لم يتوقع أبدًا "برويز مشرف" الرئيس الباكستاني السابق، صاحب الـ"70 عام"، والذي قاد الإنقلاب في 1999 ورئيسا لبلاده في 2001، أن يتعرض لمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى وغيرها من التهم، وطالبت باكستان اليوم بإعدامه.
ومشرف الآن مطلوب في قضية مقتل زعيم المتمردين البلوش خلال عملية عسكرية في 2006 واتهم الثلاثاء بقتل زعيمة المعارضة بنازير بوتو في هجوم بالبنادق والقنابل في 2007 بعد عودتها من المنفى.
وطالبت الحكومة الباكستانية المحكمة المختصة باستصدار عقوبة الإعدام أو السجن المؤبد بحق الرئيس الباكستانى الأسبق، برويز مشرف بتهمة الخيانة العظمى.
وجهت لمشرف البالغ من العمر 70 عاما تهمة الخيانة العظمى لفرضه حالة الطوارئ، وإلغائه العمل بالدستور قبيل انعقاد المحكمة العليا للنظر فى إعادة انتخابه عام 2007.
كما إتهم بإصدار أمر دستورى عام 2007 بصفته رئيسا للأركان، منح بموجبه الصلاحية للرئيس بتعديل الدستور من وقت لآخر فيما يعد انتهاكا لقسمه كرئيس وكعضو بالقوات المسلحة.
وقاد مشرف إنقلاب عسكري في أكتوبر 1999، على رئيس الوزراء آنذاك نواز شريف، على خلفية اتهامه له بمحاولة إسقاط الطائرة التي كانت تقله قادمة من سريلانكا.
وقام مشرف بتعيين نفسه رئيسا لباكستان بعد استفتاء شعبي" لم يقدم فيه نزاهة إنتخابية"، وذلك في السادس والعشرين من يونيو 2001 إثر اتهام المعارضة السياسية له بفقدان الشرعية لتمثيل باكستان في لقاء القمة مع الهند.
كما يعتبر مشرف حليف واشنطن، حيث وافق على مطالب أميركا بالسماح لها باستخدام الأراضي الباكستانية لضرب حركة طالبان التي رفضت تسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بعد اتهام أميركا له بتفجيرات نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من سبتمبر 2001.
وفي 18 اغسطس عام 2008 أعلن برويز مشرف أستقالته قبل مساءلة وشيكة كان الائتلاف الحاكم أعلن اعتزامه القيام بها وفي كلمة أذاعها التلفزيون واستمرت لمدة ساعة دافع مشرف عن حكمه الذي استمر نحو 9 أعوام.
ورفض المزاعم الموجهة ضده ولكنه قال انه يترك منصبه بعد مشاورات مع المستشارين القانونيين والأنصار السياسيين المقربين منه وبناء على نصيحتهم اتخذ قرار الاستقالة وأعلن أنه سيرسل اسقالته إلى رئيس الجمعية الوطنية، هربًا من المحاكمة المتوقعة.
وبعد أربع سنوات من المنفى الاختياري في دبي ولندن، عاد الى بلاده لا لكي يستقبل استقبال الابطال، بل ليستقبل وبوابل من القضايا الجنائية.