صرح الكاتب الصحفي وائل قنديل بأن ما جرى في مدينة نصر فجر أمس هو جريمة كاملة ، وستبقى عارا يلاحق مرتكبيها ومن فوضهم والمحرضين عليها، لكنها ستبقى يوما مشهودا سيؤرخ له بأنه اليوم الذي اندهست فيه الضمائر الثورية بنعال البيادات، فلم تعد قادرة على أن تغضب أو تتألم لمنظر الجثث والدماء.
وقال قنديل ـ في مقال له اليوم بعنوان (من أول غمزة) ـ "لقد جاءت مجزرة النظام المفوض بالقتل لتشحن بطاريات الغضب مجددا ، وتوخز الضمائر التي تبلدت وتكلست، فتمنحها فرصة استفاقة، ربما تتيح لها قراءة خدعة 30 يونيو بعد زوال الغشاوة عن القلوب الميتة والعقول الصدئة".
وأضاف "مرة أخرى ..الإنجاز الأبرز لعسكر هذا الزمان أنهم نجحوا فى إعطاب الضمير الجمعي وتلويث الفطرة الإنسانية السوية ،بحيث صار هناك من يطرب عندما تسيل الدماء ، ويشعر بالنشوة وهو يعبر إلى مقاعد الحكم فوق الجماجم والأشلاء".
وتابع قنديل "لقد تمكنوا من مضاعفة محصول الكذب القومي ، وقتل خلايا الإحساس في الجلود السميكة التي لم يعد يهزها منظر جثث الشهداء المرصوصة بالعشرات ، غير أن الأخطر أنهم نجحوا في عسكرة النخب السياسية ، ليطغى حديث البيادة على صوت الضمير والعقل ، فإذا سألت أحدهم ما قولك في هذه الدماء التي تجرى ، تجده يهرف بكلام ساقط عن أن محمد مرسى فشل في الاقتصاد والسياسة، أو يجيبك بكل خفة أن مصر أكبر من أن يحكمها فصيل واحد ! هى نخب استحوذت على توكيل شهادة الزور فصارت كل وظيفتها في الحياة تبرير الجنون وتسويغ جرائم الذين سرقوا السلطة في أكبر عملية قرصنة سياسية في التاريخ".
وقال "وعلى ذلك لا تعدم مثقفا أو سياسيا يأخذك إلى تهويمات وضلالات هربا من مشاهد القتل والإبادة الجماعية التي نفذها نظام مغتصب للسلطة في مدينة نصر، ولم يعد مدهشا هذا الصمت البذىء من قبل من اعتبر يوما ضميرا ثوريا على جرائم مكتملة الأركان، وهو الذي لم يترك ناسبة يسقط فيها ضحايا إلا ويصيح بأن النظام سقطت شرعيته".
وأضاف "لقد صاروا عسكريين أكثر من العسكر، ولم لاوقد تحقق مرادهم بالوصول إلى مقاعد السلطة الوثيرة محمولين فوق عربات عسكرية، وعلى ذلك لابد من سداد فواتير التسلط، فيخرج أحدهم متقمصا دور الخبير الاستراتيحى ليعلن آن السيسى هو أفضل قائد عسكرى بعد إيزنهاور، آو تعلن آخرى استعدادها للعيش فى حرملك السيسى ، زوجة أو جارية، لافرق، وتقول له يكفى أن تغمز بعينك فقط ليأتونك ملبين طائعين.وهكذا لم يكذب خبرا، ومن أول غمزة تحرك "الشرفاء" لتفويضه بالقتل، ليسقط عشرات الشهداء".