أصدر الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، اليوم، قرارًا بتكليف خالد محفوظ بحاح، لتشكيل الحكومة الجديدة، بعد نيله تزكية كاملة من جميع مستشاري الرئيس اليمني.
جاء ذلك التكليف بعد أن أبدت جماعة الحوثي، اعتراضها على قرار الرئيس اليمني بتكليف مدير مكتبه، أحمد عوض بن مبارك، لتشكيل الحكومة الجديدة، قبل أن يقدم بن مبارك طلبًا للرئيس بإعفائه من هذا التكليف.
لاقى هذا القرار ترحيبًا بين أطيافٍ واسعة من القوى السياسيّة اليمنية، والغريب أنه كان في مقدمتها جماعة الحوثي، حيث رحّب الناطق الرسمي باسم الجماعة أنصار الله، محمد عبد السلام، بقرار التكليف، ناقلاً تأييد جماعته لهذا القرار، بعد اعتراضها على تكليف سلفه، بن مبارك.
"خالد محفوظ بحاح".. ولد في يناير من 1965م بمنطقة الديس الشرقية في محافظة حضرموتاليمنية،ومنها انتقل إلى محافظة عدن حيث تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي.
حصل "بحاح" على درجة الماجستير في التجارة، تخصص إدارة وبنوك ومالية من جامعة بونا الهندية في عام 1992، وذلك بعد أن حصد درجة البكالوريوس في التجارة تخصص المحاسبة والمراجعة المتقدمة من نفس الجامعة عام 1987.
عقب تخرجه عام 1992، التحق بشركة "نكسن" الكندية للبترول، وعمل في بعدها في عدة وظائف عليا بمجالاتٍ متعددة منها التخطيط، المشاريع المشتركة، الموارد البشرية، الميزانيات، وعدد من الوظائف المالية والمحاسبية، ومن بعدها عمل كمدير مكتب مشروع الشركة العربية اليمنية للإسمنت، أو ما يعرف بـ"مشروع مصنع إسمنت حضرموت".
وخلال الفترة من فبراير 2006 إلى مايو 2008، تولى قيادة وزارة النفط والمعادن اليمنية، حيث أدار هذه الوزارة الهامة وهيئاتها المتعددة، بما فيها هيئة استكشاف وانتاج النفط،وهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية، فضلاً عن عضوية مجالس إدارة مجموعة من الشركات، ومنها الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال، وشركة صافر للتنقيب وإنتاج البترول، والمؤسسة اليمنية العامة للنفط والغاز بما تضم من مشروعات وشركات.
ومن ثم استلم منصب سفير اليمن في كندا منذ 2008، واستمر في المنصب حتى مارس عام 2014، وشهدت هذه الفترة حضورًا ومشاركةً لـ"بحاح" في عددٍ من المؤتمرات والندوات الدبلوماسية والسياسية، والاقتصادية في كلٍ من اليمن وكندًا، فضلاً عن مشاركته في المؤتمر الأمني الدولي بكندا.
وخلال فترة عمله في كندا، انتُخبَ كرئيس لجمعية الدبلوماسيين خلال الفترة من 2009م إلى 2010م، وبعد هذه الفترة عُين "محفوظ" مندوبًا لليمن في الأمم المتحدة في 11 يونيو 2014، حتى جاء قرار الرئيس اليمني، بتكليفه لتشكيل حكومة التوافق الوطني اليوم.
كانت الخبرات المتعددة لـ"بحاح" سبيلاً استطاع من خلاله العمل في بيئات ثقافية متداخلة، مستغلاً في ذلك مهاراته الإدارية والقيادية المتقدمة، بالإضافة إلى المستوى العالي من الفهم لإدارة الموارد البشرية، والعلاقات الاجتماعية، والتي في إدارة المشروعات وحل المشاكل، واتخاذ القرارات في ظروف مختلفة.
وبرغم كونه شخصية إداريّة واقتصاديّة مشهود لها بالكفاءة، إلا أن أمام بحاح، تحدّيات كثيرة في المنصب الجديد، ولعل أهمها على الإطلاق هو الملف الأمني اليمني؛ نظرًا لما تشهده العاصمة صنعاء، من سيطرة مسلحي جماعة الحوثي عليها، ومحافظتي عمران وصعدة، وسعيهم الدؤوب إلى السيطرة على مدينة الحديدة، غربي البلاد، التي تعتبر الميناء الرئيس للمحافظات الشمالية.
ومن المقرّر أن تنسحب الجماعة من العاصمة صنعاء؛ بناءً على اتّفاق السلم والشراكة، الموقّع مع باقي الأطراف السياسيّة، في 21 سبتمبر الماضي، والذي نصّ على الانسحاب من صنعاء، فور تكليف رئيس للوزراء.
وبفرض حل أزمة صنعاء بانسحاب جماعة الحوثي، فستبقى عمليات تنظيم القاعدة، الذي ينتشر في مناطق بمحافظات جنوب ووسط البلاد، تشكل عقبةً أخرى أمام رئيس الحكومة الجديد، خاصةً بعد محاولة التنظيم، قبل أيام، إسقاط محافظة البيضاء، فضلاً عن تبنيه تفجيراتٍ ضد الحوثيين، في عدة محافظات.