نظم التحالف الوطني لدعم الشرعية والجبهة السلفية مسيرات حاشدة بمختلف محافظات مصر، ضمن فعاليات "انتفاضة الشباب المسلم"، في أسبوع: "الله أكبر.. إيد واحدة".
وقد قوبلت المسيرات، اليوم، بعنف أمني كبير؛ حيث حشدت قوات أمن الانقلاب الآلاف من الجنود والضباط، فضلاً عن القوات الخاصة المدعومة بالأسلحة والمدرعات والدبابات، وكذلك طائرات الهليكوبتر التي جابت سماء المطرية والمعادي والجيزة طوال اليوم.
كما اعتدت قوات أمن الانقلاب على المسيرات الرافضة للانقلاب بالمطرية، ما أسفر عن ارتقاء ثلاثة شهداء وإصابة العشرات، بحسب الجزيرة مباشر مصر، وتحولت المنطقة لثكنة عسكرية؛ حيث جابت طائرات الأباتشي والهليكوبتر سماء المطرية طيلة 3 ساعات متواصلة.
وكان اللافت في اعتداء قوات أمن الانقلاب على المتظاهرين بحلوان، والمعادي، والمنيب، والسادس من أكتوبر، استخدامها طلقات الرصاص الحي بشكل مباشر، ولم تلجأ للخرطوش كما هو معهود في فض التظاهرات.
وقد شهدت الجيزة والقليوبية والدقهلية والقليوبية والبحيرة مسيرات حاشدة، خرجت على مدار اليوم، بعضها عقب صلاة الجمعة وأخرى بعد صلاة العصر، رغم الحصار الأمني الذي فرضته قوات أمن الانقلاب.
بينما صاحب الحراك الثوري اليوم بالشارع حملات اعتقال واسعة، فضلاً عن التنكيل بمن يحمل مصحفًا، حيث تم اعتقال أحد المواطنين بسبب وجود مصاحف بسيارته في محافظة البحيرة بمدينة "أبوحمص".
وشهدت آراء عدد من المحللين للحراك الثوري، اليوم، انقسامًا حول نجاحه وفشله، حيث رأى جمال زايد – الكاتب الصحفي أن تظاهرات اليوم فشلت بسبب صغر حجم الجبهة السلفية مقارنة بحزب النور الذي يعد أكبر الكيانات السلفية في مصر – على حد قوله – وأن الإخوان لم يستطيعوا الحشد بسبب عدم قبولهم شعبيًا، وأن الشرطة اكتسبت خبرات كثيرة من مواجهات الإخوان الفترة الماضية، زاعمًا أن الإخوان فشلوا في التحضير لتظاهرات ما بعد الحكم على المخلوع مبارك غدًا.
بينما أكد الدكتور جمال عبد الستار – القيادي بالإخوان المسلمين وعضو التحالف الوطني لدعم الشرعية في حديثه للجزيرة مباشر مصر – على نجاحها، وأن جماعة الإخوان ثمّنت الدعوة ولكنها في الوقت نفسه أرادت تفويت الفرصة على قوات أمن الانقلاب لسفك دماء المصريين، وأضاف: لا مانع لدينا من رفع قضية الهوية والمطالبة بها؛ ونحن لا نستحي من ذكر ذلك؛ بل إننا مَنْ أعلن منذ سنين أن الإسلام هو الحل.
وأوضح المهندس إيهاب شيحة – رئيس حزب الأصالة – أن تحالف دعم الشرعية يضم أطيافًا سياسية اتفقت على أطر واستراتيجيات، ويوجد بينها بعض نقاط الاختلاف، وأنهم ليسوا تابعين للإخوان المسلمين، وهذا يزيد التحالف قوة، وأن تظاهرات اليوم بغرض المحافظة على الهوية؛ لأن السيسي يقوم نظامه حاليًا على هدم الهوية الحقيقية للشعب المصري.
وقال خلال حديثه على قناة "الجزيرة مباشر مصر" إن الفرقاء السياسيين من ذوي الاتجاهات اليسارية والليبرالية عندما يرفعون بعض شعاراتهم لا يعترض عليها تحالف دعم الشرعية؛ لأنها من باب الحرية، وطالب التعامل بالمثل مع دعوات تحالف دعم الشرعية، مثل رفع المصحف؛ لأن هناك من سبقه وحمل الصليب وغيره من الشعارات.
واختتم حديثه بأن السيسي – قائد الانقلاب – حوّل الصراع في مصر إلى صراع وجود؛ لأن نظامه يقوم على سحق كل من يعارضه.
