اشتد حبل خناق الغرب على رقبة "روسيا"، خلال اليومين الماضيين، بعدما فرضت "واشنطن"، الخميس الماضي، المزيد من العقوبات على "موسكو"، عقب توغل القوات الروسية في "أوكرانيا"، في وقتٍ طالبت فيه "كييف"، العاصمة الأكرانية، بمساعدة عسكرية كبيرة، حيث اعتبرت تصرفات "روسيا" بأنها غزو لـ"أوكرانيا".
أوباما يلوح بالبند الخامس من ميثاق الأطلسي:
وقال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إن العالم بأسره يعلم أن القوات الروسية موجودة في أوكرانيا، مؤكدًا أن بلاده لن تلجأ إلى القوة لمعالجة المشكلة الأوكرانية، واكتفى بالإشارة إلى البند الخامس من ميثاق حلف الأطلسي الذي ينص على التضامن بين أعضائه في حال التعرض لاعتداء، وأعلن أنه سيستقبل نظيره الأوكراني، بترو بوروشنكو، الشهر المقبل، في البيت الأبيض.
أوكرانيا تعتزم "الرد العسكري"
ومن جانبه ألغى الؤئيس الأوكراني، بترو بوروشنكو، قد ألغى زيارته إلى "تركيا"، ودعا إلى اجتماع طارئ لـ"المجلس الوطني للأمن والدفاع" بغرض وضع خطة عمل؛ بسبب التدهور السريع بالوضع في شرق أوكرانيا؛ إثر دخول قوات روسية، زاعمًا أن أوكرانيا قادرة على الدفاع عن نفسها.
بوتين يرمي إلى النووي
ورضخًا للضغوط الدولية، دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الانفصاليين الموالين لبلاده إلى فتح ممر إنساني في شرق أوكرانيا، بغرض السماح للجنود الأوكرانيين المحاصرين بالمغادرة.. وخلال ذلك لوّح "بوتين" بالخيار النووي في المواجهة الحالية، بين بلاده والغرب بشأن أوكرانيا، من جهتها أعلنت "كييف" أنها تعتزم إعادة إطلاق عملية انضمامها لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في مواجهة روسيا.
وقال "بوتين"، خلال منتدى للشباب الروس في "موسكو"، إن بلاده لا تريد، ولن تقوم، بالانجرار إلى صراعات، لكن عليها أن تكون مستعدة دائمًا لصد أي عدوان ضدها، معلنًا أن موسكو ستستمر في تطوير ترسانتها النووية، ليس بهدف تهديد أي جهة أخرى، ولكن كي تشعر بالأمان.
"بولندا" تعترض طائرة وزير الدفاع الروسي
وكانت وزارة الدفاع الروسية، قد أعلنت، في بيانٍ الجمعة، أن حادث إغلاق "بولندا" مجالها الجوي، أمام طائرة وزير الدفاع الروسي؛ من العودة إلى روسيا، قادمًا من سلوفاكيا؛ بعد مشاركته في أحد البرامج هناك، لن تمر بدون رد. وتابع البيان قائلاً: "لقد سمحت وراسو للوزير بعبور مجالها الجوي أثناء توجهه إلى سلوفاكيا، لكن في العودة رفضت، وهذا الموقف لن يمر بدون رد".
وكانت طائرة الوزير الروسي قد عادت إلى مطار"براتيسلافا" مرة ثانية؛ بعد رفض "بولندا" عبور الطائرة لأجواءها، لكن سرعان ما تدخلت السلطات الروسية، الأمر الذي اضطر بولندا إلى السماح للطائرة بالمرور مرة ثانية.
عقوبات الاتحاد الأوروبي
كما تدارس الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، قرار تشديد العقوبات ضدّ "روسيا"؛ عقب تقاريرٍ تفيد بأن موسكو قد أرسلت مئات من القوات النظامية إلى شرق "أوكرانيا"؛ بغرض دعم الميليشيات الانفصالية هناك، وقال دبلوماسيون إن بإمكان زعماء الاتحاد الأوروبي تكليف خبراء لوضع عقوبات جديدة، في قمةٍ تعقد، السبت التالي، في بروكسل، وعبر العديد، من وزراء خارجية التكتل، عن دعمهم لفرض عقوبات جديدة خلال اجتماعهم؛ لإجراء محادثات غير رسمية في ميلانو اليوم الجمعة.
الأطلسي يشكل تحالف "رد سريع"
فيما قالت صحيفة "فاينانشال تايمز"، لجمعة، إن 7 دول، أعضاء في حلف شمال الأطلسى، تخطّط لتشكيل قوة رد سريع، تتكون من 10.000 جندي على الأقل؛ في إطار خطط لتعزيز دفاعات الحلف، للردّ على تدخل روسيا في أوكرانيا، هادفين إنشاء قوة "رد سريع" بحجم فرقة يمكن نشرها بسرعة، وإجراء مناورات منتظمة. وأكدت الصحيفة إنّ القوة التى ستقودها بريطانيا، ستشمل وحدات جوية وبحرية بالإضافة إلى قوات برية.
الناتو يبني قواعد عسكرية جديدة
أفادت تقارير صحفية، صادرة في ألمانيا، اليوم الأحد، بأن حلف شمال الأطلسي (ناتو) يعتزم بناء خمس قواعد جديدة له، في دول من أعضائه تقع في شرق أوروبا وهي ثلاث من دول البلطيق بالإضافة إلى بولندا ورومانيا.
وقالت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه زونتاغس تسايتونغ" الألمانية، الصادرة اليوم الأحد، استنادا إلى مسؤول رفيع المستوى في الحلف الأطلسي، إن من المنتظر أن تتواجد بشكل دائم داخل كل قاعدة من القواعد الخمس قوة يتراوح قوامها بين 300 إلى 600 جندي من الدول الأعضاء بالحلف.
وستضم كل قاعدة أفرادًا من الخدمات اللوجيستية، والاستطلاع، والتخطيط والتدريب وسيشارك أفراد القوة في الحالات الطارئة في مهام عسكرية في الدول التي يتواجدون فيها.
وفي أعقاب انتهاء أعمال القمة الأوروبية الاستثنائية في "بروكسل"، قالت ميركل في وقتٍ مبكر من، صباح اليوم الأحد، إنه من خلال هذا التصعيد يمكن أن يتكون انطباع "خاطئ" بإمكانية حل الصراع عسكريًا.