من مدير المخابرات الحربية إلي وزير الدفاع إلي قائد لانقلاب عسكري ورئيس مصر بعد الانقلاب.
هكذا تدرج عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكرى، ليصل إلي قمة حكم مصر خلال عامين فقط، وليوجه ضربه قاسمة للثورة المصرية وانتصار كبير للثورة المضادة حيث نجح السيسي في المهمة الموكلة إليه من قبل النظام السابق وأخرج المخلوع مبارك من السجن وأعاد نظامه بشكل كامل.
السيسي عضو المجلس العسكري الذي تواصل مع شباب الثورة بعد خلع مبارك مباشرة ليعلن ولاء الجيش للثورة، وأن الجيش هو من رفض إطلاق النار علي المتظاهرين، وقرر أن يحمي ثورة الشباب.
ولم يكتفي السيسي بالتواصل مع شباب الثورة فقط بل كان هو الوسيط بين المجلس العسكري ومعظم القوي السياسية بما فيهم جماعة الإخوان المسلمين، وحزب النور السلفي.
وحاول السيسي الوقيعة بين شباب الثورة وجماعة الإخوان المسلمين ومن هذه المرات خلال اجتماعه الأول مع شباب الثورة أعلن لهم دعم الجيش المادي والسياسي والإعلامي لهم حتي لا يركب الإخوان علي ثورتهم كما قال محمد عباس عضو ائتلاف شباب الثورة وقتها.
ومع إعلان عبد الفتاح السيسي نيته للترشح لرئاسة الجمهورية، أعلن المخلوع حسني مبارك تأييده لعبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة واصفًا السيسي بابن المؤسسة العسكرية وعقر".
ويرتبط السيسي بعلاقة قوية مع حسني مبارك، حيث قال الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، إن هناك أسرارا اكتنفت لقاءات واجتماعات المجلس العسكري مع قادة الأحزاب السياسية عقب ثور 25 يناير، وكان منها لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي كان مديرًا للمخابرات الحربية آنذاك.
ونقل السعيد عن السيسي عن تفاصيل ما قاله الرئيس المخلوع حسني مبارك لأعضاء المجلس العسكري بعد التنحي؛ وأوضح السعيد في حوار مع العربية نت أنه وجه سؤالا واضحًا ومباشرًا للسيسي عندما كان مديرًا للمخابرات الحربية وعضوًا بالمجلس العسكري الحاكم في البلاد، كان نصه "ما ستفعلون مع مبارك؟"، فأجاب السيسي قائلا: "لقد عرضنا عليه السفر للخارج والإقامة في أي دولة ولكنه رفض.
وقال موقع"walla" الصهيوني تعليقًا على تأجيل النطق بالحكم على المخلوع حسني مبارك، إنه بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي وصعود عبد الفتاح السيسي بدا واضحًا أنَّ النظام القديم يحظى بمعاملة خاصة تتسم بالهوادة في التعامل.
وأضاف الموقع أنَّ مبارك 86 عامًا الذي أطيح به في "انتفاضة" شعبية في 2011 قد حكم عليه في يونيو 2012 بالسجن المؤبد بتهمة قتل متظاهرين، وقد قوبل الحكم آنذاك بفرحة كبيرة في البلاد، لكن وبعد أكثر من عام على الانقلاب على محمد مرسي، وإعلان الإخوان المسلمين جماعة "إرهابية"، فإنه من المشكوك فيه إن كانت نتيجة المحاكمة الجديدة ستكون مماثلة، على حد تعبير "walla".
وأضاف "walla": " عبد الفتاح السيسي الذي وصل لسدة الحكم بدلاً من مرسي، جاء مثل مبارك من صفوف الجيش، وخلال حكمه أعاد الكثير من مظاهر نظام مبارك".
"walla" اعتبر أن هناك الكثير من الأدلة على أن "الرياح في مصر تهب باتجاه النظام العسكري القديم ولصالح مبارك" وضرب على ذلك مثلا بالسماح لمبارك وحبيب العادلي خلال الجلسات الأخيرة من المحاكمة بإلقاء خطابات طويلة نقلت عبر التلفزيون.مضيفًا: "هذه الخطوة كانت بالنسبة للمعارضين القليلين الذين بقوا للنظام القديم إشارة إلى أن مبارك سيتم تبرئة ساحته".
و علق الصحفي البريطاني ريتشارد سبسنسر في مقال بصحيفة تليجراف البريطانية على حكم براءة الرئيس المخلوع وآخرين من اتهامات قتل متظاهري ثورة يناير
"لقد كان مستحيلا سياسيا، بالتأكيد، أن يدفع مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي أي ثمن حقيقي قضائي جراء ما حدث في تلك الأيام،. فالفظائع التي حدثت ظهيرة ومساء 28 يناير 2011، تمت مضاهاتها ومجاوزتها..لكن الأكثر أهمية هو أن مستبد مصر الجديد، عبد الفتاح السيسي، يدين بمنصبه الحالي إلى الخط المتشدد الذي انتهجه ضد المتظاهرين في وقت لاحق للانقلاب العسكري الذي جلبه إلى السلطة، وقُتل أكثر من ألف متظاهر في أغسطس العام الماضي، بأوامر قيادية مسجلة".