بعد 1318 يوماً ، تسدل محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس غدا السبت، الستار على قضية القرن، المتهم فيها الرئيس المخلوع حسنى مبارك ونجليه علاء وجمال، والتى يواجهان فيها بحسب إحالة النيابة العامة للمحاكمة الجنائية أحكاما تبدأ من الإعدام إلي البراءة علي تهم الاشتراك في قتل المتظاهرين أثناء ثورة يناير ، وارتكاب جرائم فساد مالي ترتب عليها إهدار المال العام والإضرار العمدي به وهي ذات التهمة الموجهة لنجليه علاء وجمال مبارك، ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه، بتهم "قتل المتظاهرين" إبان ثورة 25 يناير2011، و"الفساد المالي"، و"التربح".
ورغم انشغال المشهد المصري بأحداث اليوم الجمعة عقب مظاهرات دعا لها إسلاميون بمصر، والتي سقط فيها قتلي ومصابين، إلا ان سياسيون قد فسروا الاستعدادات الأمنية منذ مساء أمس الخميس ، ما كانت إلا استعدادات لمحاكمة مبارك واصدار الحكم عليه حيث ظهرت، دعوات من أنصاره تطالب ببراءته وودعوات تظاهر من معارضيه تطالب بالإعدام له.
وهناك أراء قانونية مختلفة فى حالة صدور حكم بالبراءة على مبارك ونجليه الأول: مغادرته المستشفى العسكرى باعتباره ليس مطلوبا على ذمة قضايا أخرى وقضى 3 سنوات عقوبة فى قضية القصور الرئاسية، أما الرأى الثانى: فهو استمرار مبارك بالمستشفى العسكرى لأن العقوبة لم تنته بعد باعتبار أن فترة حبسه الأولى فى أبريل 2011 كانت على خلفية قضية قتل المتظاهرين، ولم تكن فى قضية القصور الرئاسية، ومن ثم لا تحتسب ضمن فترة العقوبة بقضية القصور الرئاسية.
أما موقف علاء وجمال مختلف لأنه صدر بحقهما حكم بالسجن 4 سنوات فى القصور الرئاسية، ولا يزالان يقضيان العقوبة، فضلا عن أنهما يخضعان لمحاكمة فى قضية أخرى وهى التلاعب فى البورصة. أما فى حالة صدور أحكام بالإدانة فإنه للمتهمين الحق فى تقديم طعن على الحكم لنقضه، كما يحق للنيابة العامة الطعن على الحكم حال حصول المتهمين على البراءة.
ونشرت صفحة "أنا آسف يا ريس"، المؤيدة للرئيس المخلوع حسني مبارك، بعض مقولاته قبل نطق حكم محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس غدًا السبت، 29 نوفمبر، والذي ستُسدل فيه الستار على قضية القرن.
وأكد أدمن الصفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن مبارك قال: "إنني ابن من أبناء القوات المسلحة.. وليس من طبعتي خيانة الأمانة أو التخلي عن الواجب والمسؤولية"، مضيفًا:"إننى أمثُل أمام المحكمة الموقرة، بعد أن أمضيت أكثر من 62 عاما في خدمة هذا الوطن".
علي الجانب الآخر ، قالت جبهة استقلال القضاء المؤيدة للرئيس المصري محمد مرسي أنه حملتها "القصاص" برئاسة القاضي السابق عماد أبو هاشم الذي تم فصله مؤخرا بقرار من السلطات المصرية ماتزال قائمة تحت عنوان "الإعدام أو الانتقام".
ونشرت الجبهة اليوم الجمعة صور للرئيس السابق حسني مبارك يلف حبل رقبته في إشارة لدعوتهم للاعدام عما يسمونه جرائم قتل المتظاهرين.
وفي بيان لها دعت الجبهة الجبهة "كل القوى المساندة لاستقلال القضاء والعدالة للاحتشاد يوم 29 نوفمبر الجاري، ودعم مطالب الشعب بإعدام مبارك ومعاونيه في أولى محطات القصاص المفترضة والواجبة ، على أن يسجل المحامون والقضاة مواقفهم بالطرق المناسبة".
وكان التحالف الوطني الداعم للمرسي وجماعة الإخوان المسلمين في بيانيين منفصليين ، دعيا لتظاهرات غدا الجمعة تزامنا مع الحكم علي مبارك ، ورددوا هتافات اليوم في تظاهراتهم مناهضة لمبارك.
وأصدرت حركة شباب ضد الانقلاب بياناً مساء اليوم تطالب فيه بالنزول إلى الميادين للتظاهر ، فى حال تم الحكم بالبراءة على الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ، حيث قالت الحركة فى بيانها "تأتي جلسة الحكم النهائي على المجرم مبارك في قضية قتل متظاهري يناير غدا في ظل تصاعد غضب الشارع المصري المحتقن بسبب سياسات وجرائم سلطة الانقلاب العسكري.
وأضافت :"ودون الخوض في جدالات فإننا ندعوا جميع الثوار الحقيقيين النزول غدا في حال الحكم بالبراءة أو صدور حكم مخفف أو مع إيقاف التنفيذ ضد المجرم مبارك وعصابته".
وتابع البيان :"كنّا نتمنى أن تكون الدعوة مشتركة بيننا وبين رفقاء ثورة يناير ولكن للأسف كثير منهم تفرغ للصراعات الجانبية أو بات جزءا من سلطة الانقلاب والعسكر"إلا من رحم ربي".