صرح الدكتور رمضان أبو العلا، خبير البترول، أن هناك مشكلة قوية يعاني منها قطاع البترول هي بقاء القيادات ونفس أسلوب وأنظمة العمل كما هي دون تغيير، مشددًا على وجود تعتيم واضح حول الاحتياطيات الحقيقية للغاز الطبيعي المصري.
وأشار أبو العلا في تصريحات صحفية إلى الإعلان عن اكتشافات وهمية خلال السنوات الماضية ربما ترجع لسياسات الشركات الأجنبية العاملة في مصر والتي تملك أسهًما في بورصات عالمية وتسعى لرفع أسعارها عبر الإعلان عن تلك الاكتشافات.
وشدد الخبير البترولي على ضرورة دخول رأس المال الوطني لمجال التنقيب عن البترول والغاز الطبيعي والقضاء على المقولة السابقة التي مفادها بأن الاستثمار في ذلك المجال نوع من المغامرة.
وأثار أبو العلا ملف حقول مصر في مياه البحر الأبيض المتوسط التي تنهب من قبل الكيان الصهيونى وسط صمت مصر عن حقوقها في الحقول .
وكان السفير إبراهيم يسري قد كشف في تصريحات صحفيه له يناير الماضي عن أن هناك عقدا جرى توقيعه مع شركة "بريتش بتروليوم" والذي حصلت بموجبه الشركة على حق التنقيب في حقل غاز يضم 20% من الغاز المصري، مقابل أن تستولي الشركة على كامل الغاز وتقوم ببيعه لمصر بأسعار تفضيلية، رغم أنه من المتعارف عليه في العقود مع شركات التنقيب أن تحصل الشركة على 40% فقط من الغاز وتحصل الدولة على 60%.
وأضاف يسري، في تصريحاته للجزيرة، أنه عند ما جرى مع شركة "شل" النفطية، التي بقيت تنقب عن الغاز لمصر لفترة طويلة، وبعد يومين من انسحابها، وإعلانها عدم وجود غاز بالمنطقة، أعلنت إسرائيل اكتشاف أكبر حقل للغاز على بعد كيلومترين من المنطقة التي كانت تنقب فيها "شل".
وتعجب يسري من صمت حكومة الانقلاب عن سرقة الغاز قائلا "لم أجد أي اعتراض من السلطات المصرية على انسحاب شركة شل المفاجئ". وأشار إلى إمكانية مقاضاة الشركة في بلدها بريطانيا، في حال تواجدت الإرادة لذلك.
وعرض السفير خرائط تكشف عمليات السرقة التي ترتكبها إسرائيل وقبرص واليونان بالمنطقة، وداخل المياه الإقليمية المصرية والتركية والفلسطينية واللبنانية.
وكان الكاتب الصحفي والمفكر الإسلامي فهمي هويدي كان قد فجر مفاجأة في بداية الانقلاب عن أن أطرافا في حكومة الانقلاب الأولي مشاركة بالصمت علي نهب حقول غاز مصريه من إسرائيل في البحر المتوسط والتي قد توفر لمصر مليارات الدولارات إضافة إلي أنها تحمي مصر من الأزمة الخانقة في نقص الغاز.
وأشار هويدي إلي صمت حكومة الانقلاب عن اتخاذ اي إجراءات لحماية حقوق مصر في حقول الغاز بالمتوسط بعد إعلان الصهاينة وقبرص عن اكتشافات للغاز الطبيعي في السفح الجنوبي للجبل العملاق، تجاوزت احتياطاتها 1.22 تريليون متر مكعب قدرت قيمتها بنحو 220 مليار دولار، كما أعلن الكيان الصهيوني في عام 2010 عن اكتشاف بئر أطلقت عليها اسم (لفياثان) وتحدث الصهاينة في العام التالي عن اكتشاف بئر أخرى حمل اسم (أفوديت)، والاثنتان تقعان في المياه المصرية الاقتصادية الخالصة؛ إذ تقعان على بعد 190 كيلو مترًا فقط من مدينة دمياط المصرية، بينما تبعدان بمسافة 235 كيلو مترًا عن حيفا في فلسطين المحتلة و180 كيلو مترًا عن ليماسول المحتلة، والبئران تقعان في السفح الجنوبي للجبل المصري الغاطس" إراتوستينيس".