أثار الحكم الذى صدر أمس السبت ببراءة الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى ومساعديه من تهمة قتل المتظاهرين إبان أحداث ثورة 25 يناير العديد من التساؤلات بين رواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.
البعض تساءل هذا السؤال بشكل ساخر بعد خروج جميع القتلة من السجون وحصولهم علي أحكام بالبراءة، ودخول الثوار للسجون، والبعض الأخر تساءل هذا السؤال بغرض أخر وهو محاولة التدليس من أجل تبرأه القتلة من الشرطة، واتهام جماعة الإخوان المسلمين وحماس بقتل المتظاهرين كما أنتشر علي بعض وساءل الإعلام، حيث أصبحت خطة تبرأه جهاز الشرطة علي سوائل الإعلام واضحة.
فيما كشفت مصادر عن تعليمات أمنية لكل وسائل الإعلام لتبرأة الشرطة من قتل المتظاهرين وإلصاق التهم بجماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس، وتبارى المحللون السياسيون والخبراء في وسائل إعلام الانقلاب لتأكيد هذه النظرية.
خلال 514 يوما منذ الانقلاب على الرئيس محمد مرسي وحتى اليوم السبت 29 نوفمبر، اتهم محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين في 25 قضية، أحيل 11 منها إلى المحكمة، لكن قد يكون بديع على موعد "قريبا" مع القضية رقم 26 وهي قتل متظاهري ثورة 25 يناير/ 2011.
فرغم أن جماعة الإخوان، شاركت في ثورة 25 يناير، إلا أن الإجابة على سؤال من قتل المتظاهرين التي جاءت في شهادات رجال الجيش والشرطة أمام محكمة جنايات القاهرة، حملت الإخوان مسؤولية القتل، وبرأت مبارك من تهمة إصدار أمر بقتل المتظاهرين، وبرأت – أيضا – وزارة الداخلية من تهمة القتل.
وبحصول مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي ومساعدوه الستة على البراءة اليوم في قضية قتل المتظاهرين، قد يكون مرشد جماعة الإخوان وأعضاء بالجماعة على موعد مع قضية جديدة، وهي قتل المتظاهرين، كما توقع محمد الدماطي، محامي مرشد الإخوان.
وقال الدماطي، في تصريح نقلته وكالة الأناضول: "في ظل الخصومة السياسية مع الإخوان، وظهور بعض الأصوات الإعلامية التي حولت ثورة يناير إلى مؤامرة، وفي ظل شهادة الشهود التي اتهمت الإخوان باقتحام السجون إبان الثورة، وهي القضية المتهم فيها الرئيس (المعزول) محمد مرسي وعدد من قيادات الإخوان، لم يعد الأمر مستبعدا".
وكشف الصحفي محمد شعير أن غدًا هناك تعليمات أمنية لكل الجرائد المستقلة والحكومية بأن موضوعهم الرئيسي يكون: من المسئول إذن عن الدماء التى سالت فى التحرير وميادين مصر إذا كان مبارك بريئا ..وداخليته.
وأضاف أن الأيام القادمة سيكون هناك شهادات وتدليس لتحميل الإخوان مسئولية دماء الثورة.
واختتم تدوينته قائلًا :"يعنى الإخوان يحاسبوا على كل المشاريب غالبا من نكسة 67 لغاية دلوقتي".
وقال اللواء عدلي فايد، مساعد وزير داخلية العادلي، إنه لم يكن يتوقع الحكم ببراءته في "محاكمة القرن"، وأضاف عدلي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج "ستوديو البلد" على فضائية "صدى البلد": "من قتل المتظاهرين في أحداث 25 يناير هم من يقتلون المواطنين وضباط لجيش والشرطة الآن".
وأشار إلى أن عدد القتلى في الميادين على مستوى الجمهورية في أحداث يناير، يؤكد عدم وجود تكليفات بقتل المتظاهرين، مؤكدًا أن الحقيقة ظهرت على يد هذا القاضي الجليل، بحسب وصفه.
وعلي الفور شنت وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب حملة إعلامية لإلصاق التهمة بالإخوان وقال الإعلامي "أحمد موسى": "الجميع يعلم أن الإخوان هم القتلة، ويجب أن تحيلهم النيابة للمحاكمة وتفصح عما لديها من أدلة". أما الإعلامية "لميس الحديدي" فقالت إنه "لا يجب السماح لجماعة الإخوان بالاستفادة من الحكم ببراءة "مبارك"، لأنهم بالأساس مدانين في قتل المتظاهرين، وثبت تورطهم في اقتحام السجون".
ومن جانبه، قال الصحفي مصطفى بكري، المقرب من الجيش، إن "براءة مبارك تحمل في طياتها إدانة للإخوان لأنهم القتلة الحقيقيون"، مضيفا "يجب تحريك القضية ضد الإخوان وحماس فهم القتلة الحقيقيون لأبنائنا، لقد سعوا إلى الحكم بأي ثمن، وكان الثمن هو قتل شبابنا الثائر واقتحام السجون وحرق الأقسام، والدليل هو إرهاب وعنف الإخوان الحالي، الميليشيات التي قتلت أبناءنا بالأمس هي التي تقتل شعبنا اليوم".
وقال "يحيى قدري" نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، الذي أسسه المرشح الرئاسي السابق "أحمد شفيق"، إن الجميع في مصر يعلم أن الجناة الحقيقيين في تلك القضية هم الإخوان المسلمون وعناصر من حركة حماس".
وفي نفس السياق تداول نشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات تظهر قتل الشرطة للمتظاهرين مؤكدين أن محاولات التدليس هذه لن تنطلي علي الشعب والجميع يعلم من قتل المتظاهرين وهم الشرطة.