شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مصر تحت حكم العسكر.. من كسوة الكعبة لـ «كسوة الإمارات»

مصر تحت حكم العسكر.. من كسوة الكعبة لـ «كسوة الإمارات»
  المحمل .. ذلك الموكب المهيب الذي كانت مهمته إرسال كسوة الكعبة من مصر إلى مكة المكرمة استعداداً لموسم الحج،...

 

المحمل .. ذلك الموكب المهيب الذي كانت مهمته إرسال كسوة الكعبة من مصر إلى مكة المكرمة استعداداً لموسم الحج، وهي المراسم التي استمرت على مدار عقود منذ عهد المماليك وحتى حركة يوليو 1952.

 

كان المحمل يطوف الشوارع قبل الخروج إلى الحجاز وكان يصاحب طوفانه العديد من الاحتفاليات كتزيين المحلات التجارية والرقص بالخيول وكان الوالي أو نائب عنه يحضر خروج المحمل بنفسه الذي يحمل كسوة الكعبة التي تعتبر أقدس الأماكن عند المسلمين.

 

واستمر هذا الأمر حتى جاء الرئيس جمال عبدالناصر، ليتوقف بعدها إرسال المحمل إلى الأراضي الحجازية.

 

مصر.. التي كانت دوماً تفتخر بأن كسوة الكعبة تخرج من عندها، وكأنها هي من تعلن عن بدء موسم الحج للمسلمين، لم يكن أخد يتخيل أن تتراجع للدرجة التي تستبدل كسوة الكعبة بـ «كسوة الإمارات» التي أعلنت الإمارات عن إرسالها لطلبة المدارس في مصر.

 

كانت دولة الإمارات خصصت مليون كسوة توزع لأطفال مصر، بدأت بـ 3 آلاف كسوة لتلاميذ المدارس بها، حيث تم توزيع هذه الهدايا بالمدارس الابتدائية الأزهرية والتربية والتعليم.

 

وحضر التوزيع مندوب عن سفارة الإمارات بالقاهرة الذي وقام بتوزيع الملابس على التلاميذ في المدارس بغرب الأقصر، بصحبة مسئولي جمعية تنمية المجتمع بالبعيرات، وهي التي قامت بالإشراف على تجهيز القوائم لتسليم الهدايا للتلاميذ.

 

ولم تكن هناك كلمة تصف هذا المشهد أكثر من كلمات الباحث السياسي أحمد مطر والذي قال "استحلفكم بالله.. تسولوا كما تشاؤون.. أرسلوا وفودكم للأنحناء أمام سادة النفط شاكرين.. لكن لا تقتلوا الكرامة في نفس أطفال مصر ولا تربوهم على الفرحة بالتسول".

 

ويبقى تساؤل.. هل هي مصادفة أن تكون نهاية رحلة محمل كسوة الكعبة مع بداية حكم العسكر في مصر،، وأن تكون بداية «كسوة الإمارات»، التي وصفها البعض حتى من مؤيدي الانقلاب بـ «المُذلة» مع قدوم العسكر من جديد؟

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023