أكد عدد من خبراء الصحة أن تلوث مياة النيل أدى إلى إصابة المواطنين بالعديد من الأمراض الفيروسية القاتلة ،والفشل الكلوي،والالتهاب الكبدي الوبائي .
وأرجع الأطباء، مهاجمة الأوبئة للموطنين، إلى أن تلوث مياة النيل بالمخلفات الصناعية والمبيدات الزراعية بالإضافة إلى مياة الصرف الصحى جعل الأمراض الخطيرة تتفشى بين المصريين .
بدوره قال الدكتور على عبدالرحمن رئيس الاتحاد العربى للتنمية المستدامة والبيئة، أن أبسط آثار تلوث المياه العذبة على صحة الإنسان أنها تؤدى إلى إصابته بالأمراض المعوية ومنها "الكوليرا، والملاريا، والتيفود، والبلهارسيا، وأمراض الكبد والالتهاب الكبدى الوبائى، والدوسنتاريا بجميع أنواعها.
وأكد عبدالرحمن أن مياه الصرف الصحى إذا لم تعالج جيدا تسبب أمراضا خطيرة للإنسان، خصوصا إذا تسربت لمياه الشرب، لأن التلوث الميكروبى للمياه هو السبب فى انتشار وباء السالمونيلا والالتهاب الكبدى فى عدد من دول العالم، لأن مياه الصرف الصحى بها أعداد هائلة من الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات، وبذلك تنقل العديد من الأمراض مثل الكوليرا والتيفود وشلل الأطفال.
وفى تقرير أصدرته المنظمة المصرية لحقوق الإنسان تحت عنوان "تلوث المياه قنبلة موقوتة تهدد حياة المصريين" أن نحو 38 مليون شخص يشربون مياها ملوثة فى مصر، وذكر التقرير أن الملوثات الصناعية غير المعالجة أو المعالجة جزئيا التى يقذف بها فى عرض المياه تقدر بنحو 4.5 ملايين طن سنويا، ويشير التقرير إلى ارتفاع نسب حالات التسمم الناتج عن التلوث فى محافظات مصر، فكان نصيب العاصمة القاهرة 35% منها و12% فى محافظة الجيزة و50% فى محافظة القليوبية.
وتفيد العديد من التقارير والدراسات المتخصصة أن هناك 100 ألف يصابون بالفشل الكلوى سنويا فى مصر بسبب تلوث المياه، بالإضافة إلى الأمراض الفيروسية القاتلة التى يكونون عرضة لها.
وأوضح الدكتور محمد حسين أستاذ بالمركز القومي لبحوث المياه أن تلوث مياه النيل يؤدي إلي إصابة 40 ألف مواطن سنوياً بالفشل الكلوي ، فضلأ عن ازدياد عمليات صرف مخلفات الفنادق العائمة وبعض المنشآت في نهر النيل .
وأشار إلي أنه يتم إلقاء نحو 120 ألف طن سنويا من مخلفات المستشفيات رغم خطورتها والمطالبات بالتخلص الآمن منها وكل ذلك بجانب التلوث الناتج عن الصرف الزراعي والمخلفات بالإضافة إلي الصرف الصحي .
وفي السياق نفسه أكد الدكتور محمد عبد العزيز الباحث بمركز معهد بحوث الصرف أن النيل يستقبل مخلفات غير معالجة وهو ما يهدد الصلاحية النسبية لمياه نهر النيل، مضيفاً أن مصادر التلوث تتعدد من معادن ثقيلة ومركبات عضوية وأسمدة بالإضافة إلي الممارسات الخاطئة من بعض المواطنين، والتخلص من الصرف الصحي مباشرة في النيل، رغم ما يتضمنه من مواد عضوية أو بكتيريا خطيرة، بالإضافة للصرف الصناعي، وأدي استخدام الأسمدة في الأراضي الزراعية بكثرة وتضاعفها لأكثر من أربع مرات خلال ال 30 عاما الماضية لزيادة محتويات الفوسفور في مياه الصرف وزيادة الطحالب ويسبب الصرف الصناعي مشاكل عديدة في تشغيل محطات معالجة الصرف الصحي، نتيجة المكونات السامة السائلة وهي تسبب أعطالا في التشغيل بالنسبة لأنظمة المعالجة البيولوجية وهو ما يؤدي لتدهور التجهيزات المخصصة لاستقبال المياه وكل ذلك يؤدي لخسائر اقتصادية فادحة.
ولفت عبدالعزيز إلي أن البحيرات والترع التي تعاني من الصرف الصحي غير المعالج وتستخدم في الري منها ترعة النوبارية وهي من أكبر ترع مصر تعاني من مصادر عديدة للتلوث وهو ما يؤدي إلي تفشي أمراض خطيرة مثل الفشل الكلوي ويتم إلقاء المخلفات الصناعية والزراعية والطبية فيها.