أحدثت جبهة النصرة خلال الآونة الأخيرة بؤورة حرب جديدة في الشرق الأوسط، وتحديدًا في منطقة هضبة الجولان، الأمر الذي يشكل تهديدًا صريحًا للاحتلال الصهيوني، وبخاصة بعدما نفذت عملية غير معتادة، حين تبنت رسميًا أسرها لـ45 جنديًا أمميًا في الجولان السوري المحتل، ونشرت صورًا لهم، ما يطرح تساؤلات حول جوهر تغيير الأوضاع حال صار الكيان الصهيوني في مرمى نيران "جبهة النصرة"، خاصة وأن التحركات على الأرض تؤيد فرضية أن "النصرة" هي الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ نحو الأراضي المحتلة في اليومين الماضيين.
"النصرة" تحاصر الفلبينيين وتختطف بعضهم
يحاصر مسلحو تنظيم جبهة النصرة عددًا من أفراد قوات حفظ السلام الدولية، وغالبيتهم من الكتيبة الفلبينية، المتمركز في هضبة الجولان منذ عام 1974، مطالبينهم بإلقاء السلاح.
واختطفت جبهة النصرة جنودًا من الكتيبة الفلبينية، فيما اعتبرت أن اختطافهم هو رد على "جرائم وتواطؤ الأمم المتحدة بحق منظقة الشام وأهلها، وذلك بحسب بيان نشرته على صفحتها الرسمية على موقع "تويتر"، حيث قالت، إن السوريين "لم ينالوا من الأمم المتحدة سوى التصريحات المجردة والكلمات الجوفاء".
وجاء احتجاز الجنود رد مباشر من جبهة النصرة على قرار إدراج بعض قيادييها على لائحة الإرهاب من قبل الأمم المتحدة، وفرض عقوبات عليهم، إذ قالت في بيان: "حتى قامت أخيرًا بإدراج جبهة النصرة تحت الفصل السابع والذي يعد خطوة عملية للتدخل المباشر وبدأت تحضيراتهم العملية وتحالفاتهم الدولية لإجهاض المشروع الذي يسعى إليه المجاهدون".
من جانبه أعلن وزير الدفاع الفلبيني "فولتير غازمين"، أن قوة فلبينية في أحد معسكرات الأمم المتحدة بالجولان نجحت في الخروج من الموقع، مشيرًا إلى أن جنودًا آخرين يتعرضون في معسكر آخر "للهجوم".
وكشف أن المواجهات اندلعت في وقت مبكر من صباح السبت، إلا أنه لم يشر إلى سقوط ضحايا في صفوف القوات الفلبينية التي كانت قد تعرضت أيضا قبل أيام لهجوم مماثل.
احتجاز جنود لبنانيين
وبثت مواقع التواصل الاجتماعي شريطًا مصورًا يظهر 9 جنود لبنانيين كانوا قد أسروا في بلدة عرسال بداية الشهر الجاري أثناء الاشتباكات بين الجيش ومجموعات سورية مسلحة.
وطالب الجنود الأسرى أهاليهم بقطع الطرقات والضغط على الحكومة؛ من أجل الإفراج عن السجناء الإسلاميين لدى السلطات اللبنانية كشرط من أجل إطلاق سراحهم.
وحدد الجنود مهلة 3 أيام لتنفيذ هذا الشرط، مشيرين إلى أن محتجزيهم هددوا بإعدامهم بعد انقضاء هذه المدة، مع العلم أن الجنود قبض عليهم بعد المعارك التي دارت مع الجيش اللبناني في منطقة عرسال بعد قبض الجيش على أحد قادة الفصائل السورية الموالية لتنظيم الدولة.
الأراضي المحتلة في مرمى النيران
يأتي هذا فيما تكررت عمليات قصف الصواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه شمال الأراضي المحتلة، إذ أطلق مجهولون، يعتقد أنهم من جبهة النصرة، صاروخًا من منطقة حدودية في جنوب لبنان، سقط في منطقة الجليل الأعلى، فيما عثر الجيش اللبناني على صاروخ آخر معد للإطلاق، وسط استبعاد أن يكون حزب الله يقف خلف إطلاقها.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن قيادة الجيش الصهيوني في المنطقة الشمالية تتابع بقلق قضية سيطرة "جبهة النصرة" على معبر القنيطرة الحدودي مع هضبة الجولان.
وذكرت الصحيفة في موقعها على الشبكة صباح الجمعة الماضية, أن مصادر في جيش الاحتلال يتوقعون أن جيش النظام السوري سيشن هجومًا الليلة لاستعادة السيطرة على معبر القنيطرة.
وقالت المصادر: "إن قوات معززة من الجيش الإسرائيلي انتشرت في جانب إسرائيل من الحدود خشية تعرض الأراضي الإسرائيلية لإطلاق النار بصورة متعمدة أو غير متعمدة خلال المعارك المتوقعة في الجانب السوري".
وكان جيش الإحتلال أعلن في وقت سابق منع وصول السائحين والمزارعين اليهود إلى الحدود مع الجولان على خلفية المعارك بين جبهة النصرة والنظام السوري.