برغم أن اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية، المطبق بدءً من يوم الثلاثاء 26 أغسطس الماضي، كان برعاية مصرية، إلا أن معبر "رفح"، التابع في إدارته للحكومة المصرية، لا يزال يحمل التضييقات لأهل غزة، بالرغم مما شهده ذلك القطاع الفلسطيني بعد العدوان الصهيوني الذي بدأ في الـ7 من يوليو الماضي.
وعنها، علق رئيس دائرة المعابر في غزة، ماهر أبو صبحة، بأن معبر رفح البري ما زال يعمل بشكلٍ معتاد، ولم يطرأ أي تحسن ملحوظ على أعداد المسافرين أو اتخاذ أي خطوات لتسهيل تنقلهم.
وأوضح "أبو صبحة"، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن السفر ما زال مخصصًا فقط لأصحاب الإقامات والجوازات الأجنبية والمصرية، إلى جانب المرضى، مشيرًا إلى أن عدد المسافرين يتراوح يوميًا ما بين 300 إلى 350 مسافرًا، بل ويتم إرجاع عددًا منهم.
فيما ذكر نائب رئيس اللجنة الحكومية لكسر الحصار، علاء البطة، أن عشرات القوافل التضامنية، من بلاد مختلفة، ما زالت تنتظر سماح الجانب المصري لها بدخول قطاع غزة.
وسمح في اليومين الماضيين بإدخال 3 شاحنات فقط، تحمل بعض المساعدات الطبية والغذائية، بالإضافة لوفد أردني وآخر مصري يحمل بعض تلك المساعدات.
خلال ذلك، يستمر ألم سكان غزة؛ نظرًا للدمار الذي تسببت فيه الغارات الصهيونية خلال العدوان؛ حيث تسببت في فقدان الآلاف منهم للمأوى، لكنهم يأملون أن يتحول الدعم المعنوي، الذي تلقوه من عدة جهات، إلى خطوات عملية، تحقق مطالبهم الآنية في إيجاد مأوى بديل، وسرعة إعادة بناء منازلهم مستقبلا، ولا يزال القطاع في حاجة لدعمٍ في توفير أطنان من مواد البناء.
كما أكد وزير العمل الفلسطيني، مأمون أبو شهلا، اليوم الإثنين، أن الجهود المبذولة باتجاه توفير مساكن متنقلة "كرفانات"؛ لإيواء أصحاب المنزل المدمرة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، ما تزال جارية، ولم يتم بعد تحديد موعد لتوفيرها، رغم توفر التمويل اللازم لشرائها.
وأضاف "أبو شهلا" أنه قد رصدت موازنة بقيمة 190 مليون دولار، تم توفيرها بشكل مشترك من خلال الجهات المانحة والسلطة الفلسطينية، لشراء "كرفانات"، إلا أن الصعوبات التي تواصل إسرائيل فرضها على المعابر، حالت دون إدخال هذه الكرفانات.
وبين "أبو شهلا" أن رئيس الوزراء، رامي الحمد الله، التقى عددًا كبيرًا من ممثلي المنظمات الدولية، من أجل الإسراع في توفير مساعدات عاجلة للأسر المنكوبة، كما سيلتقي وزراء الحكومة ممثلي المنظمات ذاتها، لإطلاعهم عن كثب على الاحتياجات العاجلة المفترض تلبيتها، كإغاثة سريعة للأسر المشردة؛ تمهيدًا لتعويض المتضررين وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال.
واعتبر أن عدم اتضاح الرؤية حول كيفية إدخال الكرفانات إلى غزة، يرجع أولاً إلى عدم وجود تسهيلات من قبل الجانب الإسرائيلي، أما بالنسبة للكرفانات التي تعهدت تركيا بتقديمها فهناك جهود تبذل من قبل أطراف تتمتع بعلاقات طيبة مع مصر، لتسهيل دخول هذه الكرفانات عبر معبر "رفح".
وبعد 51 يومًا من العدوان المتواصل على قطاع غزة، الذي خلف آلاف الضحايا الفلسطينيين، أعلنت الفصائل الفلسطينية الثلاثاء الماضي، عن اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، وافقت عليه جميع الأطراف، بعد صعوباتٍ جمة واجهت عملية المفاوضات، التي دارت على مدار أسابيع ماضية في القاهرة.
واحتفل آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة باتفاق وقف إطلاق النار، وارتفعت تكبيرات المساجد، وأُطلقت العيارات النارية في الهواء، تزامنًا مع بدء تطبيق الاتفاق.