأن تثأر لمعاذ”.
وحذر والد الطيار ممن أسماهم “أصحاب الأجندات الخاصة” و”المغرضين” من ركوب موجة حادثة استشهاد ابنه، قائلاً: “قد يكون من الناس من يريد ركوب الموجة ويسيء ويحملني الإساءة، فأنا بريء مما يقال، لأنه هناك ناطقين من العائلة أنا وعمه محمد فقط، وعدا ما يقال أو يهتف في الشوارع من أصحاب الأجندات الخاصة والمغرضين نحن براء منه”.
من جانبه، قال “جودت” شقيق الطيار معاذ في تصريحات للتلفزيون الرسمي “إن شقيقه رفع رؤوس الأردنيين جميعًا”.
وأضاف “أن تنظيم الدولة جماعة إرهابية متطرفة، ويجب على كل من يقول لا الله إلا الله أن ينهي وجودهم فقد أساؤوا للإسلام وأساؤوا للنبي محمد، خاتم المرسلين”.
ودعا الأردنيين إلى “إقامة صلاة الغائب على روح معاذ، واحتسابه شهيدا عند الله”، مضيفًا: تلقى والدي ووالدتي الخبر وهم يقولون إنا لله وإنا اليه راجعون مثلنا مثل جميع الأردنيين”.
وأكد “أن عائلته تقف مع الأردنيين جميعًا في خندق واحد خلف القيادة الهاشمية للجيش العربي (يقصد الأسرة الملكية الأردنية)، ولن تسمح لأحد أن يمس تراب الأردن”.
وفجر اليوم ،الأربعاء، نفذت السلطات الأردنية، حكم الإعدام شنقًا بحق العراقية ساجدة الريشاوي، ومواطنها زياد الكربولي، بحسب بيان لوزارة الداخلية الأردنية بثته وكالة الأنباء الأردنية.
و”الريشاوي” معتقلة لدى السلطات الأردنية ومحكوم عليها بالإعدام بعد أن فشلت في تفجير نفسها يوم 9 نوفمبر 2005، ضمن سلسلة تفجيرات وقعت بثلاثة فنادق بالعاصمة عمان، خلفت عشرات القتلى، والجرحى في أحداث عرفت باسم “الأربعاء الأسود”.
أما “الكربولي” فهو أحد أبرز مساعدي أبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم القاعدة الأسبق، الذي قُتل على أيدي القوات الأمريكية في العراق العام 2006.
وأظهر تسجيل مصور منسوب لتنظيم الدولة، مساء أمس الثلاثاء، قتل الطيار الأردني، معاذ الكساسبة (27 عامًا)، حرقًا، على يد عناصر بالتنظيم.
ونشرت حسابات لأشخاص يبدو أنهم تابعون لتنظيم الدولة على موقع التدوينات القصيرة “تويتر” بيانًا مدعومًا بصور وتسجيل مصور، تظهر ما يبدو أنه الكساسبة محوطًا بالعشرات من أعضاء تنظيم الدولة مدججين بالسلاح، قبل أن يُدخلوه في قفص حديدي، ويشعلوا فيه النار.
وانتهت الخميس الماضي مهلة حددها تنظيم الدولة موعدًا نهائيًا لإتمام صفقة تبادل المعتقلة العراقية لدى الأردن ساجدة الريشاوي مقابل إطلاق سراح الرهينة الياباني لديه “كينجي غوتو” والحفاظ على حياة “الكساسبة”، قبل أن يقدم التنظيم السبت الماضي على ذبح “غوتو”، بحسب تسجيل مصور.
وكانت عمّان أعلنت موافقتها على إطلاق سراح “الريشاوي” مقابل “الكساسبة”، إلا أنه طالب تنظيم الدولة بأي إثبات على أن الطيار “بخير”.
وأعلن تنظيم الدولة في 24 ديسمبر الماضي، أسر “الكساسبة” بعد إسقاط طائرته الحربية التابعة للتحالف الغربي – العربي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، قرب مدينة الرقة السورية.